مدينة المبادرات التقنية تبشّر بظهور جيل جديد من المخترعين
06-26-2010 06:25 صباحاً
0
0
1383
تعد مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية «واجهة حضارية تقنية»، حيث تعتمد عليها بلادنا في دعم المخترعين ومتابعتهم وتذليل كافة الصعاب والعوائق التي قد تواجههم في ابتكاراتهم ومشاريعهم العلمية، مبشرةً بظهور جيل من المخترعين احتضنتهم «حاضنات أعمال التقنية»، التي وضع لها سياسة وطنية بمثابة خريطة طريق لإستراتيجية تطوير الكوادر البشرية، وتركيزها في ضمان صناعة عالية الجودة، وذات أفضل ممارسات على مستوى العالم في المملكة من خلال الاعتماد والمراقبة وتحسين الأداء وبناء القدرات.
برنامج بادر
يقول «د. عبدالعزيز الحرقان» المدير التنفيذي لبرنامج «بادر»: إن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية قامت بعمل عدد من المبادرات الأخرى لدعم صناعة الحاضنات التقنية، وإتاحة فرص الوصول للتمويل أمام عملاء الحاضنة، إلى جانب تقديم ورش عمل لريادة الأعمال التقنية، ودعم المبدعين والمخترعين وتنفيذ مشاريع تطوير صناعة التقنية للجنسين، لافتاً إلى أهمية «بادر» في تشجيع وتيسير ودعم ريادة الأعمال التقنية والإبداع التقني، من خلال مجموعة من برامج الدعم المستهدفة، من أجل تشجيع وتعزيز اقتصاد المملكة القائم على المعرفة، بما يتفق مع الخطة الوطنية للعلوم والتقنية الخاصة بالمملكة.
باحثون ومستثمرون
ولم يخف «د. الحرقان» أن المملكة قبل وقت قريب افتقدت إلى البرامج والمؤسسات اللازمة لتقديم الدعم الكامل لبدء تشغيل ونمو شركات التقنية الناشئة، موضحاً أنه نتيجة لذلك تم اختيار عدد قليل من المواطنين ليصبحوا مستثمرين في مجال التقنية، وأن برامج حاضنة الأعمال تقوم ببناء القدرات والاهتمام بمجال ريادة الأعمال، وتعزيز التعاون بين القطاع الخاص والمؤسسات المنتجة للبحوث، بالإضافة إلى تهيئة فرص الوصول إلى موارد التسويق والإدارة والموارد المالية، فضلاً عن إشراك الباحثين والمستثمرين في ابتكار المنتجات والعمليات والخدمات التي تلبي احتياجات السوق.
كما أشار إلى أن البرنامج يعمل بشراكة وتعاون مع عدد من القطاعات الحكومية والتجارية لتنفيذ برامج وتفعيل خدمات الدعم المختلفة مثل الجامعات والغرف التجارية والشركات التقنية المتخصصة والمستثمرين السعوديين في مجالات التقنية.
تأسيس وأهداف
تأسس برنامج «بادر» لحاضنات التقنية بمبادرة من سمو الأمير د. تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب الرئيس لمعاهد البحوث، بهدف دعم عمليات المتاجرة التقنية بما يكفل تنمية الاقتصاد المعرفي في المملكة، ويشرف عليه لجنة إشرافية برئاسة سموه تضع السياسات الإستراتيجية للبرنامج وتراقب أداء أعماله، وتشمل عضوية اللجنة ممثلين من عدة قطاعات حكومية وتجارية، تعمل أيضاً على توثيق الصلة بين القطاعات ذات العلاقة مع أهداف البرنامج.
ويقوم برنامج «بادر» بتنفيذ ودعم البرنامج الوطني لحاضنات التقنية، وتتوافر فيه كوادر من الكفاءات الوطنية الخبيرة المدربة على يد خبراء دوليين وبدعم شركاء أجانب من ذوي الخبرة الطويلة في إدارة الحاضنات، وتم وضع خطة عمل وآلية لحاضنات التقنية محددة الأهداف والتوجه، إلى جانب ذلك يقوم البرنامج بتشجيع وتسهيل ودعم إقامة وتطوير صناعة مستدامة لحاضنات التقنية في المملكة، من خلال تقديم التوصيات للمدينة فيما يتعلق بالسياسة الوطنية للحاضنات، وترويج السياسة الوطنية لحاضنات الأعمال، إضافة إلى تشجيع الحاضنات الفردية على الالتزام بهذه السياسة، ودعم مبادرات تطوير صناعة الحاضنات، وإدارة عملية اعتماد بادر لحاضنات أعمال التقنية، وكذلك دعم الحاضنات بالمتخصصين والاستشاريين المعتمدين في مجال الحاضنات، وإدارة الشبكة الوطنية لحاضنات أعمال التقنية، بما يمكن من تقاسم الدروس المستفادة والخبرات.
يشمل برنامج بادر لحاضنات التقنية خمس حاضنات هي: تقنية الاتصالات وتقنية المعلومات. حاضنة والتقنية الحيوية. حاضنة وتقنية التصنيع المتقدم وحاضنة تقنيات الطاقة. حاضنة والتقنية المتناهية الصغر. كما يعمل البرنامج على تأسيس حاضنات في مختلف جامعات المملكة.
اقتصاد تقني
ومن ضمن الأعمال التي أسستها وتدعمها المدينة، «حاضنة بادر لتقنية المعلومات والاتصالات»، الذي يعد مشروعا وطنيا بهدف المساعدة في إنشاء اقتصاد يعتمد على التقنية والتسريع في عملية الانتقال والتحول إلى اقتصاد تقني، حيث تعد أول حاضنة في برنامج بادر لحاضنات التقنية، وتعمل ضمن القطاعات أجهزة الحاسبات والاتصالات والبنية التحتية لتقنية المعلومات، إضافة إلى الاتصالات والخدمات المعتمدة على تقنية المعلومات والاتصالات، والبرمجيات والحلول.
