• ×

حقائق وأوهام عن البصر

0
0
1787
 
يتعرض البصر إلى ضغوط قوية في الفترة المعاصرة نتيجة لإمضاء ساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر والتلفزيون، والقراءة في أوضاع لا تعتبر جيدة بالنسبة للبصر أحيانا. لذلك تنتشر العديد من الأوهام لدى بعض الناس حول البصر، منها أن القراءة في الظلام تلحق الأذى بالعيون، وان الجزر يحسن البصر، فيما يتلفه الجلوس الطويل أمام شاشة الكمبيوتر.
لقد سحرت العيون الناس منذ العصور القديمة بالنظر لأهميتها ولكونها تعتبر نافذة العقل الباطني، ولذلك نسج حولها الكثير من الأوهام وأنصاف الحقائق هذه بعضها:

الوهم الأول
القراءة في الظلام تخرب البصر

إذا كان أهلكم أخافوكم في صغركم بالقول لكم ان القراءة تحت غطاء السرير أو اللحاف على ضوء مصباح ضعيف ومتحرك تلحق الأذى بالعين، فان ذلك يجب ألا يقلقكم، لأن العلماء توصلوا بعد اختبارات عديدة إلى نتيجة واضحة تقول ان القراءة في ظل ضوء خافت أو غير كاف لا تلحق الضرر بالعيون.
وقد قام العالمان راشيل فيرمان واكون كارول في عام 2007 بجمع كل الدراسات التي أجريت في هذا المجال وقارنوا بين نتائجها، وتوصلوا إلى نتيجة مفادها بان القراءة في ظل ضوء خفيف يستنفذ العيون ويتعبها، غير أن هذا التأثير السلبي يكون مؤقتا ولا يلحق أي نوع من الضرر الدائم بها.
وقد تصاب العيون في ظل الضوء الخافت أيضا بالجفاف، لان الإنسان يلقى صعوبات اكبر حين يكون الضوء قليلا، لهذا يحرك جفنيه بشكل اقل.

الوهم الثاني
الجزر يحسن البصر

ستكونون مخطئين جدا لو اعتقدتم بان تناولكم للجزر يمكن أن يخلصكم من النظارة.
فالجزر يمكن له أن يجلب لجسمكم الكثير من الفوائد، غير انه لا يحسن نظركم.
صحيح أن الجزر يتضمن الكثير من فيتامين A الذي يساعد في تخفيض مخاطر تطور أمراض العين، غير أن بحثا اجري في عام 2007 في جامعة فيسكونسين أكد انه يكفي لحماية العيون تناول كمية قليلة من الفيتناميات التي قد لا تكون موجودة بالضرورة في الجزر.
وبالنظر لكون الفيتامين A موجود في العديد من المواد الغذائية، فان تناول الغذاء المتوازن والمتنوع يغطي مختلف احتياجات الجسم، وبالتالي ليست هناك حاجة لأكل كيلوغرام من الجزر على أمل أن يؤدي ذلك إلى حماية العيون.
ويوصي الخبراء بتناول 1300 ميكروغرام من الفيتامينات من نوع A، مما يعني عمليا أن جزرة كبيرة يمكن أن تغطي احتياجات الجسم اليومية بنسبة تزيد على %400.

الوهم الثالث
الجلوس الطويل أمام شاشة الكمبيوتر يتلف البصر

أكدت دراسة بريطانية نشرت في صحيفة الغارديان ان البريطانيين يمضون 130 ألف ساعة بالمعدل الوسطي أمام شاشات التلفزيون أو أمام شاشات الكمبيوتر، ويمضي الإنسان البالغ أمام الكومبيوتر 35 ساعة أسبوعيا بالمعدل الوسطي.
ويشتكي %60 من مستخدمي الكمبيوتر من آلام حادة في الرأس، فيما يشعر %53 بالتعب في عيونهم.
ومن المؤكد أن الكثيرين سمعوا أن الجلوس لفترة طويلة أمام الكمبيوتر يتلف النظر، الأمر الذي لا يعتبر صحيحا سوى بشكل نسبي.
عندما ينظر الانسان نحو شاشة الكمبيوتر يرف جفناه 3 مرات اقل من الإنسان العادي الذي لا ينظر اليها، والذي عادة يحرك جفنيه 16الى 20 مرة خلال الدقيقة أما خلال النظر إلى نحو الشاشة فيرف جفناه 6 الى7 مرات فقط، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالجفاف في العينين والى تهيجهما، وظهور إشكالات في تركيز الرؤية.
كما تظهر أيضا آلام في الرأس وفي عضلات الرقبة، والاحساس بالتعب والدوار، الأمر الذي يطلق عليه الأطباء مصطلح «أعراض الرؤية الكمبيوترية».
غير انه لا يتوجب عليكم الخوف بالمقابل بان يؤدي النظر المتكرر إلى الكمبيوتر إلى الإصابة بقصر في النظر، وان يؤدي ذلك إلى زيادة الدرجة اللازمة في العدسة أو غيرها، فلم تسجل أي دراسة بان متابعة شاشة الكمبيوتر يمكن أن تؤثر بهذا الشكل.

