• ×

أسئلة حول الاضطرابات النفسية

0
0
1599
  شكّاكة وبشكل كبير..

* أنا فتاة في السابعة والثلاثين من العمر، لم أتزوج أبداً، أقيم مع عائلتي؛ والدي ووالدتي وبعض من اخوتي. مشكلتي أنني كثيرة الشك؛ أشك في كل شيء. هذا الأمر جعلني بعيدة عن العلاقات الاجتماعية. أشك في قريباتي وصديقاتي مما يجعلهم يبتعدن عني. بعض أقاربي يصفوني بأني غريبة الاطوار. فهم يفسرون صمتي ونظراتي على أنها أمر غريب ويحمل في طياته غموضا يصبح مصدر خوف وأحياناً يصبح رعبا - كما وصفته احدى قريباتي - أحياناً عدم ارتياح، خلاصة الأمر أنني أصبحت مصدر عدم ارتياح من قِبل الآخرين. المشكلة أني أعلم بهذا الأمر، فحيقية الأمر أنا إنسانة شكاكة وبشكل كبير. أحياناً أشك بأني ابنة أهلي، وافكر كثيراً بأنه ربما أكون لقيطة! هذا التفكير يجعلني أتعب كثيراً، ولكني لا أسأل أحداً، لأني أخشى وصمي بالمجنونة ويكفي ما أنا فيه من ألم بسبب شكوكي. طلبت مني احدى صديقاتي المقربات الذهاب إلى طبيب نفسي، ولكني استغربت هذا الطلب وبدأت أشك فيها؛ بأنها تحيك مؤامرة ضدي لجعلي مجنونة، أنا قد أكون شكاكة لكني لست مجنونة لا أعتقد بأن الطبيب النفسي سوف يفعل لي شيئاً مفيداً. سؤالي هل ما أعاني منه مرض نفسي أم أن هذا الشك طبيعي؟ وهل هناك حالات مثلي مرت عليك في عيادتك؟ وهل يحتاج من هم مثلي إلى علاج نفسي؟ ولكم شكري وجزاكم الله كل خير.
س. ش

سيدتي الكريمة، ما ذكرته من شكوك أعتقد بأنها تستحق الذهاب إلى طبيب نفسي. ما ذكرته من شكوك قد يكون مرضاً نفسياً. لا أعرف على وجه التحديد ما هذا المرض، ولكن قد يكون مرضاً نفسياً بسيطاً أو مرضاً نفسياً صعباً. يعتمد التشخيص على جمع معلومات أكثر عن حياتك وعن مدى تأثير هذا الشك عليك. ربما يكون فقط اضطراباً في التفكير فقط، كأن يكون لديك تفكير غير حقيقي وغير قابل للمناقشة ولا يتناسب مع الثقافة السائدة في المجتمع الذي تعيشين فيه. الشك بهذه الصورة يعتبر غير طبيعي وكما قلت سابقاً إنه قد يكون مرضاً نفسياً صعباً ويحتاج إلى علاج دوائي بحت أو قد يكون اضطرابا يحتاج لعلاج سلوكي - معرفي أدوية نفسية معاً.

أخطر شيء أن يكون ما تعانين منه هو أن يكون المرض لا قدر الله مرض الفصام الزوراني، وكأي نوع من أنواع مرض الفصام، فإن العلاج هنا يكون دوائيا فقط، أهم أعراض الفصام الزوراني هو الشكوك المرضية التي لا يقبل الشخص مناقشتها ولا يعترف بأنها شيء غير حقيقي تكون غير مقبولة من ناحية ثقافية من المجتمع كفكرة، ولكن الشخص الذي يعاني من مرض الفصام الزوراني لا تتدهور شخصيته، كما يحدث في بقية أنواع الفصام الاخرى. عادة يستجيب مريض الفصام الزوراني للأدوية أفضل من بقية أنواع الفصام الاخرى، معدل العمر عند الإصابة بمرض الفصام الزوراني في سن أكبر من بقية أنواع مرض الفصام الاخرى، حيث معدل مستوى العمر عند الإصابة بمرض الفصام الزوراني هو تقريباً 33 عاماً، بينما بقية أنواع الفصام تحدث في مرحلة المراهقة أو بداية النضج أي قبل العشرين أو بداية العشرينيات من العمر. العلاج بالنسبة لمرض الفصام الزوراني هو الأدوية المضادة للذهان، وهناك الكثير من هذه الأدوية موجود في معظم المستشفيات الحكومية والقطاع الخاص.

قد يكون الشك الذي كتبت لنا عنه اضطرابا زورانيا فقط، وهو عبارة عن فكرة غير حقيقية فقط وليس هناك بقية أعراض الفصام المعروفة. وهذا الاضطراب يسمى الاضطراب الزوراني، قد يستجيب للعلاج إذا تم العلاج بشكل جيد.

ختاماً أرى أن تذهبي لطبيب نفسي وربما يكون هناك أشياء اخرى لم نعرفها وقد تساعد في التشخيص الصحيح، وربما يكون أي شيء آخر فهذا يعتمد على المعلومات الكافية التي يحصل عليها الطبيب النفسي منك شخصياً أو من المحيطين بك.


الذئبة الحمراء..

* أنا فتاة في الخامسة عشرة، أعاني من مرض الذئبة الحمراء هكذا سماه لي الطبيب والحقيقة أني لا أعرف أي شيء عن هذا الامر إلا أن الطبيب تكلم معي عن اصابة كليتي أصبحت محبطة فحولني لطبيب نفسي، حيث قال لي طبيب الكلى بأني مصابة بالاكتئاب ويجب علي مراجعة طبيب نفسي. بصراحة لم أذهب لطبيب نفسي ولا أشعر بأن الطبيب النفسي سوف يساعدني في أي شيء، ولن أذهب لطبيب نفسي، بصراحة ما يؤلمني هو جسدي، والأدوية التي أتناولها وفيها كورتيزون نفخت وجهي وجسدي ولا أدري متى يوقفونها عني؟ سؤالي: هل هناك ضرورة أن أذهب إلى الطبيب النفسي، لأني بصراحة غير مقتنعة بهذا الأمر.
م.ع

ابنتي الفاضلة، أقدر معاناتك من هذا المرض الصعب، وكان الله في عونك وشفاك من مرض الذئبة الحمراء، وهو مرض صعب قد يصيب أي جزء من أجزاء الجسم. هذا المرض بالإضافة إلى الأدوية التي تعطى لعلاج هذا المرض، تسبب الاكتئاب بصورة حقيقية، لذلك نصيحتي لك بأن تذهبي للطبيب النفسي كما نصحك طبيب الكلى، لأنه ليس من المنطق والعقل أن تعانين من هذا المرض الصعب وتعانين ايضاً من الاكتئاب. هناك أدوية مضادة للاكتئاب جيدة وليس لها أعراض جانبية كثيرة وتساعدك على تحسين مزاجك وتسهيل بعض الصعوبات عليك. الأدوية المضادة للاكتئاب ليست مخيفة وليست من الأدوية التي يدمن عليها، لذلك لا أرى مسببا للقلق والخوف من عدم الذهاب للطبيب النفسي وتناول أدوية مضادة للاكتئاب. وفقك الله لما فيه مصحلتك وشفاك من الأمراض.

د. إبراهيم الخضير، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com