الميكروبات تمتلك خاصية التكيف
09-19-2010 06:57 صباحاً
0
0
1187
حذرت الباحثة السعودية واستشارية الفيروسات الدكتورة إلهام طلعت قطان من سوء استخدام المضادات الحيوية في الحالات التي لا تستدعي تناولها مثل الرشح والانفلونزا والصداع، وبعد ملاحظة أن الكثير من الأشخاص يتجهون للصيادلة مباشرة في صرف المضادات الحيوية وخصوصا للأطفال.
وبينت أن تناول المضادات الحيوية يجب أن يكون بوصفة طبية محددة الجرعات، حيث يحدد التشخيص الطبي طبيعة المرض ونوعية المضاد، أما تناول المضاد الحيوي من تلقاء النفس فهو سلوك محفوف بالمخاطر.
وأضافت «المضادات الحيوية هي إحدى المجموعات الدوائية التي تستخدم للقضاء على الميكروبات، وتعمل إما بالقضاء على تلك الميكروبات مباشرة إو بإيقاف نموها لكي يتغلب عليها الجهاز المناعي في الجسم، مبينة أن معظم الأمراض المعدية يتسبب فيها نوعان من الجراثيم البكتيريا أو الفيروسات، ويعالج المضاد الحيوي العدوى البكتيرية، لكنه لا يعالج العدوى الفيروسية، فمثلا الزكام والانفلونزا وأغلب حالات احتقان البلعوم سببها عدوى فيروسية، وبالتالي فإن المضاد الحيوي لن يفيد في علاجها ولن يحمي الآخرين من التقاط العدوى».
وأشارت إلى أن الميكروبات كائنات حية لها القدرة على التكيف والدفاع عن نفسها ضد المضادات بطرق مختلفة مثل إفراز بعض الإنزيمات التي تقلل فاعلية المضاد الحيوي خصوصا إذا تم استخدام المضاد الحيوي عشوائيا أو بجرعة أو مدة غير كافية، وبالتالي تظهر سلالات من الميكروبات لها القدرة على مقاومة العلاج ببعض أو كل المضادات الحيوية المتاحة وكلما كثر استخدام المضاد الحيوي كلما زادت فرصة الإصابة بميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية.
وعن كيفية التغلب على مشكلة مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية أوضحت قطان، أن التغلب على هذه المشكلة يتم بالاستخدام الأمثل، مع التأكيد على أن استخدام الفرد للمضاد الحيوي عندما لا يكون في حاجة إليه يجعل بعض البكتيريا مقاومة للمضاد الحيوي، فتصبح أشد شراسة وأكثر صعوبة في التخلص منها ويبقى في الجسد وتتسبب في عدوى شديدة يصعب علاجها بالمضادات الحيوية المعتادة، وكلما كثر استخدام المضاد الحيوي كلما زادت فرصة الإصابة بميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية، بالإضافة إلى ذلك فإن المضادات الحيوية قد تسبب أيضا أعراضا جانبية مختلفة مثل الحساسية واضطراب المعدة والتقلصات المعوية والإسهال.
محمد داوود، عكاظ - الصحة والحياة talalzari.com