أسئلة حول الطفل المنغولي والعدوانية
06-25-2010 06:51 صباحاً
0
0
4034
طفل منغولي..
* أنا سيدة في السادسة والأربعين من العمر ، أنجبتُ طفلاً قبل حوالي ستة أشهر ، وكان هذا الطفل منغولياً ، فتركته عند أهلي ولم أرغب في رؤيته. وبعد ذلك أصبحت أعاني من الكآبة كل يوم ؛ فأبكي ، ومزاجي صار منخفضا ، وليس لي رغبة في أي شيء في الحياة ، ولم يعد هناك ما يُسعدني في كل شيء حولي. أفكر كثيراً بطفلي الأخير (المنغولي) ، و أتساءل عن ذنبه ، ولكني لم أستطع أن أتقبّل وجوده معي. أهلي أخذوه وقالوا بأنهم سوف يتكفلون بتربيته وليس عليّ أن أحمل هم تربيته ولكن الكآبة لم تُفارقني منذ الولادة حتى الآن. فكرّت أن أذهب إلى طبيب نفسي ولكني أتراجع دائماً وأتساءل ما الذي سوف يفعله الطبيب النفسي لي؟
سوف يعطيني أدوية مضادة للاكتئاب ، لأني قد جرّبت الاكتئاب بعد الولادة في إحدى ولاداتي السابقة عندي ستة أطفال غير الطفل الأخير وفي تلك المرة ذهبت إلى الطبيب وأعطاني علاجا وتحسنت عليه. أفكّر الآن بأن أتناول نفس العلاج الذي كنتُ أتناوله في المرة السابقة ، فهل هذا تصرف جيد وتنصحني به ، أم أن عليّ أن أذهب إلى طبيب نفسي مرةً آخرى؟
س.ع
- سيدتي الفاضلة ، أقدر مشاعرك بولادتك لطفل منغولي ، ولكن في الولادة في هذا العمر ، ترفع نسبة ولادة الأطفال المنغوليين ، فبعد سن الأربعين ترتفع نسبة الولادة للأطفال المنغوليين بالنسبة للأمهات في هذا السن. بالتأكيد قد تكون ردة فعلك مُبالغا بها ولكن ليست مُستغربة. بعض النساء اللاتي يلدن أطفالا منغوليين يصُبن بالإحباط ، وبعضهن يتقبلن هؤلاء الأطفال بروحٍ طيبةٍ جداً. بما أن لديك تاريخا سابقا في الإصابة بمرض اكتئاب ما بعد الولادة ، وتعالجت عند طبيب نفسي لا أعرف متى كان ذلك؟ - و استفدت من العلاج ، فما أنصحُك به هو أن تذهبي لطبيب نفسي ، فقد يكون الدواء الذي وصفه لك ذلك الطبيب الأول قد أصبح الآن قديماً وظهرت أدوية مضادة للاكتئاب أكثر فعاليةً وأقل أعراضاً جانبية. لا أنصحك بأن تعودي وتأخذي من تلقاء نفسك دواء الاكتئاب الذي كنتِ تستخدمينه في المرة السابقة.
بالنسبة لطفلك المنغولي ، ربما بعد فترة تتعودين عليه ، فهو على أية حال ابنك ولك الأجر في تربيته والعناية به ، برغم أن أهلك استعدوا بالقيام بهذه المهمة إلا أني أنصحكِ بالقيام أنتِ شخصياً بهذه المهمة. أسأل الله لكِ الشفاء والعافية وأن يُحنن قلبك على طفلك المنغولي المسكين ، والذي لا ذنب له.
عدوانية..
* أشكر لك مجهوداتك في نشر الوعي والثقافة النفسية مع زملاء آخرين لك في الإذاعة والتلفزيون ، وجزاكم الله كل خير. أكتب إليك بعد تردد طال لفترةٍ طويلة ، حيث اني لا أعرف هل يمكن لطبيب من خلال جريدة أن يساعدني ، وكيف يكون ذلك؟ . ياسيدي الكريم أنا شخص في موقع مهم ولي مكانتي بين عائلتي ، ولي أسرة صغيرة نعيش في هدوء ووئام ولكن كما هي الأمور دائماً لا يكتمل كل شيء للإنسان..!. مشكلتي أن لديّ ابنة في السابعة والعشرين من العمر ، هي سبب كل المشاكل التي نُعاني منها كأسرة. فهي عدوانية ، لا تخاف من أي شيء.