الوهم الرابع
متابعة الأطفال التلفزيون عن قرب تضر ببصرهم

التأثير السلبي لمشاهدة التلفزيون بشكل مبالغ فيه على البصر أمر غير قابل للنقاش عمليا، غير انه يعرف منذ فترة طويلة أيضا بأنه في حال جلوس الطفل بعيدا عن الشاشة لمسافة نصف متر، فانه لا يلحق الأذى بعينيه مثل وضعه الكتاب بشكل قريب جدا من وجهه.
والأطفال يستطيعون التحديق بشكل أفضل من الكبار، ففي الوقت الذي يقوم فيه البالغون بمتابعة التلفزيون أو قراءة الكتب من مسافة بعيدة نسبيا، وذلك بسبب التوتر في عيونهم والتعب، فان الأطفال يستطيعون القيام بذلك من مسافات اقل ومن دون أي إشكالات، لان متابعة التلفزيون من قرب كبير هي بالنسبة للأطفال مسألة نمطية، غير أن هذه العادة تختفي لديهم لاحقا مع الكبر من تلقاء ذاتها.

الوهم الخامس
من الطبيعي أن يكون الطفل أحول

إذا كان بعض الأهل يمنون أنفسهم من خلال الاعتقاد بان الحول طبيعي عند الأطفال، وانه سيتلاشى مع كبرهم، فانهم يكونون قد ارتكبوا خطأ كبيرا بحق أطفالهم. فالدراسات المختلفة أكدت أن الطفل لا يكون أحول منذ طفولته، إنما يظهر ذلك خلال الشهرين الأوليين من عمره بالصلة مع تطور البصر لديه.
وقد ينجم الأمر عند الأطفال حديثي الولادة نتيجة للنمو غير الكافي لعضلات العيون، غير أن الطبيب يجب أن يفحص الأطفال الرضع الذين تبلغ أعمارهم 4 شهور إذا ظهرت علامات الحول لديهم.
ويقول رئيس جمعية أطباء العيون بافيل ريزيك «هناك رأي يسود بين الناس يقول ان الأطفال حتى سن الثالثة من العمر يمكن أن يكون لديهم قليل من الحول، وان ذلك لا يضر. أما نحن فنكرر للناس بان هذا الأمر ليس طبيعيا».
وأكد أن اكتشاف ذلك في وقت مبكر يجعل الأمل اكبر بإجراء العملية الجراحية بشكل ناجح وإزالة الحول. أما أكثر الأوقات فعالية لإزالة الحول عند الأطفال فهو حتى سن الرابعة، أما بعد سن السابعة فيكون النجاح اقل.

أرقام
يرف جفنا الانسان البالغ 17000 مرة يوميا بالمعدل الوسطي، أما خلال العام فيتحرك الجفنان 6,5 ملايين حركةز
تستطيع العين البشرية أن تتعرف على 16 مليون ظل لوني، أما الكبر النهائي لهما فيصلان إليه بين سني العاشرة والثلاثة عشرة من العمر.
تتعرف العيون عادة على الألوان الأساسية الاربعة، وهي الأزرق والأخضر والرمادي والبني، غير ان ظلال هذه الألوان عديدة.
يتغير لون العيون عند الأطفال المولودين حديثا ويأخذ شكله النهائي حوالي العام الأول من عمرهم.

إلياس توما، القبس - الصحة والحياة talalzari.com