تشوهات منذ الولادة وصعوبة في النطق
07-09-2010 08:27 صباحاً
0
0
1034
* أنا فتاة في السابعة عشرة من العمر، أشكو من بعض التشوهات منذ الولادة وكذلك صعوبة في النطق. الآخرون دائماً يشعرونني بالدونية لدرجة أني تركت الدراسة تجنباً لتعليقات زميلاتي علي وكذلك من نظرة أهلي التي ملؤها الشفقة والرحمة علي وإشعاري بأني إنسانة ضعيفة. يظنون أنني لا أفهم ولكني أفهم كل شيء وأعيش في عذاب لأني لست متخلفة عقلياً، وأستطيع أن أقوم بأفعال كثيرة مثل أي فتاة في مثل سني، ولكن الحماية الزائدة من قبل أهلي تجعلني أشعر بالغيظ والحنق. دائماً خلال سلوكياتهم يشعرونني بأني مختلفة ومتخلفة. انعزلت عن المجتمع الذي ينظر لشكلي فقط ولا يرى عقلي وكيفية تفكيري وقراءتي، حيث أني محبة للقراءة وأقرأ الكثير من الكتب الثقافية ولكن لا أحد ينظر إلا إلى شكلي الذي يوحي ببعض الصعوبات في المشي وكذلك صعوبة في الكلام وبعض التشوهات في بدني. هذه الحياة جعلتني أعاني من كآبة مستمرة وألجأ إلى العيادات النفسية وأتناول أدوية مضادة للاكتئاب. صحيح أني لا أرى أي عيب ولا أفكر أن الذهاب إلى الطبيب النفسي يعني الجنون. ساعدتني الأدوية المضادة للاكتئاب على التغلب على أعراض الكآبة، لكن ظل في نفسي المعاناة التي أعانيها من نظرة المجتمع الدونية والتي تحمل الشفقة والتي تجعلني أشعر بالغيظ والقهر. لا أدري ماذا أفعل هل لك أن تجيبني، فأنا أحياناً أفكر في الانتحار ولكني استعيذ بالله من الشيطان. أخشى أن أضعف يوماً وأقوم بهذا العمل الغبي الذي لا أود القيام به ولكن اخشى تحت ضغط الكآبة أن تكون ردة فعلي احياناً اندفاعية دون تفكير، فأرجو أن تجيبني على كيفية العيش في ظل كل هذه الظروف. أنا لا أفكر في الزواج ولن اتزوج مطلقاً، لكن أريد أن أعيش بهدوء وبسلام.
ن.ص
ابنتي الفاضلة، رسالتك تدل على أنك لست متخلفة عقلياً أو أن مستوى ذكائك متدن. مشكلة من هم في مثل حالتك فعلاً مشكلة عصية، نظراً لأنها مرتبطة بنظرة الأسرة والمجتمع إلى الشخص على أنه متدني الذكاء إذا كان يعاني من أي تشوهات خلقية في شكله منذ الولادة، وبالتالي يعتمد على ذلك المعاملة الخاصة التي قد لا تكون جيدة، إذ تكون هذه المعاملة الخاصة التي تعتمد على الشفقة ونظرة العطف إلى من هم مثلك تعود بأثر سلبي على الشخص، دون أن يعرف هؤلاء الأشخاص - سواء كانوا من أفراد الأسرة أو من غير أفراد الأسرة والأصدقاء - بمدى الضرر الذي تحدثه تلك النظرة التي تحمل الشفقة والعطف. كان بودي لو أنك استمررت في الدراسة وتحملتي تعليقات زميلاتك وكنت أقوى من تعليقاتهم، فالدراسة مع زميلات أمر مهم، ويعطيك ثقة في نفسك وأيضاً يجعلك تعيشين في جو آخر غير جو المنزل. أيضاً أتمنى لو تحملتي نظرات الآخرين واثبتي أنك إنسانة قوية ولم تعتزلي الآخرين وتنعزلي وحيدة. على أي حال لم يفت الكثير لأنك لاتزالين صغيرة وأتمنى أن تحاولي أن تفكري بطريقة أكثر إيجابية، فلديك الكثير في المستقبل لتصنعيه. بودي أن تحاولي أن تتعالجي بعلاج سلوكي - معرفي، وربما استطعت الاستفادة بشكل جيد من العلاج النفسي بجانب العلاج الدوائي الذي ربما استطعت التخلص منه. بودي بعد ذلك أن تعودي للدراسة، وحبذا لو كانت الدراسة في مدرسة بها طالبات في سنك أو حتى أكبر منك سناً. مستوى ذكائك جيد جداً وتستطيعين أن تدخلي مدرسة عادية. العلم أمر في غاية الأهمية لمن هم في مثل حالتك ولذلك أنصحك وأكرر النصحية بأن تعودي للدراسة وتستعيدي ثقتك بنفسك، فليس ثمة أمر تخجلين منه ويجعلك تنعزلين عن الاختلاط بالآخرين. يجب على أهلك أن يغيروا نظرتهم التي تعتمد على الشفقة والعطف، وينظرون إليك كشخص طبيعي. يجب أن تناقشي ذلك مع والديك وتقنعيهم بأن يفعلوا ذلك وبالتالي سوف يتبع ذلك بقية من في المنزل. وربما تأثر بذلك بقية الأقارب والأصدقاء. لا تقنطي من أن الأمور سوف تتحسن، وبيدك الكثير من المفاتيح لكي تنجحي في حياتك المستقبلية.
