• ×

نقص الوزن.. الأسباب والعلاج

0
0
3541
 
يمكن لنقص الوزن أن يكون فيزيولوجياً وذلك بسبب تطبيق حمية أو تمارين أو مخمصة أو نقص تناول المواد المغذية الذي يحدث عند كبار السن، وبالمقابل فإن نقص الوزن قد يشير إلى داء ما حيث أن نقص الوزن أكثر من 3 كغ على مدى ستة أشهر يعتبر أمراً هاماً. وقد يكون لتسجيلات الوزن في المشافي وفي الممارسات العامة أهمية كبيرة لأن إعادة وزن المرضى في فواصل زمنية أمر مفيد لأن المرضى الذين نقص وزنهم دون سبب واضح قد يستعيدون أوزانهم أو تستقر عند حد معين في بعض الأحيان. وبشكل عام يعود سبب نقص الوزن المرضي إلى: الداء النفسي، الداء الجهازي، والأسباب الهضمية أو المراحل المتقدمة للداء في أي جهاز عضوي نوعي.
* الداء ثنائي القطب (النفاس الاكتئابي الهوسي): وهو اضطراب في المزاج يحدث فيه نوبات من الاكتئاب والهوس.
A. القصة المرضية والفحص History and examination:
نادراً ما يكون نقص الوزن كعرض معزول مشاركاً لداء عضوي خطير. وبشكل دائم تقريباً تكشف القصة المرضية الدقيقة، والفحص الفيزيائي والاختبارات المخبرية البسيطة ملامح أخرى والتي تقود لتشخيص نوعي.
1. نقص الوزن الفيزيولوجي Physiological weight loss:
قد يكون نقص الوزن الفيزيولوجي واضحاً عند الشباب الذين يشيرون إلى تغيرات في نشاطهم البدني أو ظروفهم الاجتماعية، إلاّ أنه قد يكون التـأكد من نقص الوزن الفيزيولوجي أكثر صعوبة عند المسنين حيث أن قصة تناول هؤلاء للأغذية قد تكون غير موثوقة وغالباً ما تكون مساعدة أخصائي التغذية مفيدة.
2. المرض النفسي
إن ملامح القمة العصبي والبوليميا (النهام) bulimia والاضطرابات العاطفية يمكن أن تتضح فقط من خلال التقييم النفسي المنهجي. هذا ويفقد المرضى الكحوليون أوزانهم نتيجة إهمالهم لأنفسهم وقلة تناولهم للغذاء.
3. الأمراض الجهازية
يجب الأخذ بالاعتبار الأخماج المزمنة والتي تتضمن السل والأخماج البولية والصدرية المعاودة وسلسلة من الأخماج بالطفيليات وبالأوالي ومن الأمور الأساسية قصة سفر المريض إلى الخارج وممارسة النشاطات عالية الخطورة والمظاهر النوعية مثل الحمى والتعرق الليلي والعرواءات والسعال المنتج وعسرة التبول.
هذا وإن بعض الأسئلة الحساسة المناسبة فيما يتعلق بأسلوب حياة المريض (النشاط الجنسي غير الشرعي وتعاطي المخدرات) يمكن أن تشير إلى مرض مرتبط بالـ HIV.
كما يشكل نقص الوزن مظهراً متأخراً للخباثة المنتشرة (سرطانة، لمفوما أو الاضطرابات الدموية الأخرى).
إن الأعراض النوعية والعلامات الفيزيائية والإجراءات التصويرية ذات الصلة بالاضطراب الجهازي أو الشذوذات الكيماوية الحيوية أو الدموية تكون ثابتة على الأغلب.
4. الداء الهضمي يمكن على الأغلب لأي مرض هضمي أن يسبب نقصاً في الوزن. فعسرة البلع وانسداد مخرج المعدة يسببان نقصاً في تناول الأغذية.