بدأت الأمور معها منذ فترة المراهقة ، حيث كانت صعبة السلوك خلال فترة المراهقة وأوقعتنا في مشاكل كثيرة بسبب علاقاتها مع شباب من بيئة تختلف تماماً عن بيئتنا ومستوانا الاجتماعي.استمرت المشاكل ، قلت في نفسي ؛ سوف تكبُر وتعقل ، ولكن الأمور على العكس زادت تعقيداً ، فهي دائماً في مشاكل مع كل من في البيت ؛ لم تدع أحداً من أهل البيت ، سواء كانوا أخوانها وأخواتها وحتى والدتها وكذلك الأشخاص الذين يعملون في المنزل. تعتدي بالضرب على العاملين في المنزل بطريقة غير معقولة ولا يمكن لأحد أن يتحمّل مثل هذه الإهانات والاعتداءات البدنية ، لذلك فكثيراً ما نُعاني من ترك من يعمل لدينا العمل بعد فترةٍ وجيزة ، طبعاً لا أستطيع أن القي اللوم عليهم ، لأن الخلل من عندنا ؛ من ابنتي هذه التي قلبت حياتنا إلى جحيم لا يُطاق.
الجميع في المنزل يحاول ألا يتعامل معها خوفاً من ان يتعرّض لأي اعتداء منها. حتى أنا والدها لا تحسب لي أي حساب ، ولا أعرف كيف أتعامل معها ، جربتُ معها العقاب البدني فوجدت ذلك يزيدها قسوة وعدوانية .
حاولتُ بالحُسنى لكن ذلك قاد إلى تمرد أكثر و تفسير هذا التعاطف والمعاملة الحسنة على أنه خوف منها. فشلت في دراستها ولا تعمل ، وتسهر الليل وتنام في النهار ، فكرتُ في أن أرسلها لأي بلدٍ أوروبي أو أمريكي ولكن خشيت من أنها تعود أسوأ مما كانت. عرضتها على أطباء نفسيين كثيرين ، وكان تقريباً تشخيصهم بأنها تُعاني من اضطراب في الشخصية ووصف بعض الأطباء لها بعض الأدوية ولكن ذلك لم يُغيرّ من الأمر شيئاً ، وهناك أطباء قالوا لي بأنها مع التقدّم في العمر سوف تتحسن حالتها النفسية ويتغيّر سلوكها. مارأيك يا سيدي الفاضل؟
ف. خ
- أولاً أتعاطف معك بشدة ، وأسأل الله أن يخفف عنكم هذه المصيبة. ولا شك بأن وجود ابنة في المنزل تتصرف بالسلوكيات التي وصفتها فهذا أمر في غاية الصعوبة ، ساعدك الله على تحمل هذه المسؤولية.
أتفق مع الأطباء بانها تُعاني من اضطراب في الشخصية ، وبما أن العلاجات بالأدوية النفسية لم تفد ، فربما يكون العلاج النفسي ، خاصةً العلاج المعرفي.
مرةً آخرى أكرر تعاطفي معك ووفقك الله بأن يخف الاضطراب عندها مع التقّدم في العمر.
د. إبراهيم الخضير، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com
* أنا سيدة في السادسة والأربعين من العمر ، أنجبتُ طفلاً قبل حوالي ستة أشهر ، وكان هذا الطفل منغولياً ، فتركته عند أهلي ولم أرغب في رؤيته. وبعد ذلك أصبحت أعاني من الكآبة كل يوم ؛ فأبكي ، ومزاجي صار منخفضا ، وليس لي رغبة في أي شيء في الحياة ، ولم يعد هناك ما يُسعدني في كل شيء حولي. أفكر كثيراً بطفلي الأخير (المنغولي) ، و أتساءل عن ذنبه ، ولكني لم أستطع أن أتقبّل وجوده معي. أهلي أخذوه وقالوا بأنهم سوف يتكفلون بتربيته وليس عليّ أن أحمل هم تربيته ولكن الكآبة لم تُفارقني منذ الولادة حتى الآن. فكرّت أن أذهب إلى طبيب نفسي ولكني أتراجع دائماً وأتساءل ما الذي سوف يفعله الطبيب النفسي لي؟
سوف يعطيني أدوية مضادة للاكتئاب ، لأني قد جرّبت الاكتئاب بعد الولادة في إحدى ولاداتي السابقة عندي ستة أطفال غير الطفل الأخير وفي تلك المرة ذهبت إلى الطبيب وأعطاني علاجا وتحسنت عليه. أفكّر الآن بأن أتناول نفس العلاج الذي كنتُ أتناوله في المرة السابقة ، فهل هذا تصرف جيد وتنصحني به ، أم أن عليّ أن أذهب إلى طبيب نفسي مرةً آخرى؟
س.ع
- سيدتي الفاضلة ، أقدر مشاعرك بولادتك لطفل منغولي ، ولكن في الولادة في هذا العمر ، ترفع نسبة ولادة الأطفال المنغوليين ، فبعد سن الأربعين ترتفع نسبة الولادة للأطفال المنغوليين بالنسبة للأمهات في هذا السن. بالتأكيد قد تكون ردة فعلك مُبالغا بها ولكن ليست مُستغربة. بعض النساء اللاتي يلدن أطفالا منغوليين يصُبن بالإحباط ، وبعضهن يتقبلن هؤلاء الأطفال بروحٍ طيبةٍ جداً. بما أن لديك تاريخا سابقا في الإصابة بمرض اكتئاب ما بعد الولادة ، وتعالجت عند طبيب نفسي لا أعرف متى كان ذلك؟ - و استفدت من العلاج ، فما أنصحُك به هو أن تذهبي لطبيب نفسي ، فقد يكون الدواء الذي وصفه لك ذلك الطبيب الأول قد أصبح الآن قديماً وظهرت أدوية مضادة للاكتئاب أكثر فعاليةً وأقل أعراضاً جانبية. لا أنصحك بأن تعودي وتأخذي من تلقاء نفسك دواء الاكتئاب الذي كنتِ تستخدمينه في المرة السابقة.
