أسئلة حول القلق
09-03-2010 12:04 مساءً
0
0
1359
اضطرابات قلق متعددة..
* مشكلتي الحقيقة تتعلق بأمر زوجتي. منذ سنوات بدأت عندها مشكلة القلق. في البداية لم آخذ الأمر على محمل الجد ولكن بتطّور هذا الاضطراب، أصبحنا نعيش جميعاً في وضع سيئ؛ أنا وأبنائي وحتى أهل زوجتي، نتيجة هذه المشاكل التي جاءت تبعاً لمشكلة القلق. أصبحت زوجتي لا تحب الخروج من المنزل بشكل عام، ولا تخرج إلا عند الضرورة القصوى، كالذهاب للمستشفى، ولكنها تركت جميع الزيارات للأهل والأقارب والأصدقاء في المناسبات التي تستدعي فعلاً الزيارة مثل التهنئة بالمناسبات السعيدة أو الذهاب للمواساة في المناسبات الحزينة مثل الوفاة أو أي أحداث غير سعيدة. فيما بعد أصبحت حتى الزيارات المهمة مثل الذهاب للمستشفى أثناء مراجعتها خلال حملها لطبيب النساء والولادة تقوم بها بصعوبة كبيرة. بعد ذلك أصبحت تخاف من الظلام، ولا تخرج من المكان الذي تجلس فيه، حتى إنها قالت إن آلام الوضع (الولادة) لو بدأت في الليل فإنها لن تستطيع الذهاب إلى المستشفى، ولا أعلم كيف سأتصرف فيما لوحدث وأن جاءها المخاض فعلاً خلال الليل؟ أصبحت زوجتي لا تستطيع ركوب السيارة حتى لفترة قصيرة، وكم مرة حاولت أن أشجّعها فتركب معي السيارة ولكن في منتصف الطريق تصاب بنوبة من ضيق التنفس، والخفقان وتطلب العودة بأسرع وقت! في هذه الأوقات ليس أماس إلا الانصياع لما تطلبه. مرة طلبت هي أن نذهب للعمرة، وفعلاً بعد أن سرنا أكثر من 200 كلم من الرياض، وكنت قد استبشرت خيراً، عندما كانت هي التي طلبت بأن نذهب إلى مكة للعمرة، ولكن عند هذه النقطة (أكثر من 200 كلم) انتابتها حالة من الخوف الشديد جداً، وبدأ ضيق التنفس والخفقان وشعورها بأنها ستموت، وطلبت العودة مرة آخرى إلى المنزل بأسرع ما يمكن. أخذتها عند طبيب نفسي ووصف لها دواء السيروكسات 25 ملغم، ولكن لم ألاحظ عليها أي تحسّن
يذكر. سؤالي هل مرّ عليك مثل هذه الحالات؟ وهل تتعالج بالأدوية وهل دواء السيروكسات مفيد في مثل حالتها؟
ح. د
- أخي الفاضل، أتصوّر معاناتك أنت وبقية أفراد العائلة من جراّء معاناة زوجتك من الاضطرابات النفسية التي تعاني منها، ولاشك بأنها مشكلة ليست سهلة عليكم جميعاً. ربما يكون ما تعاني منه زوجتك هو اضطرابات قلق متعددة مع نوبات اكتئاب. طبعاً هذا ليس تشخيصاً ولكنه رأي مبني على ما ذكرته في رسالتك. فالخوف المرضي من الخروج من المنزل قد يكون \"رهاب الساح\"، وهو يكثر عند النساء أكثر منه عند الرجال. في هذا الرهاب \"رهاب الساح\" لا تستطيع المرأة مغادرة المنزل بسهولة، وفي أحياناً كثيرة تبقى المرأة التي تعاني من رهاب الساح حبيسة المنزل لفترات طويلة ولا تستطيع الخروج من منزلها ربما لسنوات إذا لم تعالج من هذا الاضطراب. المرأة التي تعاني من هذا الاضطراب لا تستمتع بأي خروج لها من المنزل وتعتبر في ذلك عذابا لها. ويبدو أن زوجتك تعاني من هذا الاضطراب. الأمر الآخر وهو أن زوجتك أيضاً تخاف من الظلام وهذا ما يسمى في الطب النفسي ب \"الرهاب المحدد\" (Specific Phobia)، بمعنى أن الشخص يخاف بشكل مرضي من أمور قد لا تكون من الأمور التي يخشاها الناس عامة، مثل الخوف من المرتفعات والظلام والسفر بالطائرة أو الخوف المرضي من حيوانات وطيور اليفة مثل الحمام أو القطط أو ماشابهها. الأعراض التي تصيب زوجتك في المواقف التي تخشاها، مثل السفر أو الخروج بالسيارة من ضيق التنفس، والخفقان وأحياناً التعرّق (إفراز العرق بغزارة) والشعور بأنها ربما سوف تموت، هذه الأعراض هي أعراض نوبات الهلع. لذلك فإن زوجتك تعاني من أكثر من اضطراب من اضطرابات القلق. مع اضطرابات القلق المتعددة هذه، ربما أيضاً تعاني من نوبات اكتئاب، وهذا أمر متوقع من إنسانة عندها كل هذه الاضطرابات أن تعاني من نوبات اكتئاب.