وقد بدأت الحاضنة بتقديم خدماتها منذ ٢٠٠٨، وقد بدأ بعض المستفيدين من الحاضنات بتحقيق نجاحات متميزة وتحقيق دخل مالي مرتفع.
تصنيع متقدم
ومن ضمن حاضنات بادر، «حاضنة التصنيع المتقدم»، ويشرف عليها الدكتور الماجد حيث تركز في أعمالها على الشركات التي يشمل مجال عملها على تطوير وتصنيع واستخدام المواد المتقدمة في كافة القطاعات الصناعية، أو المنتجات التقنية المبتكرة، أو التي تتطلب أساليب تصنيعية متقدمة، وحاضنة التصنيع المتقدم كغيرها من حاضنات التقنية توفر خدمات إدارية واستشارية لتطوير الأعمال التجارية، كما توفر معامل وورشا متخصصة في مجالات التصميم الهندسي والتصنيع المتقدم وضبط الجودة، إضافة إلى بقية خدمات الهندسة الصناعية المختلفة للشركات المحتضنة، وتتميز الحاضنة بأنها تقدم خدماتها أيضاً للشركات المحتضنة في حاضنات بادر الأخرى، عندما تتطلب منتجاتها أو خدماتها مرحلة التصنيع المتقدم من تصميم وإنتاج، حيث يعد نطاق عمل الحاضنة واسع جداً مقارنة بالحاضنات الأخرى لتنوع المجالات الصناعية، ما يساعد على إنشاء عدد كبير من حاضنات التصنيع المتقدم في المدن الصناعية في مناطق المملكة المختلفة، وتوجه لخدمة قطاعات صناعية حددتها الإستراتيجية الوطنية للصناعة، وتدعمها الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار، ولن يتم تحديد قطاع معين لدعمه من قبل الحاضنة، بل سيفتح المجال لكافة الأفكار التجارية الصناعية في كافة القطاعات، ومن خلال التجربة الأولى يتم التعرف على مدى الحاجة في السوق والفرص المتاحة والخدمات المشتركة المطلوبة والقطاعات الأكثر نمواً.
بادر للتقنية الحيوية
ويشير الدكتور سلطان المبارك مدير بادر للتقنية الحيوية بأن الحاضنة تهتم بالمشاريع التي تصب في مجالات التقنية الحيوية الطبية البيئية والزراعية والصناعية المتعلقة بها، وكذلك نوعية وتحلية المياه، وتوفر الحاضنة تسهيلات عديدة مثل المختبرات المجهزة بالمعدات والمواد، تتصف المشاريع التقنية الحيوية بأنها تحتاج إلى رعاية ودعم لمدد طويلة قد تصل لسبع سنوات، وبذلك تتضح أهمية الحاضنات في الدعم وتنمية المشاريع الابتكارية، وكذلك تطوير مهارات تخطيط الأعمال واتخاذ القرار، والمساعدة في تطوير خطط عمل تتناسب مع كل مشروع على حدة وبما يخدم أهداف المشروع، إلى جانب إعداد ورش عمل بمواضيع مختلفة لتطوير المهارات الفردية للفرد المحتضن، إضافةً إلى فهم القضايا المالية والتسويق والأعمال الإدارية، كما تقدم الخدمات المالية من خلال اتفاقيات خاصة مع برنامج قروض الأعمال الصغيرة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، لدى البنك السعودي للتسليف والادخار، وصندوق رأس المال الجريء الذي أسسته شركة الاتصالات السعودية.
قابلة للتسويق
وتقدم بادر لتقنية المعلومات والاتصالات خدماتها للمواطنين والمواطنات، الذين لديهم مشاريع مبنية على مبتكرات، أو اختراعات في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات وملكية الحقوق الفكرية لصاحب المشروع، بشرط أن تكون منتجات وخدمات المشاريع قابلة للتسويق، وتسهم في خدمة المجتمع والتنمية الاقتصادية، ولا تشترط عمراً معيناً، أو درجة علمية معينة، للانضمام إلى البرنامج.
مشاريع نسائية
وقدم البرنامج ما يزيد على 13 من ورش العمل، التي تهدف إلى مساعدة صاحبات الأفكار التجارية في تطوير أفكارهن وتزويدهن بمنهجية علمية، لتقويم جدوى تلك الأفكار في كل من: الرياض، وجدة، والدمام، والخبر، وكذلك الأحساء، والقصيم، وأبها، حيث استفادت من هذه الورش ما يزيد على 276 سيدة، إضافةً إلى ذلك فقد قام برعاية برنامج ريادة الأعمال الإلكترونية في جامعة الملك سعود لمرتين على التوالي، حيث بلغ عدد المشاركات في برنامج الريادة ما يفوق 265 مشتركة، إلى جانب استقبال البرنامج 23 سيدة في برامج ما قبل الاحتضان، حيث احتضن أربعة مشاريع تجارية نسائية لدى حاضنة بادر لتقنية المعلومات والاتصالات.
وأشار الدكتور الحرقان إلى أن المستفيدين من خدمات البرنامج يشمل ٣٥ شخصاً استطاعوا تأسيس أعمال تجارية وأكثر من ٣٠٠٠ مواطن قدمت لهم الحاضنات خدمات مختلفة مثل: الاستشارات التقنية والفنية والتسويقية. ومن المعلوم دولياً أن نسبة نجاح المؤسسات التجارية الناشئة ضمن حاضنات متخصصة هي أضعاف نسبة نجاح المؤسسات العاملة بشكل مستقل.
متعب أبوظهير، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com