ويمكن للخباثة في أي موضع أن تسبب نقصاً في الوزن وذلك بسبب الانسداد الميكانيكي والقهم أو بسبب التأثيرات الجهازية المتواسطة بالسيتوكين. كما ويمكن لسوء الامتصاص الناجم عن أمراض البنكرياس أو سوء الامتصاص الناجم عن أسباب تتعلق بالأمعاء الدقيقة أن يؤديا لنقص وزن شديد مع نقص الغذيات النوعية، هذا وإن الأمراض الالتهابية مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي تسبب قهماً وخوفاً من تناول الطعام وفقداً للبروتين والدم والغذيات من الأمعاء.
5. أمراض نوعية لأي جهاز عضوي رئيسي
قد يكون من الصعب تشخيص هذه الأمراض بدون مشعر عالٍ للاشتباه بها. فهي قد تسبب نقصاً للوزن بواسطة سلسلة من الآليات تتضمن تغير الاستقلاب في الداء السكري وداء أديسون والانسمام الدرقي. يحدث نقص الوزن كنتيجة لزيادة المتطلبات الاستقلابية عند مرضى المرحلة الأخيرة للداء التنفسي والقلبي. وهناك آليات متعددة مسؤولة عن نقص الوزن في حالات كثيرة: وعلى سبيل المثال في داء باركنسون والاضطرابات العصبية التنكسية الأخرى يقل تناول الأغذية وتزيد المتطلبات الاستقلابية.
يحدث نقص الوزن عند مرضى الاضطرابات الرثوية والوعائية الكولاجينية في المراحل المتقدمة أو في طور الفعالية بسبب تشارك القهم والإعاقة الجسمية، وتغير المتطلبات الاستقلابية، إضافة إلى التأثيرات الجهازية لتلك الأمراض.
في العديد من الأمراض يمكن أن يجتمع القهم مع نقص الوزن وذلك بسبب تأثير العلاجات الدوائية (مثل الديجوكسين) والتي قد تسبب الغثيان وعسر الهضم والإمساك أو الاكتئاب النفسي.
بعض أسباب نقص الوزن غير المفسر والتي تغفل بسهولة.
الاكتئاب/ القلق.
· الألم المزمن أو الحرمان من النوم.
· الحرمان الاجتماعي النفسي/ سوء التغذية عند المسنين.
· الحالات المرافقة مثل الداء الرئوي الانسدادي المزمن الشديد وقصور القلب.
· الداء السكري/ فرط نشاط الدرق.
· الخباثة الخفية (مثال في الكولون القريب، في الكلية، اللمفوما).
· القهم العصبي في المجموعات غير النموذجية للإصابة.
· اضطرابات صماوية نادرة، مثل داء أديسون ونقص نشاط الغدة النخامية الشامل.
B. الاستقصاءات:
في الحالات التي لا يتضح فيها سبب نقص الوزن بعد أخذ القصة السريرية كاملة وإجراء الفحص الفيزيائي وكذلك في الحالات التي يُعتبر فيها وجود حالة مرافقة لنقص الوزن محتملاً، تستطب الاستقصاءات التالية: تحليل البول من أجل السكر والبروتين والدم والاختبارات الدموية التي تتضمن اختبارات وظائف الكبد، غلوكوز الدم العشوائي، اختبارات وظائف الدرق، سرعة التثفل (قد تكون مرتفعة في الأخماج غير المشتبهة مثل (السل) واضطرابات النسج الضامة والخباثة) وقد تكون الاختبارات الباضعة ضرورية في بعض الأحيان مثل رشف نقي العظم أو خزعة الكبد وذلك لكشف حالات مثل السل الدخني الخفي.
نادراً ما يكون التصوير المقطعي المحوسب للبطن وللحوض ضرورياً ولكن قبل اللجوء إلى عمل باضع أو إلى استقصاءات مكلفة جداً ينبغي دوماً مراجعة القصة المرضية للمريض وإعادة وزن المريض بفواصل زمنية.

البوابة الطبية، اليوم - الصحة والحياة talalzari.com