بعض المصابين بأمراض المسالك يُمنعون من الصيام
08-16-2010 12:52 صباحاً
0
0
1588
فوائد رمضان على الجسم والجهاز البولي والتناسلي عديدة. على سبيل المثال، يعرف أن خلو الجهاز الهضمي من الطعام يسبب تخلص الأمعاء والدم من السموم والنفايات، لتخرج عن طريق البول إلى الخارج. وبالرغم من ارتفاع معدلها في البداية، ما يفسر عن الشعور بالصداع والتعب خلال أول أيام الصوم، إلا انها تقل بشكل كبير تدريجيا مع الوقت، ما يقلل تركيز البول ويتيح فرصة لعمليات ترميم الكلى. لكن حدوث هذه الفوائد يشترط تناول الطعام الصحي، الذي لا يزيد من تدفق الدهون والسموم للجهاز الهضمي، مع شرب كمية وفيرة تعوض الكلى عن أوقات انخفاض الرطوبة والتروية.
أوضح د.عادل الحنيان، استشاريالمسالك البولية والتناسلية وأمراض الذكورة، ان معرفة تأثير الصيام على الكلى يبدأ أولا بإدراك وظائفها، التي من أهمها الآتي:
ــــ حفظ اتزان نسبة السوائل في الجسم: فهي المسؤولة عن تصحيح كمية الماء، فإن زادت تخلصت من الزيادة، وإن نقصت احتفظت به في الجسم. وبذلك لا تتغير لزوجة الدماء في الجسم.
ــــ مسؤولية فلترة الدم والتخلص من السموم والنفايات الموجودة فيه.
ــــ الحفاظ على اتزان نسبة هيموجلوبين الدم وإفراز الهرمون المساعد على إنتاج كريات الدم الحمراء.
ــــ الحفاظ على نسبة الكالسيوم في الجسم بمساعدة فيتامين دال.
ــــ الحفاظ على ثبات معدل حموضة الدم pH الطبيعي.
ــــ الحفاظ على استقرار ضغط الدم من خلال حفظ اتزان هرمون الرنين.
تحفظ الدم من التغير
الكلى هي المسؤولة عن حفظ مكونات الدم وثبات نسبتها، كالبلازما والأملاح والمركبات الكيميائية. فالدم يتعرض خلال اليوم لتغيرات مستمرة تترتب عن عدة عوامل كالإكثار والإقلال من شرب السوائل أو الأملاح أو التعرق.
كما تبرز أهمية الكلية في تصحيح كمية الماء في الدم، فإذا زادت الكمية أو نقصت تقوم تلقائيا بتغير كمية الماء الخارج في البول لتحافظ على معدله الطبيعي في الجسم. والمشكلة ان وجود مرض يسبب اختلال أو انخفاض كفاءة الكلى في الحفاظ على ثبات كمية السوائل داخل الجسم، هو أهم سبب لمنع الشخص من الصيام.
وشدد د. الحنيان على ضرورة استشارة المصاب بمرض كلوي للمعالج قبل بدئه الصيام. وحتى لو سمح له بالصيام، فيجب عليه شرب كميات كافية من الماء حتى يتفادى وقوع المشاكل الصحية كالحصوات والفشل الكلوي. وأضاف: يمكن تقسيم أمراض الكلى بشكل عام إلى:
ــــ أمراض تؤثر على المسالك البولية بعد فلترة سموم الدم.
ــــ أمراض في الكلى نفسها.
ــــ أمراض تنتج عن وجود خلل في تغذية الكلى.
وتأثير الجفاف يرتبط بالحالة الثالثة. ففي الوضع الطبيعي، يتم توجيه %25 من الدم الخارج من القلب إلى الكلى. فاذا انخفضت هذه النسبة نتيجة لحدوث الجفاف، وبالتالي انخفضت كمية الماء في الدم، ستتأثر الكلى كثيرا، مما يقلل من كفاءتها الوظيفية. وعليه، ترتبط مضاعفات الجفاف بانخفاض تغذية أنسجة الكلى، مما قد يسبب تلفها. وطبيعي ان الجفاف المترتب على صيام 14 الى 17 ساعة لن يسبب تلف الكلى السليمة، إن حرص الشخص على تعويض ذلك بشرب الماء بكثرة أثناء وقت الإفطار، لكن الأمر لا ينطبق على من يعاني درجة عالية من القصور، فقد تتأثر حالته وتتدهور كثيرا أثناء الصيام.
مضاعفات
أشار د. الحنيان إلى ان تعرض الشخص السليم لمضاعفات الجفاف يعد أمرا غير وارد أثناء الصيام، إلا من قبل من يتطلب عملهم في النهار البقاء في الخارج أو الإجهاد في العمل، وبالتالي التعرق وفقدان كمية من سوائل الجسم، وبخاصة لو رافق ذلك إهمال تناول كمية كافية من السوائل خلال وقت الإفطار.
