المطالبة باحتواء «السكري» قبل أن يتحول وباءً
10-10-2010 06:55 صباحاً
0
0
984
أطلق المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تحذيرا جديدا من زحف مرض السكري في الخليج وخصوصا في المملكة، وفشل احتوائه بعد أن سجلت الإحصائيات الخليجية ارتفاعا كبيرا في نسب المرض.
وكشف لـ «عكاظ» المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية د. توفيق بن أحمد خوجة، أن داء السكري من الأمراض ذات الانتشار الواسع على مستوى دول العالم حيث بلغت نسبة انتشاره ما يقارب الـ5 في المائة من إجمالي سكان العالم، وتزداد هذه النسبة كثيرا في بعض الدول، خصوصا التي مرت بقفزة حضارية كدول مجلس التعاون، لافتا إلى أن داء السكري من الأمراض المزمنة التي تنتج عنها مضاعفات بنسب عالية وكبيرة ترهق الخدمات الصحية، كما أنه من الأمراض ذات الارتباط الوثيق بعوامل خطورته والمتمثلة في السمنة وقلة النشاط البدني وزيادة السعرات الحرارية المستهلكة من قبل الفرد، كما أن العامل الوراثي يؤدي دورا أساسيا، خصوصا في المجتمع الخليجي.
انتشار وبائي
وأشار د. خوجة إلى أن الإحصائيات في بعض دول الخليج بينت انتشار داء السكري بصورة وبائية جعلت منه خطرا صحيا على المستوى الوطني يحتم دق نواقيس الخطر، فنسبة الإصابة قد تجاوزت 20 في المائة في المملكة وعشرة في المائة سلطنة عمان ومملكة البحرين بالنسبة للإصابة بالداء السكري، أما معدلات الإصابة باعتلال استقلاب السكر (وهي الحالات ذات القابلية للإصابة مستقبلا) فقد تجاوزت النسبة المذكورة آنفا، وهذا يعني أن المجتمع الخليجي مصاب أو سيصاب بالسكري بنسبة تزيد على 25 في المائة، وهذه النسبة مرتفعة جدا إذا ما قورنت بالدول الأخرى.
عوامل الخطورة
وحذر رئيس المجموعة الخليجية لدراسة السكري الدكتور عبد الرحمن الكواري، من سرعة الانتشار المخيف لمرض السكري في دول الخليج في السنوات المقبل إذا لم تتحرك دول المجلس سريعا بوضع إجراءات وقائية وعلاجية محكمة حيث توجد حاليا خمس دول خليجية مسجلة من ضمن أكبر عشر دول سجلت أعلى معدل ارتفاع في الإصابة بالمرض على مستوى العالم، كما أن نسب عوامل الخطورة في المجتمعات الخليجية أصبحت عالية، خصوصا في ما يسمى بمرحلة ما قبل السكري التي بلغت 15 في المائة في الخليج وهي تعد من أعلى النسب بالمقاييس العالمية.
سلوكيات الفرد
وأرجع أسباب تزايد انتشار السكري الذي يعد من أهم وأخطر أمراض العصر، خصوصا النوع الثاني منه إلى عوامل عدة من أهمها ارتباطه المباشر بسلوكيات الأفراد في المجتمع وطرق معيشتهم التي تتسم بالرتابة وقلة الحركة وطبيعة المرض الصامتة التي لا يتضح تأثيرها على أجهزة الجسم المختلفة إلا بعد مرور سنوات عدة، مما يؤدي إلى تباطؤ المريض والقائمين على رعاية المرض في تشخيصه وعلاجه مبكرا.
التوعية الصحية
الكواري أكد على أهمية دور التوعية، واستمرار الحملات الصحية في تعريف المجتمعات الخليجية بالمرض ومضاعفاته وكيفية تجنبه، خصوصا أن المجتمعات الخليجية تتسم بالرفاهية وقلة النشاط البدني وهو ما يشكل من العوامل المسببة للمرض.
محمد داوود، عكاظ - الصحة والحياة talalzari