آثار التغيّر المناخي .. حشرة «القراد» القاتلة وانتحار المزارعين
09-13-2010 07:42 صباحاً
0
0
2375
الجفاف والحرائق والفيضانات والانهيارات الأرضية مخاطر تهدد العالم..
ربطت دراسة بين تكاثر حشرة القراد والاحتباس الحراري الذي يحمل مرض التهاب الدماغ وقد يقضي على المصاب.\'\'الاقتصادية\'\' من الرياض و\'\'رويترز\'\' من أوسلو
في ظل المخاوف المتنامية من قضية الاحتباس الحراري والتغير المناخي، ربطت دراسة حديثة بين الاحتباس وانتشار \'\'القراد\'\' الذي يحمل مرض التهاب الدماغ وقد يقضي على المصاب، إذ إن التغير المناخي يجلب الأمطار الغزيرة والمستنقعات وتكاثر الحشرات.
و\'\'القراد\'\' اسم شائع لحشرة صغيرة الحجم تعود لصنف العنكبيات فهي ذات ثمانية أرجل وتنتمي لفصيلة \'\'لوكسويد\'\' التي تقسم لمئات الأنواع.
وتوجد أغلبية الأنواع من هذه الحشرة في إفريقيا وأمريكا الشمالية، ففي هاتين القارتين هناك أكبر وجود لأكبر نوعين من القراد.
وينقل القراد أمراضا خطيرة جدا من مخلوق إلى آخر، وإذا امتص دم أي شخص يمكن أن يسبب ضررا كبيرا للضحية. وإذا لسع أي شخص فينصح بغسل مكان الجرح بسرعة والتوجه في أسرع وقت لتلقي العناية الطبية. وهو يمتص دماء الحيوانات، وينقل الأمراض، من خلال نقل الدم الذي يحمله في فمه من مخلوق إلى آخر، والحشرة تمتص دم الإنسان أيضا إذا وجد في بيئتها بشكل عام، وتعيش هذه الحشرة في أماكن وجود الحيوانات، حيث الحشائش الخضراء والشجيرات في الغابات والحدائق، وتنشط عادة في فصلي الربيع والصيف.
وأشارت دراسة أخرى مختصة بالتغير المناخي، إلى ارتفاع معدلات الانتحار بين المزارعين في أستراليا خلال موجات الجفاف، وذلك وفقا للجنة من علماء المناخ تابعة للأمم المتحدة.
ويقول خبراء في مجال البيئة إن الوفيات الناجمة عن كوارث طبيعية تتضاءل، إلا أن التغير المناخي قد يدير الدفة ويتسبب في زيادتها بسبب تطرف الأحوال المناخية والآثار المترتبة عليها مثل انتشار الأمراض وسوء التغذية.
وازداد استعداد كثير من الدول لمواجهة التطرف المناخي بفضل تحسن نظم توقع الأعاصير والموجات الحارة وتراجع معدلات الفقر في الدول النامية خلال العقود القليلة المنصرمة، مما أسهم في الحد من أعداد الوفيات.
وقال ديارميد كامبل لندرام الخبير في منظمة الصحة العالمية \'\'نحرز تقدما جيدا من ناحية إنقاذ الأرواح فعليا\'\'.
وأضاف \'\'لكن لا توجد ضمانات للمستقبل في وقت نرى فيه تزايد المخاطر خاصة أشياء مثل الإجهاد الحراري، إذ ربما لا نكون على أتم الاستعداد \'\'لمواجهتها\'\'، ويمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تفاقم آثار الكوارث، إلى جانب حدوث تغيرات تدريجية نتيجة الحرارة المرتفعة مثل تراجع إنتاج بعض الأغذية.
وقال كامبل لندرام \'\'التغير المناخي يضيف سببا آخر يحتم علينا إحراز تقدم في السيطرة على الملاريا والإسهال والتعامل مع مشكلة سوء التغذية\'\'، وأضاف \'\'هذه هي التحديات الكبيرة\'\'.
وتتوقع دراسات الأمم المتحدة أن يؤدي التغير المناخي إلى مزيد من الجفاف وحرائق الغابات والموجات الحارة والفيضانات والانهيارات الأرضية وارتفاع منسوب مياه البحار، وكلها مخاطر تهدد سكان العالم الذين يتوقع أن يزيد عددهم إلى تسعة مليارات نسمة بحلول 2050 من 6.8 مليار حاليا.
وعادة ما تكون الآثار الناجمة عن الكوارث الطبيعية الأسوأ من حيث زيادة حالات الوفاة.