د. إبراهيم الخضير، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com
ن.ص
ابنتي الفاضلة، رسالتك تدل على أنك لست متخلفة عقلياً أو أن مستوى ذكائك متدن. مشكلة من هم في مثل حالتك فعلاً مشكلة عصية، نظراً لأنها مرتبطة بنظرة الأسرة والمجتمع إلى الشخص على أنه متدني الذكاء إذا كان يعاني من أي تشوهات خلقية في شكله منذ الولادة، وبالتالي يعتمد على ذلك المعاملة الخاصة التي قد لا تكون جيدة، إذ تكون هذه المعاملة الخاصة التي تعتمد على الشفقة ونظرة العطف إلى من هم مثلك تعود بأثر سلبي على الشخص، دون أن يعرف هؤلاء الأشخاص - سواء كانوا من أفراد الأسرة أو من غير أفراد الأسرة والأصدقاء - بمدى الضرر الذي تحدثه تلك النظرة التي تحمل الشفقة والعطف. كان بودي لو أنك استمررت في الدراسة وتحملتي تعليقات زميلاتك وكنت أقوى من تعليقاتهم، فالدراسة مع زميلات أمر مهم، ويعطيك ثقة في نفسك وأيضاً يجعلك تعيشين في جو آخر غير جو المنزل. أيضاً أتمنى لو تحملتي نظرات الآخرين واثبتي أنك إنسانة قوية ولم تعتزلي الآخرين وتنعزلي وحيدة. على أي حال لم يفت الكثير لأنك لاتزالين صغيرة وأتمنى أن تحاولي أن تفكري بطريقة أكثر إيجابية، فلديك الكثير في المستقبل لتصنعيه. بودي أن تحاولي أن تتعالجي بعلاج سلوكي - معرفي، وربما استطعت الاستفادة بشكل جيد من العلاج النفسي بجانب العلاج الدوائي الذي ربما استطعت التخلص منه. بودي بعد ذلك أن تعودي للدراسة، وحبذا لو كانت الدراسة في مدرسة بها طالبات في سنك أو حتى أكبر منك سناً. مستوى ذكائك جيد جداً وتستطيعين أن تدخلي مدرسة عادية. العلم أمر في غاية الأهمية لمن هم في مثل حالتك ولذلك أنصحك وأكرر النصحية بأن تعودي للدراسة وتستعيدي ثقتك بنفسك، فليس ثمة أمر تخجلين منه ويجعلك تنعزلين عن الاختلاط بالآخرين. يجب على أهلك أن يغيروا نظرتهم التي تعتمد على الشفقة والعطف، وينظرون إليك كشخص طبيعي. يجب أن تناقشي ذلك مع والديك وتقنعيهم بأن يفعلوا ذلك وبالتالي سوف يتبع ذلك بقية من في المنزل. وربما تأثر بذلك بقية الأقارب والأصدقاء. لا تقنطي من أن الأمور سوف تتحسن، وبيدك الكثير من المفاتيح لكي تنجحي في حياتك المستقبلية.
د. إبراهيم الخضير، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com