• ×

تحذيرات من استخدام \"الكورتيزون\" في علاج التهاب المفاصل المزمن

تحذيرات من استخدام \"الكورتيزون\" في علاج التهاب المفاصل المزمن
0
0
1266
 
حذرت استشارية في الأمراض الباطنية والروماتيزم من استخدام مضادات الالتهاب الاسترويدية \"مشتقات الكورتيزون\" لمدد طويلة في تخفيف حدة الآلام الناتجة عن التهاب المفاصل المزمن، والسيطرة على أعراض المرض، إلا باستشارة الطبيب المختص، نظراً للآثار الجانبية العديدة لمشتقات الكورتيزون.جاء ذلك في محاضرة تثقيفية ألقتها الدكتورة حنان الريس في مستشفى القوات المسلحة بالرياض للتعريف بمرض التهاب المفاصل الروماتويدي وأسبابه ووسائل العلاج الفعالة. وقدمت الدكتور الريس موجزاً عن مرض التهاب المفاصل الروماتويدي المزمن، موضحة أنه يعد أحد الالتهابات المزمنة التي تنشأ عن خلل غامض في الجهاز المناعي للجسم، وتصيب الأغشية المبطنة للمفاصل لاسيما الصغيرة منها في اليدين والقدمين، ويؤثر المرض على بطانة المفاصل مسبباً آلاماً مبرحة وتورماً ينتج عنه تآكل العظام وتشوه المفاصل في بعض الحالات المتأخرة.وقالت إنه بالرغم من التطور الكبير الذي تشهده علوم أمراض المناعة حالياً، إلا أن الكيفية التي يحدث بها المرض لا تزال غامضة، وإن الكثير من المشاهدات الواقعية التي تدعمها الأبحاث العلمية الحديثة تشير إلى أن هناك عددا من العوامل تتداخل فيما بينها، وتؤدي إلى اختلال في المناعة الذاتية تبدأ على إثرها خلايا المناعة في مهاجمة أجهزة الجسم المختلفة وإفراز أجسام مضادة ذاتية، بالإضافة إلى تكوين مركبات مناعية معقدة تترسب في الغشاء الزلالي المبطن للمفاصل، وكذلك في الأوعية الدموية المغذية للمفاصل مما يؤدي إلى تلفها واعتلالها. وأوضحت الاستشارية أن مرض التهاب المفاصل المزمن، أو ما يعرف اصطلاحاً بـ \"التهاب المفاصل الروماتويدي المزمن\" من الممكن أن يصيب كافة المراحل العمرية، إلا أنه أكثر شيوعاً في المرحلة العمرية مابين 40 60 عاماً، كما أن نسبة الإصابة بالمرض بين النساء تفوق الرجال بحوالي ثلاثة أضعاف، وهو ما يوحي بارتباط الإصابة بالمرض بجنس المريض. وبينت الدكتورة الريس أن الإحصائيات تشير إلى أن معدلات الإصابة بمرض التهاب المفاصل الروماتويدي المزمن في المملكة تقع ضمن حدود المعدلات العالمية للإصابة بالمرض التي تبلغ 1% من سكان العالم، إلا أن هذه المعدلات ترتفع قليلاً لتتراوح مابين 1.5 إلى 2% في بعض المناطق الجغرافية المحددة، وتتركز أعراض المرض بتصلب أو تيبس في المفاصل في الصباح لمدة تمتد لأكثر من ساعة، بالإضافة إلى عدم القدرة على عمل حركة روتينية يومية كان الشخص يؤديها في السابق بشكل طبيعي مثل استخدام فرشاة الأسنان وفتح الباب وتصفيف الشعر والجلوس ثم الوقوف من الجلوس.