قال أندرو هاينز مدير كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، إن حالات الوفاة نتيجة تطرف الأحوال المناخية هذا العام مثل فيضانات باكستان \'\'هي بمثابة تحذير بأن علينا تجديد المساعي للسيطرة على ظاهرة تغير المناخ\'\'.
وأضاف \'\'هناك زيادة في معدلات الوفيات نتيجة أسباب غير مباشرة.. تصاب الأسر بالفقر فترتفع معدلات وفيات الأطفال التي لا يتم حصرها في العادة\'\'. ومضى قائلا \'\'ربما يكون تقديرنا للوفيات أقل كثيرا من الواقع\'\'. ومن شأن التغير المناخي أن يؤدي إلى تفاقم الآثار المدمرة الناجمة عن الكوارث الطبيعية.
ولقي أكثر من 1750 شخصا حتفهم جراء الفيضانات في باكستان لكن الملايين يتهددهم خطر الإصابة بالأمراض. وتوفي 54 شخصا على الأقل في حرائق غابات في روسيا في تموز (يوليو) وآب (أغسطس)، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب، وهو ما يهدد بدوره بانتشار سوء التغذية بين الفقراء.
ومن المقرر أن تصدر منظمة الصحة العالمية تقريرا في العام المقبل يشمل تحديثا لدراسة أجريت في 2003 قدرت عدد الوفيات الإضافية بسبب الاحتباس الحراري بنحو 150 ألف شخص سنويا معظمهم نتيجة سوء التغذية والإسهال والملاريا.
ومن المتوقع أن تتضاعف الوفيات بحلول 2030. وأحجم كامبل لندرام عن توقع الأرقام الجديدة.
وقال أكيم شتاينر مدير برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة \'\'تتمثل الاستجابة على المدى القصير في الاستعداد \'\'لمواجهة\'\' الأمراض\'\'، مشيرا إلى النجاح في الحد من حالات الوفاة جراء عواصف في بنجلادش وكوبا خلال العقود الأخيرة.
ففي بنجلادش على سبيل المثال ـسهم نظام الإنذار المبكر ومساكن الإيواء في تقليل أعداد الوفيات. ووفقا لقاعدة بيانات حالات الطوارئ فقد أسفر الإعصار بولا عن مقتل 300 ألف شخص في 1970، بينما أدى إعصار في عام 1991 إلى وفاة 139 ألفا فقط. وفي 2007 توفي 3500 شخص نتيجة الإعصار سيدر.
وقال شتاينر إنه إضافة إلى استثمار باكستان في نظم الحماية من الفيضانات أو تحسين نظم المعلومات بشأن كيفية التعامل مع الموجات الحارة، فإن الحل على المدى البعيد يكمن في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ومعظمها ينتج عن احتراق الوقود الأحفوري.
وأضاف \'\'التعامل مع العناصر الرئيسية للتغير البيئي هو الذي سيحتم على العالم في نهاية الأمر إما الاستثمار بشكل متزايد في معالجة الكوارث وإما في التنمية ... هذا هو اختيار الجيل الحالي\'\'.
وقال كامبل لندرام إن الدراسة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية في 2003 ربما استهانت بتأثير الفيضانات الداخلية كالتي حدثت في باكستان والموجات الحارة كما في روسيا. وتوفي ما يصل إلى 70 ألف شخص في أوروبا عام 2003 جراء موجة حارة.
وأضاف أن التغير المناخي دافع لتعزيز الخدمات الصحية الأساسية في الدول الفقيرة حيث يعاني 830 مليون شخص من سوء التغذية ويواجهون القدر الأكبر من المخاطر.
وللتغير المناخي آثار سلبية وإيجابية. فكما أن عددا كبيرا من الناس معرضون لخطر الموجات الحارة مثلا، يفيد اعتدال الأجواء في فصل الشتاء بعض كبار السن.
وتفيد قاعدة بيانات حالات الطوارئ أن الوفيات الناجمة عن كوارث طبيعية تراجعت من 500 ألف سنويا قبل 100 عام إلى ما دون 50 ألفا في السنوات الأخيرة. وتشمل الأرقام كوارث لا ترتبط بالتغير المناخي مثل موجات المد العاتية والثورات البركانية. وفي الفترة الأخيرة كان عام 2004 هو الأسوأ إذ شهد موجات مد عاتية في المحيط الهندي.
الاقتصادية - الصحة والحياة talalzari.com