المصاب بقصور الكلى
القصور عبارة عن حدوث خلل في وظائف الكلى، بما يقلل من كفاءتها في التخلص من النفايات السائلة. وقد يؤدي ذلك إلى تورم الجسم خصوصا الساقين، وبنقص في ألبومين الدم، وظهور كميات كبيرة من البروتين في البول، وهو ما قد يؤدي مع الوقت إلى الفشل الكلوي. ولكن يستند تقدير صيام هذه الحالات بحسب درجة القصور، والتي يمكن تقسيمها إلى:
ــــ قصور كلوي يحتاج علاجه المساعدة الطبية، كالخضوع لغسل الكلى وتناول الأدوية التي تسهم في تقليل نسبة أملاح الجسم وتخفيض الضغط. ويمنع عن هؤلاء الصيام لكونه مضرا للحالة، وقد يسبب تلف الكلى الكامل وفشلها.
ــــ قصور متوسط يتطلب علاجه اتباع حمية خاصة: فيمكن لهؤلاء الصيام مع شرط الحفاظ على نظام الحمية (تقليل تناول البروتينات واللحوم الحمراء والأملاح) مع الإكثار من تناول السوائل حتى لا تقل كمية الماء في الجسم.
ــــ قصور بسيط لا تظهر له أعراض في الأيام العادية، أي الكلى تعمل لكن ليس بصورة عالية، فيسمح لهم بالصيام مع الإكثار من شرب الماء.
ــــ ينصح من ترافق إصابته أمراض مزمنة أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكر أو التهاب كلوي، بعدم الصوم خوفا على صحته.
الخاضعون لغسل الكلى
أشار د. الحنيان إلى إمكانية صيام الخاضعين لغسل الكلى في أيام معينة، وقال موضحا:
- لا يمكنهم الصيام طبعا في يوم الخضوع لعملية الغسل نتيجة توصيلهم بجهاز الغسل بالسوائل، كما يضطرون لتناول العقاقير. لكن يمكنهم الصيام في اليوم الذي يرتاحون فيه عن الغسل، لكن بعد استشارة المعالج.
المصابون بالحصى
يستحسن بعض الأطباء منع من لديهم حصي عن الصيام في الأيام شديدة الحرارة، بيد أن ذلك يعود لتقدير الطبيب المختص، حيث عزى د. الحنيان أمان صيام المصاب بالحصوة على النوع الذي يشكو منه تبعا للحالات التالية:
ــــ إن كانت الحصاة صغيرة وموجودة في ركن من الكلية وليس لها أعراض، فلا مشكلة من الصيام.
ــــ لن يتمكن المصاب من الصيام ان وجدت الحصاة عند فتحة الحالب، أو تسببها بانسداد في مجرى البول، وما يرافقه من الم شديد وحمى وغيرها من أعراض، نتيجة معاناته من آلام شديدة، وتطلب علاجها اخذ حقن وسوائل وريدية وعقاقير تساعد على إنزال الحصاة واذابتها.
ــــ من يعاني تكرار تكون الحصي، فلديه قابلية لتكونها في أوقات الجفاف وارتفاع تركيز الأملاح في البول المسبب لترسبها وتكون الحصيات. فيمكنه الصيام لكن مع شرط الإكثار من تناول السوائل وتفادي التعرق وفقدان السوائل أثناء النهار.
ــــ من أصيب بحصاة سابقا وعولجت تماما، فيمكنه الصيام بشكل طبيعي.
الجدير بالذكر، قد تزداد الحالة سوءا أثناء الصيام إن لم يشرب المصاب السوائل بكميات كافية، حيث يسبب الجفاف زيادة الضغط على الكلى، ويقلل كمية البول مما يرفع من تركيز الأملاح ويسهم في زيادة حجم الحصيات وحدوث الالتهابات. لذا فإن سمح الصيام، فيشدد على المصابين شرب كميات وافرة من السوائل خلال وقت الإفطار، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار.
المصابون بالالتهابات
1 - المصابون بالالتهابات الحادة سواء في الكلى أو المثانة: لا يمكنهم الصيام لكون علاجهم يتطلب اخذ مضادات حيوية وريدية لعدة الأيام حتى يتم السيطرة على الأعراض (الحمى والألم والترجيع). وبعد ان تتم السيطرة على الأعراض الحادة، يمكن ان يسمح لهم بالصيام مع شرط تحويل العلاج إلى عقاقير للمضادات الحيوية، تؤخذ في وقت الإفطار والإكثار من شرب الماء.
2 - الالتهابات المزمنة: لا تحتاج هذه عادة للعلاج ويمكن للشخص الصيام.
