• ×

4 آلاف مريض يحددون خريطة الكوليسترول في المملكة

0
0
1073
 
كشفت استشارية طب الأسرة والمجتمع في مستشفى الحرس الوطني في الرياض الدكتورة شروق الحرز عن دراسة طبية تعد الأولى من نوعها على مستوى المملكة ومنطقة الخليج لإنشاء منصة متخصصة لأبحاث أمراض الكوليسترول، بهدف رفع معايير الخدمات الطبية في مجال علاج حالات ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، وتقييم المستوى الفعلي للتحكم بالمرض بين مرضى الكوليسترول في المملكة، لافتة في حوار خصت به «عكاظ» أن الدراسة شملت أربعة آلاف مصاب بالمرض، وتكمن أهميتها في كونها تسعى لتحديد خريطة حجم المشكلة والتي تعتبر عالمية وأحد أهم المشاكل الصحية في المملكة ومنطقة الخليج.
وبينت أن مفهوم «طب الأسرة» ما زال غير معروف، حيث إن شريحة واسعة من أبناء المجتمع ما زالت غير قادرة على تحديد أهدافه ورسالته الطبية والمجتمعية.
وفيما يلي نص الحوار:
ما زالت أمراض القلب والأوعية الدموية تعتبر أحد الأسباب الرئيسة للوفاة في المملكة ودول الخليج، فكيف تقيمين مستوى الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع؟
ـــ بالفعل شكلت أمراض القلب والأوعية الدموية تحديا طبيا كبيرا في المملكة ودول الخليج، الأمر الذي جعل من قضية التحكم في مستوى الكوليسترول ومستوى السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم قضايا مهمة تتعلق بها أرواح الآلاف من المواطنين، وترجع الزيادة الكبيرة في حجم أعداد المصابين بأمراض الكوليسترول والسكرى مثلا إلى أساليب الحياة العصرية التي تكثر فيها وسائل الراحة التي تدفع الجسم نحو الكسل والخمول، إضافة إلى انتشار أنماط غذائية غير صحية يكثر فيها تناول الأطعمة الضارة لأجهزة الجسم الحيوية، إلى جانب عدم مزاولة التمارين الرياضية بشكل يومي ومنتظم وربطه بالممارسات اليومية الضرورية للأفراد وكذلك عوامل وراثية.
دراسة الكوليسترول
وماذا بشأن الدراسة الطبية المتخصصة التي أجريت في مجال أمراض الكوليسترول وتعد الأولى من نوعها على مستوى المملكة والخليج، خصوصا وأنت أحد أعضاء اللجنة العملية للدراسة؟
ــ هذه الدراسة تعتبر أول مبادرة طبية من نوعها على مستوى المملكة ومنطقة الخليج لإنشاء منصة متخصصة لأبحاث أمراض الكوليسترول، بهدف رفع معايير الخدمات الطبية في مجال علاج حالات ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، وتقييم المستوى الفعلي للتحكم بالمرض بين مرضى الكوليسترول في المملكة، من خلال دراسة أربعة آلاف مصاب بالمرض، وتكمن أهميتها بكونها تسعى لتحديد حجم المشكلة والتي تعتبر عالمية وأحد أهم المشاكل الصحية في المملكة ومنطقة الخليج.
طب الأسرة
في ظل حداثة مفهوم «طب الأسرة» وضعف وعي المجتمع بأهداف هذا التخصص الطبية وحقيقة غاياته، كيف يمكن شرح مفهومه كتخصص طبي قائم بذاته خصوصا مع تزايد اهتمام كبرى المستشفيات والمراكز الصحية المحلية بإنشاء عيادات طبية متخصصة بالأسرة؟
ــ مفهوم «طب الأسرة» ما زال في مجتمعنا السعودي والعربي على وجه العموم غير معروف، حيث نجد أن شريحة واسعة من أبناء المجتمع ما زالت غير قادرة على تحديد أهدافه ورسالته الطبية والمجتمعية المهمة، ويعتبرون طبيب الأسرة والمجتمع طبيبا عاما، وهنا أشير إلى أن الطبيب العام كمصطلح هو من أنهى دراسة الطب لمدة سبع سنوات، لكنه لم يكمل دراسته التخصصية في إحدى المجالات الطبية المختلفة كالباطنية والجراحة وغيرها من التخصصات الطبية المعروفة لدى الجميع، بينما «طب الأسرة والمجتمع» هو تخصص أضيف إلى بقية التخصصات الطبية الأخرى، ويتطلب دراسته أربع سنوات لاستكمال كافة متطلباته الأكاديمية والعملية، حيث يستكمل طبيب التخصص خلالها فترة التأهيل لعلاج معظم الأمراض السائدة في المجتمع وكيفية العلاج وطرق الوقاية والمتابعة لهذه الأمراض المرتبطة بصحة المجتمع.
صحة المجتمع
كيف يحقق طب الأسرة مقومات صحة المجتمع؟
ــ سأجيب عن هذا السؤال انطلاقا من أحد أدوار طبيب الأسرة والمجتمع وهو تحويل المريض إلى أحد استشاريي التخصصات الطبية الأخرى التي ترتبط بحالة المريض، وهو دور يحقق فوائد مهمة على صعيد صحة الأفراد بتوجيههم نحو مسار العلاج السليم في الوقت المناسب، وأيضا يحقق فوائد على صعيد مستوى الرعاية الصحية الكلي من كونه يقلل من العبء العددي أو الكمي على المستشفيات التخصصية، خاصة إذا كان المريض حالته مستقرة ويحتاج فقط إلى فحص دوري للمتابعة وإعطائه الأدوية اللازمة، كما يقدم العناية الشاملة والمتكاملة للمريض من الناحية العضوية والرعاية والعلاج النفسي، ويعمل على زيادة الوعي بطرق الوقاية من الأمراض العضوية والوبائية، كما يحقق دورا فعالا في تقديم الرعاية الأولية للأمهات الحوامل والأطفال، إلى جانب التقليل من معاناة المرضى المنتظرين عدة أشهر حتى يأتي موعدهم مع الاختصاصي أو لطلب التحويل من اختصاصي إلى آخر.

عكاظ - الصحة والحياة talalzari.com