وأوضحت الدكتورة الريس أن هناك عددا من العوامل الرئيسية التي تسهم في زيادة احتمالات الإصابة بالمرض، وهي العوامل الجينية وتاريخ العائلة حيث يرتبط بصورة وثيقة بالمستضدات الآدمية البيضاء دي آر1 ودي آر4، كما تزداد الإصابة بالمرض بين الأقرباء من الدرجة الأولى، والجنس ووجد أن الإناث أكثر عرضة للإصابة بالروماتويد من الرجال، ثم العمر وغالباً ما يبدأ بين سن 40 60 عاماً، والمناعة الذاتية، إذ يؤدي التنشيط المستمر لخلايا المناعة إلى التهاب مفصلي مزمن يسببه إفراز الأنترلوكين 1 التي تفرزها البلاعم الكبيرة المحفزة. كما يسبب إفراز الأنترلوكين 6 وتكوين المركبات المناعية المعقدة إلى إصابة أجهزة الجسم الأخرى إضافة إلى العامل البيئي والتدخين والأخير له علاقة بزيادة احتمال الإصابة بالمرض. وقالت الدكتورة الريس إن أعراض المرض تشمل الإرهاق والفتور والضعف الجسدي العام وحمى منخفضة ونقص الوزن، إضافة إلى أعراض تظهر على المفاصل مثل ألم وتورم واحمرار بالمفاصل المصابة وكذلك الحد من حركتها، والتيبس الصباحي لأكثر من ساعة نتيجة لتراكم السوائل والوسائط الالتهابية في المفصل خلال ساعات النوم والراحة، والمفاصل الأكثر إصابة بالمرض هي مفاصل اليد والقدم، المفصل السلامي القريب، الركبة والكتف، الحوض والكاحل، المفصل الترقوي القصي، أما المفاصل الأقل إصابة بالمرض فهي المفصل الصدغي الفكي الأسفل، والمفصل الحلقي الطرجهالي، والفقرات العنقية. كما أفادت الدكتورة حنان أن التشخيص والعلاج المبكر للمرض من أهم الخطوات التي تحول دون تطور المرض وتآكل المفاصل وتلفها، ويكون خلال السنتين الأوليين من المرض، مشيرة إلى حدوث تقدم في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي المزمن في العقد الماضي.وأضافت الريس أن علاج الروماتويد ينقسم إلى أربعة أقسام رئيسية تشمل العلاج الطبيعي كحمامات الشمع لليدين والقدمين، وحمامات المياه الدافئة التي تساعد على التخفيف من حدة آلام المفاصل، وتمكن المريض من تحريك مفاصله بشكل أفضل، مما قد يحول دون تلفها وإعاقتها، إضافة إلى العلاج الدوائي، ويساهم في الحد من تطور حدة المرض، وأشارت إلى أن استخدام مضادات الالتهاب غير ستيرويدية يساعد على تخفيف الألم، وتقليل الالتهاب والتيبس فقط، ولكنها لا تمنع تلف المفاصل وتطور المرض، فيما يمكن إضافة ستيرويدات (أو مشتقات الكورتيزون) إلى المضادات غير ستيرويدية لإحداث أثر سريع في تثبيط الالتهاب وتخفيف الألم مما يساعد على السيطرة على أعراض المرض حتى تبدأ الأدوية المعدلة للمرض في عملها مع الأخذ في الاعتبار الابتعاد عن تناول استيرويدات لفترات طويلة لتجنب آثارها الجانبية.وأضافت الدكتورة الريس أن العلاج الأساسي للمرض يكون باستخدام الأدوية المضادة للروماتويد المعدلة للمرض التي يمكن وحدها أو بجانب أدوية أخرى أن تخفف من آلام المفاصل أو تورمها أو تيبسها، كما يمكنها أن تبطئ من انتشار تلف المفاصل أو تحول دونه، خاصة إذ ما استخدمت خلال الأشهر الأولى للمرض، وذلك على خلاف الأدوية السابقة، إضافة إلى الأدوية البيولوجية الحديثة التي تعمل على تثبيط المناعة الذاتية، وأخرى تعمل على التخلص من الخلايا الليمفاوية التي تلعب دورا أساسيا في المرض.

محمد الشريف، الوطن - الصحة والحياة talalzari.com