الخاضعون لزراعة الكلى
يمنع على الخاضعين لزراعة الكلى الصيام خلال أول سنة بعد العملية، حيث لا تزال كفاءة وردة فعل الجسم تحت التقييم. لكن إن ثبت استقرار الحالة وانخفاض مقاومة جهاز الجسم المناعي مع وجود كفاءة عالية لوظيفة الكلية، يسمح له الصيام بعد مرور سنة على الأقل.
لكن يجب أولا الاطلاع على نتائج الفحوصات التي تثبت كفاءة الكلى وقدرتها على تركيز البول الطبيعي.
أما في حالة عدم استقرار الكلية أو وظائفها واستمرار وجود مقاومة وردة فعل مناعي بما يتطلب تناول المضادات، فلا يسمح بالصيام حتى لو بعد أعوام من إجراء العملية.
شرب المياه المعدنية أو المفلترة
شرب المياه المعدنية المعبأة في قناني وتلك التي تؤخذ من فلتر المنزل، مفيد للكلى. وبعكس ما يعتقده البعض، فإن نسبة الأملاح الموجودة في كلا النوعين لا تختلف بنسبة كبيرة وتظل منخفضة جدا لتؤثر على الكلى.
تكون الحصوات يشيع في رمضان
حول شيوع الشكوى من الإصابة بوجود الحصى في الكلى في رمضان، عزى د. الحنيان الأمر الى مضاعفات الجفاف وقلة شرب الماء، بالإضافة إلى إقبال الأشخاص على تناول بعض أنواع الأطعمة. وقال:
ــــ يجب الا يتغاضى الصائم عن ضرورة تناول ليترين (8 أكواب) من الماء يوميا خلال وقت الإفطار، بل ينصح بزيادة الكمية حاليا نتيجة فقدان الجسم للسوائل أثناء الأجواء الحارة. كما يجب عدم الإكثار من تناول القهوة والشاي والعرقسوس لاحتوائها على الاوكزالات التي تتحد مع الكالسيوم ( بخاصة عند شرب اللبن بكثرة) فتكون مركب كالسيوم اوكزالات وهي مادة تترسب في الكلية لتكون مع الوقت الحصوات. فيما يمكن تفادي ذلك بالإكثار من شرب الماء.
للوقاية من داء الملوك
يسمى مرض «النقرس» بداء الملوك نتيجة لحدوثه عند الإكثار من أكل اللحوم، وسببه حدوث خلل في تمثيل بروتينات اللحوم، خاصة الحمراء، داخل الجسم، بما يرفع من ترسب حمض البوليك في المفاصل وبخاصة مفصل الأصبع الكبير للقدم. لذا يلحظ تورم هذا الإصبع عند الإصابة بالنقرس كما يحمر ويصاحبه ألم شديد.
وقد تزيد كمية أملاح البول وتترسب في الكلى فتسبب الحصوة. ويكمن علاج هذه الحالة الرئيسي في تقليل كمية ما يتناوله الشخص من بروتينات، وزيادة شرب السوائل بشكل كبير. ويعتبر الصيام السليم (الذي يعتمد على تناول أطعمة صحية بشكل معتدل مع الإكثار من شرب الماء) علاجا فعالا لهذه الحالة.
لا تفرطوا في تناول الحليب ولا تتفادوه احذروا مضاعفات السمنة
يسهم الإفراط في تناول منتجات الحليب كاللبن والحليب واللبنة، في رفع خطر تكون الحصوات الكلسية، فيما يسهم التقليل من تناولها في مضاعفات صحية على الكلى أيضا، ولذا نصح د. الحنيان بالاعتدال في تناولها وتقنين ذلك إلى كوب واحد أو حصة واحدة يوميا.
احذروا مضاعفات السمنة
من المعروف ان السمنة تعرض الشخص لخطر الإصابة بأمراض عديدة، ومنها حدوث اضطرابات وظائف الكلى نتيجة زيادة نسبة الدهون في الجسم. وكلما ازداد وزن الفرد، ارتفع خطر إصابته بالأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم ونسبة السكر والكولسترول المضر، وهي أمراض تترتب عليها مضاعفات مرضية تسبب تلف أنسجة الكلى والتقليل من كفاءتها. ومع تقدم الحالة أو إهمال علاج هذه الحالات المزمنة، فغالبا ما يتسبب ذلك في حدوث فشل كلوي المؤقت ثم الجزئي ثم الكامل. وبما يفسر ظهور إحصائيات طبية تشير إلى سبب إصابة 70 - %80 ممن يعانون من الفشل الكلوي هو الإصابة بداء السكر والضغط غير المنتظمين.
د. خلود البارون، القبس - الصحة والحياة talalzari.com