هذه الاضطرابات مشهورة ومعروفة في الطب النفسي، ويعاني منها نسبة لا بأس بها من عامة الناس، وقد مرّ عليّ الكثير من الذين تشبه حالاتهم حالة زوجتك. هذه الاضطرابات عادة تستجيب بفروقات متعددة بين عامة الناس؛ البعض يتحسّن بشكل جيد على الأدوية المعروفة بمثبطات مادة السيروتونين، مثل السيروكسات الذي صرفه الطبيب النفسي لزوجتك، وهو علاج جيد بصفة عامة ولكن ربما لم تلاحظ أي تحسن لأن دواء السيروكسات يحتاج لوقت قد يطول حتى تظهر فاعليته. بالتأكيد أن الطبيب النفسي الذي تراجع عنده يعرف أكثر بحكم معرفته بمعلومات عن حالتها أكثر من أي شخص يسمع أو يقرأ. أنصحك بمواصلة العلاج النفسي مع الطبيب المعالج، وربما احتاجت بالإضافة إلى العلاج الدوائي إلى علاج نفسي لمساعدتها على تخطي هذه المرحلة من حياتها، لتنعم هي بالراحة وأنتم أيضاً تعيشون بصفاء وراحة بال.
د .ابراهيم الخضير، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com
* مشكلتي الحقيقة تتعلق بأمر زوجتي. منذ سنوات بدأت عندها مشكلة القلق. في البداية لم آخذ الأمر على محمل الجد ولكن بتطّور هذا الاضطراب، أصبحنا نعيش جميعاً في وضع سيئ؛ أنا وأبنائي وحتى أهل زوجتي، نتيجة هذه المشاكل التي جاءت تبعاً لمشكلة القلق. أصبحت زوجتي لا تحب الخروج من المنزل بشكل عام، ولا تخرج إلا عند الضرورة القصوى، كالذهاب للمستشفى، ولكنها تركت جميع الزيارات للأهل والأقارب والأصدقاء في المناسبات التي تستدعي فعلاً الزيارة مثل التهنئة بالمناسبات السعيدة أو الذهاب للمواساة في المناسبات الحزينة مثل الوفاة أو أي أحداث غير سعيدة. فيما بعد أصبحت حتى الزيارات المهمة مثل الذهاب للمستشفى أثناء مراجعتها خلال حملها لطبيب النساء والولادة تقوم بها بصعوبة كبيرة. بعد ذلك أصبحت تخاف من الظلام، ولا تخرج من المكان الذي تجلس فيه، حتى إنها قالت إن آلام الوضع (الولادة) لو بدأت في الليل فإنها لن تستطيع الذهاب إلى المستشفى، ولا أعلم كيف سأتصرف فيما لوحدث وأن جاءها المخاض فعلاً خلال الليل؟ أصبحت زوجتي لا تستطيع ركوب السيارة حتى لفترة قصيرة، وكم مرة حاولت أن أشجّعها فتركب معي السيارة ولكن في منتصف الطريق تصاب بنوبة من ضيق التنفس، والخفقان وتطلب العودة بأسرع وقت! في هذه الأوقات ليس أماس إلا الانصياع لما تطلبه. مرة طلبت هي أن نذهب للعمرة، وفعلاً بعد أن سرنا أكثر من 200 كلم من الرياض، وكنت قد استبشرت خيراً، عندما كانت هي التي طلبت بأن نذهب إلى مكة للعمرة، ولكن عند هذه النقطة (أكثر من 200 كلم) انتابتها حالة من الخوف الشديد جداً، وبدأ ضيق التنفس والخفقان وشعورها بأنها ستموت، وطلبت العودة مرة آخرى إلى المنزل بأسرع ما يمكن. أخذتها عند طبيب نفسي ووصف لها دواء السيروكسات 25 ملغم، ولكن لم ألاحظ عليها أي تحسّن