بالنسبة لطفلك المنغولي ، ربما بعد فترة تتعودين عليه ، فهو على أية حال ابنك ولك الأجر في تربيته والعناية به ، برغم أن أهلك استعدوا بالقيام بهذه المهمة إلا أني أنصحكِ بالقيام أنتِ شخصياً بهذه المهمة. أسأل الله لكِ الشفاء والعافية وأن يُحنن قلبك على طفلك المنغولي المسكين ، والذي لا ذنب له.
عدوانية..
* أشكر لك مجهوداتك في نشر الوعي والثقافة النفسية مع زملاء آخرين لك في الإذاعة والتلفزيون ، وجزاكم الله كل خير. أكتب إليك بعد تردد طال لفترةٍ طويلة ، حيث اني لا أعرف هل يمكن لطبيب من خلال جريدة أن يساعدني ، وكيف يكون ذلك؟ . ياسيدي الكريم أنا شخص في موقع مهم ولي مكانتي بين عائلتي ، ولي أسرة صغيرة نعيش في هدوء ووئام ولكن كما هي الأمور دائماً لا يكتمل كل شيء للإنسان..!. مشكلتي أن لديّ ابنة في السابعة والعشرين من العمر ، هي سبب كل المشاكل التي نُعاني منها كأسرة. فهي عدوانية ، لا تخاف من أي شيء.
بدأت الأمور معها منذ فترة المراهقة ، حيث كانت صعبة السلوك خلال فترة المراهقة وأوقعتنا في مشاكل كثيرة بسبب علاقاتها مع شباب من بيئة تختلف تماماً عن بيئتنا ومستوانا الاجتماعي.استمرت المشاكل ، قلت في نفسي ؛ سوف تكبُر وتعقل ، ولكن الأمور على العكس زادت تعقيداً ، فهي دائماً في مشاكل مع كل من في البيت ؛ لم تدع أحداً من أهل البيت ، سواء كانوا أخوانها وأخواتها وحتى والدتها وكذلك الأشخاص الذين يعملون في المنزل. تعتدي بالضرب على العاملين في المنزل بطريقة غير معقولة ولا يمكن لأحد أن يتحمّل مثل هذه الإهانات والاعتداءات البدنية ، لذلك فكثيراً ما نُعاني من ترك من يعمل لدينا العمل بعد فترةٍ وجيزة ، طبعاً لا أستطيع أن القي اللوم عليهم ، لأن الخلل من عندنا ؛ من ابنتي هذه التي قلبت حياتنا إلى جحيم لا يُطاق.
الجميع في المنزل يحاول ألا يتعامل معها خوفاً من ان يتعرّض لأي اعتداء منها. حتى أنا والدها لا تحسب لي أي حساب ، ولا أعرف كيف أتعامل معها ، جربتُ معها العقاب البدني فوجدت ذلك يزيدها قسوة وعدوانية .
حاولتُ بالحُسنى لكن ذلك قاد إلى تمرد أكثر و تفسير هذا التعاطف والمعاملة الحسنة على أنه خوف منها. فشلت في دراستها ولا تعمل ، وتسهر الليل وتنام في النهار ، فكرتُ في أن أرسلها لأي بلدٍ أوروبي أو أمريكي ولكن خشيت من أنها تعود أسوأ مما كانت. عرضتها على أطباء نفسيين كثيرين ، وكان تقريباً تشخيصهم بأنها تُعاني من اضطراب في الشخصية ووصف بعض الأطباء لها بعض الأدوية ولكن ذلك لم يُغيرّ من الأمر شيئاً ، وهناك أطباء قالوا لي بأنها مع التقدّم في العمر سوف تتحسن حالتها النفسية ويتغيّر سلوكها. مارأيك يا سيدي الفاضل؟
ف. خ
- أولاً أتعاطف معك بشدة ، وأسأل الله أن يخفف عنكم هذه المصيبة. ولا شك بأن وجود ابنة في المنزل تتصرف بالسلوكيات التي وصفتها فهذا أمر في غاية الصعوبة ، ساعدك الله على تحمل هذه المسؤولية.
أتفق مع الأطباء بانها تُعاني من اضطراب في الشخصية ، وبما أن العلاجات بالأدوية النفسية لم تفد ، فربما يكون العلاج النفسي ، خاصةً العلاج المعرفي.
مرةً آخرى أكرر تعاطفي معك ووفقك الله بأن يخف الاضطراب عندها مع التقّدم في العمر.
د. إبراهيم الخضير، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com