جدل طبي حول الفيتامينات الجاهزة لتنمية العضلات

 
أثار الأطباء المختصون والصيادلة الجدل حول استخدام حبوب الفيتامينات الجاهزة لتنمية العضلات التي تباع في مختلف الصيدليات، لافتين إلى أن تناول الفيتامينات الجاهزة من قبل الشباب دون وصفة طبية خطوة محفوفة بالمخاطر، ونبهوا إلى أن استهلاك مثل هذه الحبوب قد لا تضر مستهلكيها إلا أنها يجب أن تعامل معاملة الأدوية في صرفها وشرائها بدلا من قيام الصيادلة بصرفها.

وأشاروا إلى أن الفيتامينات الجاهزة تحتوي على عناصر عديدة قد لا يحتاجها الجسم، وبالتالي فإن الشخص قد يتعرض إلى مضاعفات، منها زيادة الوزن بشكل لافت للنظر.

محفوف بالمخاطر

حذر استشاري الطب الطبيعي الدكتور بكر عبداللطيف لنجاوي، من استهلاك الفيتامينات الجاهزة دون استشارة طبية، لافتا إلى أن الصيدليات أصبحت زاخرة بأنواع كثيرة من حبوب الفيتامينات، التي بدأ الكثير من الشباب في تناولها لتنمية الأجسام والعضلات دون إشراف طبي، والاكتفاء باستشارة الصيادلة وهو سلوك محفوف بالمخاطر.

وأشار لنجاوي إلى أن السؤال المهم في هذا الصدد هو، هل هذه الحبوب تعطي المفعول والنتائج المطلوبة؟ وهل الجسم بحاجة إلى هذه الفيتامينات؟، فخلاصة القول: إن الفيتامينات يجب أن تصرف بروشتة طبية وبجرعات محددة لاسيما وأن بعض مستهلكيها ربما يكونون مصابين بالسكري أو الضغط، وهو ما يمهد إلى حدوث الاختلال في الجسم.

انعكاس سلبي

ورأى أخصائي طب الأطفال الدكتور نصر الدين الشريف، أن الفيتامينات الجاهزة مفيدة وتلعب دورا هاما في تعويض الجسم بالاحتياجات اللازمة، إلا أن المشكلة تكمن في أن بعض الأهالي اعتمدوا كليا على هذه الفيتامينات الجاهزة لمعالجة بعض المشاكل عند الأطفال، وهو ما يحرم الأطفال من الفيتامينات الطبيعية والطازجة الموجودة في الفواكه والخضار.

وأضاف، «للأسف الشديد هناك فئة كبيرة من الشباب وخصوصا الذين يمارسون رياضات مختلفة لتنمية العضلات يعتمدون كثيرا على حبوب الفيتامينات، وقد يبادر الشباب بشرائها من الصيدليات مباشرة دون إشراف طبي، وهو ما يشكل انعكاسا سلبيا على صحة الفرد، حيث إن الإفراط في مثل هذه الفيتامينات يضر الجسم بدلا من نفعه، وقد يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل لافت للنظر، لأن الأفضل هو الاعتماد على الأطعمة الطازجة والفواكه والخضار».

الشريف أكد أن الحبوب الجاهزة تحتوي على مختلف أنواع الفيتامينات التي تعوض الجسم بالنقص إلا أنها تعامل معاملة الأدوية في الاستهلاك ويجب عدم تناولها إلا بإشراف طبي.

نصرفها باطمئنان

وفي السياق نفسه، أوضح الصيدلي عبد الكريم محمد، أن الفيتامينات لا تعتبر من الأدوية الكيماوية، فهي تركيبة من الأعشاب التي تحتوي على مختلف المعادن والعناصر التي تزود الجسم بنقص الفيتامينات اللازمة، وبالتالي فإن صرفها يخضع إلى دليل الأدوية اللا وصفية.

وأشار محمد إلى أنه لم يتقدم أحد من المستهلكين لهذه الفيتامينات بشكوى أو ملاحظة حولها.

مفيدة للجسم

ويتفق الصيدلي حسن السيد مع الرأي السابق فيقول: الفيتامينات في مجملها مفيدة للجسم، وتقوم بدور هام في تعويض الجسم بعناصر ضرورية ومهمة، ولدينا أنواع عديدة من الفيتامينات التي نصفها للشباب بعد الاستماع إلى احتياجاتهم.

وأكد السيد أن الفيتامينات أنواع كثيرة، وهناك ما هو خاص للأطفال وأخرى للشباب، وهي غير مضرة وفقا لدراسات طبية عديدة أجريت في مختلف أنحاء العالم ومنها الصين والهند وماليزيا وتايلاند، وهذه الدول التي تعتمد كثيرا على الحبوب والتركيبات الجاهزة والأعشاب الطبيعية.

محمد داوود، عكاظ - الصحة والحياة talalzari.com