يذكر. سؤالي هل مرّ عليك مثل هذه الحالات؟ وهل تتعالج بالأدوية وهل دواء السيروكسات مفيد في مثل حالتها؟
ح. د
- أخي الفاضل، أتصوّر معاناتك أنت وبقية أفراد العائلة من جراّء معاناة زوجتك من الاضطرابات النفسية التي تعاني منها، ولاشك بأنها مشكلة ليست سهلة عليكم جميعاً. ربما يكون ما تعاني منه زوجتك هو اضطرابات قلق متعددة مع نوبات اكتئاب. طبعاً هذا ليس تشخيصاً ولكنه رأي مبني على ما ذكرته في رسالتك. فالخوف المرضي من الخروج من المنزل قد يكون \"رهاب الساح\"، وهو يكثر عند النساء أكثر منه عند الرجال. في هذا الرهاب \"رهاب الساح\" لا تستطيع المرأة مغادرة المنزل بسهولة، وفي أحياناً كثيرة تبقى المرأة التي تعاني من رهاب الساح حبيسة المنزل لفترات طويلة ولا تستطيع الخروج من منزلها ربما لسنوات إذا لم تعالج من هذا الاضطراب. المرأة التي تعاني من هذا الاضطراب لا تستمتع بأي خروج لها من المنزل وتعتبر في ذلك عذابا لها. ويبدو أن زوجتك تعاني من هذا الاضطراب. الأمر الآخر وهو أن زوجتك أيضاً تخاف من الظلام وهذا ما يسمى في الطب النفسي ب \"الرهاب المحدد\" (Specific Phobia)، بمعنى أن الشخص يخاف بشكل مرضي من أمور قد لا تكون من الأمور التي يخشاها الناس عامة، مثل الخوف من المرتفعات والظلام والسفر بالطائرة أو الخوف المرضي من حيوانات وطيور اليفة مثل الحمام أو القطط أو ماشابهها. الأعراض التي تصيب زوجتك في المواقف التي تخشاها، مثل السفر أو الخروج بالسيارة من ضيق التنفس، والخفقان وأحياناً التعرّق (إفراز العرق بغزارة) والشعور بأنها ربما سوف تموت، هذه الأعراض هي أعراض نوبات الهلع. لذلك فإن زوجتك تعاني من أكثر من اضطراب من اضطرابات القلق. مع اضطرابات القلق المتعددة هذه، ربما أيضاً تعاني من نوبات اكتئاب، وهذا أمر متوقع من إنسانة عندها كل هذه الاضطرابات أن تعاني من نوبات اكتئاب.
هذه الاضطرابات مشهورة ومعروفة في الطب النفسي، ويعاني منها نسبة لا بأس بها من عامة الناس، وقد مرّ عليّ الكثير من الذين تشبه حالاتهم حالة زوجتك. هذه الاضطرابات عادة تستجيب بفروقات متعددة بين عامة الناس؛ البعض يتحسّن بشكل جيد على الأدوية المعروفة بمثبطات مادة السيروتونين، مثل السيروكسات الذي صرفه الطبيب النفسي لزوجتك، وهو علاج جيد بصفة عامة ولكن ربما لم تلاحظ أي تحسن لأن دواء السيروكسات يحتاج لوقت قد يطول حتى تظهر فاعليته. بالتأكيد أن الطبيب النفسي الذي تراجع عنده يعرف أكثر بحكم معرفته بمعلومات عن حالتها أكثر من أي شخص يسمع أو يقرأ. أنصحك بمواصلة العلاج النفسي مع الطبيب المعالج، وربما احتاجت بالإضافة إلى العلاج الدوائي إلى علاج نفسي لمساعدتها على تخطي هذه المرحلة من حياتها، لتنعم هي بالراحة وأنتم أيضاً تعيشون بصفاء وراحة بال.
د .ابراهيم الخضير، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com