• ×

آلام الأعصاب المزمنة

0
0
1193
 
الألم قد يكون واحدا من الأسباب الرئيسية التي تدفع بالإنسان لزيارة الطبيب، عندما يستمر الألم لفترة طويلة ولا يتجاوب مع استخدام الأدوية المتعارف عليها لتخفيف الآلام قد يصبح مشكلة رئيسية في حياة المريض تؤثر على أدائه في عمله وعلى علاقته بالآخرين وخاصة أقرب الناس إليه نظرا لسيطرة الألم على حياته اليومية.

الآلام المزمنة تتسبب في بعض الأحيان بفقدان المريض عمله وخلافات عائلية والعزلة من المجتمع والرغبة في الوحدة والشعور بالإحباط والاكتئاب وعدم القدرة على النوم المتواصل والعميق.

بالنسبة للآلام الناتجة عن خلل في الجهاز العصبي سواء الرئيسي المتمثل في المخ والنخاع الشوكي أو الأعصاب الفرعية الممتدة بطول الجسد لتصل إلى كل طرف من أطراف البنية الجسدية.

هنال أمراض عديدة قد تتسبب في أمراض الأعصاب المزمنة وهذا على سبيل المثال وليس الحصر. مثل الانزلاق الغضروفي والضغط على أعصاب بعينها أو نتيجة صدمة للأعصاب سواء بالقطع الكامل كما في حالات البتر أو شبه القطع الكامل كما في بعض حوادث السيارات والدراجات النارية.

من ضمن الأسباب لهذه الآلام أيضا أمراض عامة قد تصيب الإنسان مثل مرض السكري الشائع في المملكة وبعض السرطانات والعلاج بالكيماوي ونقص المناعة ونقص بعض من الفيتامينات وغيرها.

بالنسبة لمرض السكري، فالآلام المصاحبة قد تكون في شكل خلل في الأعصاب الفرعية الصغيرة وتسبب ألما في القدمين كالشعور بالوخز من وقت إلى آخر أو سخونة (كالحريق) في القدمين وآلام حادة مستمرة تتسبب في فقدان المريض القدرة على النوم المتواصل ليلا وعدم القدرة على الحركة السليمة ومشاكل نتيجة ضغط الجوارب والحذاء على القدمين وازدياد الألم نتيجة لذلك، هناك دراسة بريطانية تستنتج أن هناك مريضا لآلام الأعصاب لكل مئة شخص سليم وهناك دراسة أمريكية تستخلص أن في الولايات المتحدة حوالي أربعة ملايين شخص يعاني من آلام الأعصاب المزمنة.

إن الآلام المزمنة لها تداعيات شديدة على المريض ففي بعض الأحيان تكون سببا في فقدان المريض لعمله ومشاكل في المحيط الأسري وشعور المريض بالإحباط والاكتئاب والنزوح إلى العزلة والوحدة وعدم القدرة على التواصل مع الحياة اليومية.

لذلك ينبغي على المريض استشارة الطبيب المتخصص بعلاج هذه الآلام قبل أن تسوء الأمور.

هناك عدة طرق للسيطرة على الآلام ولكن ذلك يتطلب فترة من العلاج وتجربة عدد من الأدوية وأحيانا الحقن بالإبر والكورتيزون واستمرار التمرينات الرياضية، والعلاج الطبيعي وذلك لرفع قدرة المريض على التعايش مع الألم والعودة إلى العمل مبكرا وإقامة علاقة طبيعية مع المحيط الأسري والحياة الكريمة التي يتسنى لكل إنسان أن يظفر بها.

مستشفى الملك فيصل التخصصي، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com