البدانة سبب لوفاة 2.6 مليون نسمة سنويا
08-14-2010 11:21 مساءً
0
0
1071
تتطلب برامج علاج السمنة و تخفيض الوزن تطبيق أنظمة غذائية مدروسة وأنشطة بدنية وتغييرا في الممارسات السلوكية وفي بعض الحالات علاجا دوائيا وجراحيا وبرامج نفسية ، وتزداد أهمية هذه البرامج في الوقت الراهن وخاصة أن البدانة باتت من أهم مشاكل الصحة العامة وتصنف على أنها عامل خطر أساسي في حدوث الكثير من الأمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية وتنتشر في الدول المتقدمة والنامية و تصيب الأطفال والبالغين على حد سواء.
وتوضح الدكتورة مياس الطويل معاون مدير دائرة التغذية في وزارة الصحة السورية أن علاج السمنة يعتمد بالدرجة الأولى على نوعها فالسمنة المكتسبة أي الناجمة عن نمط حياة الفرد ونظامه الغذائي ونشاطه البدني تتطلب علاجا يبدأ بنظام غذائي صحي ومتوازن يفي بحاجات الجسم من العناصر الغذائية ويترافق مع نشاط بدني وسلوكيات صحية فيما يحتاج الفرد المصاب بالسمنة نتيجة نقص هرموني أو كسل غددي أو عامل وراثي إضافة الى الخطوات السابقة إلى علاج خاص يعوض المشاكل الهرمونية المسببة للسمنة.
وتوصي الطويل بضرورة إنقاص الوزن بشكل تدريجي لتلافي الهبوط الحاد في معدل الاستقلاب الأساسي ونقص الأنسجة البروتينية الحيوية للعضلات والذي يحدث مع خسارة الوزن السريعة كما تنبه بعدم إعادة برنامج إنقاص الوزن إلا بعد أن يمر المريض بفترة تثبيت يتاقلم فيها جسمه مع التغيرات التي حدثت ويستعيد معدلات استقلابه العادية.
وتوضح الطويل أن معدل نقص الوزن يختلف من فرد لاخر حيث يكون أسرع للسن المبكرة وأكبر عند الذكور أسرع منه عند الإناث اللواتي في نفس الحجم والعمر كذلك يكون نقص الوزن عند الشخص الأكثر بدانة أسرع من نقصانه عند شخص آخر أقل بدانة وقد ثبت علميا أن انقاص الوزن بمعدلات كبيرة في وقت قصير يصاحبه مضاعفات خطيرة إضافة الى حدوث عودة سريعة لاسترجاع الوزن المفقود فالفقد المثالي هو بمعدل 5ر0 الى 1 كيلوغرام أسبوعيا إلا في حالات يكون فيها إنقاص الوزن اضطراريا للحفاظ على حياة البدين.
وبالنسبة للعلاج الغذائي تقول الطويل ان الغرض منه قلب توازن الطاقة الحرارية في الجسم بحيث يقل محتوى الغذاء من الطاقة عن حاجة الجسم فيضطر إلى استخدام وحرق مخزونه من الطاقة والمتراكم في أنحاء مختلفة منه على شكل دهون وهذا يؤدي بدوره إلى نقصان تدريجي في الأنسجة الدهنية وبالتالي في وزن الجسم.
وعن شروط ومواصفات النظام الغذائي تشير الطويل إلى ضرورة أن يحتوي جميع العناصر الغذائية اللازمة كالبروتين والفيتامينات والأملاح المعدنية حيث يتم تخفيض الدهن والكربوهيدرات فقط إضافة الى ضرورة احتواء الطعام على قدر كبير من الوجبات الغنية بالألياف مثل الخضراوات لأنها تعطي شعورا بالشبع والتقليل قدر الإمكان من السكريات المركزة و المصنعة على شكل حلويات.
وتلفت الطويل إلى ضرورة عدم الانخداع بتحقيق إنقاص سريع للوزن خلال الأسابيع الأولى من بداية البرنامج فهذا الفقد يكون أساسا في الماء والنسيج العضلي بينما يشكل الدهن الفقد الحقيقي في الوزن وهذا يتسم بالصفة التدرجية.
وتبين الطويل أن الجمع بين مزاولة النشاط البدني مع نظام حمية يكون أكثر إيجابية في تخفيض وزن الجسم حيث تساعد ممارسة الرياضات الخفيفة بشكل منتظم ولفترات طويلة على حرق الدهون وتفيد إلى جانب استهلاك الطاقة في خفض التوتر والملل المصاحبين لنظام إنقاص الوزن .
وتضيف الطويل ان التغيير السلوكي جانب أساسي في أي برنامج لخفض الوزن ويعتمد على تحسين العادات الغذائية ومستوى نشاط الفرد ويساعد في المحافظة على استمرارية الوزن المفقود لافتة إلى بعض العادات السلوكية المفيدة كشرب الماء بكثرة 6الى 8 أكواب في اليوم وتناول طبق سلطة قبل الأكل ووضع الكمية المسموح بتناولها من الطعام في أطباق صغيرة وعدم إحضار الطعام في عبوات كبيرة وعدم الانشغال أثناء الأكل وترك المائدة بمجرد الانتهاء من تناول الطعام .
وعن العلاج الدوائي تبين الطويل أنه يقسم لمجموعتين تعمل الأولى على مستوى الجهاز العصبي المركزي وتؤثر في سلوك الأكل والشهية فيما تكون الثانية على مستوى أجهزة الجسم والجهاز الهضمي حيث تقلل من مقدرة الامتصاص أو تحدث احساسا بالشبع مبينة أن أفضل طرق العلاج الجراحي هو الذي يعتمد أساساً على تصغير حجم المعدة وبالتالي حجم المتناول من الطعام فيما يعتبر الغرض من شفط الدهون تجميليا وليس وسيلة لتخفيض وزن الجسم.
وتشير الطويل إلى أن اللجؤ إليه يكون في حال وجود سمنة شديدة لم تستجب بالتنظيم الغذائي ولا بمزاولة الرياضة أوالتغيير السلوكي إضافة إلى حالات وجود أمراض مصاحبة للسمنة منبهة إلى عدم جواز اللجؤ إلى هذا النوع من العلاج لدى الأطفال.
بدوره يعتبر الدكتور عبد الحليم الجوخدار استشاري تعزيز الصحة والتثقيف الصحي من منظمة الصحة العالمية أن الإعلام التجاري يسهم إلى حد كبير في الترويج لمنتجات غير صحية وغرس عادات غذائية سيئة قد تستمر مدى الحياة حيث تسوق معظم الإعلانات التجارية التي تستهدف الأطفال والمراهقين لأطعمة مرتفعة السعرات الحرارية وغنية بالدهون وذات قيمة غذائية منخفضة تقود بالنهاية إلى السمنة التي قد ترافق الشخص في جميع مراحل حياته حيث تشير الدراسات إلى أن العادات الغذائية التي تتشكل في فترة الطفولة تستمر طوال الحياة وهو ما يؤكد خطورة تأثير هذه الإعلانات.
سانا، الاقتصادية - الصحة والحياة talalzari.com