نصف مليون يشككن في الكشف المبكر لسرطان الثدي
11-07-2010 07:11 صباحاً
0
0
1193
رأى المتخصص في الطب والصحة المهنية الدكتور عمر الجهني، ضرورة أن تنبه الحملات الوطنية لسرطان الثدي بسلبيات الفحص الإشعاعي، مطالبا بأن يقتصر المسح الطبي على فئات معينة من السيدات خصوصا من لديهن تاريخ عائلي لسرطان الثدي، أو تاريخ مرضي للثدي أو تعرضن لأشعة الصدر أو من لديهن سمنة أو اللاتي لم ينجبن أو من يعالجن منهن بالهرمونات (الاستورجن والبروجسترون)، ويجب إرشاد هذه الفئات وتشرح لهن مدى الخطورة ونوعية الفائدة من الفحص الإشعاعي بشكل دقيق ومفصل لكل مشتركة في المسح الطبي. وأوضح أن سرطان الثدي من الأمراض النادرة الحدوث لدى سيدات آسيا، نظرا لقلة تركيز الهرمونات المحفزة للسرطان لديهن.
المسح الطبي
وأضاف «المسح الطبي عن طريق الرسم الإشعاعي للثدي لم يثبت أية فائدة له في إطالة العمر وهو برهان غير حاسم في نقص معدلات وفيات سرطان الثدي لدى السيدات، مبينا أن النساء اللواتي خضعن للفحص المسحي لم يعشن أطول من اللاتي لم يخضعن للفحص، تم ذلك بعد تحليل الأبحاث العلمية العشوائية التي أجريت على أكثر من نصف مليون امرأه».
الفوائد والأضرار
وتعليقا على ماذهب إليه الدكتور عمر الجهني في رأيه تقول استشارية الأشعة التشخيصية رئيسة وحدة التنسيق المركزي لبرنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي في منطقة جدة الدكتورة إيمان هاشم باروم، معروف تماما أن كل فحص طبي له فوائد وله مضار، ولكن يتم وضع الفوائد والمضار على الميزان أيهما ترجح كفته، وبالنسبة للتصوير الإشعاعي للثدي (الماموجرام) فله مضار وفوائد منها:
تشخيص الأورام في مراحل مبكرة جدا، لاسيما مع الماموجرام المسحي وهو الذي يعمل بصفة دورية كل سنة أو سنتين من دون أن تكون هناك أي شكوى في الثدي لدى السيدة، حيث يكون العلاج تاما ونهائيا، ثانيا لا توجد مضار للأشعة نظرا لصغر الجرعة الإشعاعية، والتي تساوي (0.7 mSv) وهي مماثلة لمعدل الأشعة الكونية التي يتعرض لها الشخص العادي في خلال ثلاثة أشهر، ولكن يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار أن جهاز أشعة الماموجرام المستخدم يجب أن يكون مطابقا لمعايير الجودة، كما أن الجرعات الإشعاعية المستخدمة في عمل الصور المطلوبة دقيقة ومطابقة للمعايير العالمية، وكذلك الفنيات العاملات على الجهاز يجب أن يكن مدربات في هذا المجال، كل هذا يساهم في أفضل النتائج مع إنعدام الأضرار، وإن كنا نتحدث عن الفحوصات الإشعاعية بشكل عام فإن كمية الأشعة المستخدمة في معظم الفحوصات قليلة جدا ونسبة الفائدة تفوق بمراحل احتمالية الضرر، مع الإشارة إلى أن الباحثين أوضحوا أن معدل الوفاة من سرطان الثدي قد أنخفض بمعدل 24 في المائة مع استعمال الكشف المبكر عن سرطان الثدي بواسطة الماموجرام أي أن هناك 48.5 حياة يتم إنقاذها مقابل واحدة تفقد بسبب الضرر الإشعاعي بالتالي فائدة الكشف المبكر واضحة تماما. وتضيف الدكتورة. باروم «أما مايتعلق بالأضرار فتتمثل في إعطاء نتائج إيجابية خاطئة من 5 ــ 15 في المائة، من حالات الماموجرام المسحي وتحتاج إلى فحوصات أخرى، وغالبية هذه الحالات تكون طبيعية، ثانيا في حال وجود أي شيء مشتبه فيه تؤخذ عينه من السيدة.
السجل الوطني
وتوضح الدكتورة. باروم أنه مع مراجعة السجل الوطني السعودي للأورام نجد أن أعلى نسبة سرطان في الجسم عند السيدات هي سرطان الثدي مقارنة بالسرطانات الأخرى ويمثل 25 في المائة من سرطانات الجسم وهذه النسبة تعتبر مشابهة لما يحدث في الولايات المتحدة حيث بلغت النسبة هناك 27.8 في المائة وفي المملكة المتحدة 25 في المائة، كما أن هناك دراسة أجريت في المملكة كشفت أن عدد حالات سرطان الثدي قد تضاعف في العشر السنوات الأخيرة، وتوجد دراسة سعودية أخرى أفادت أنه في الخمس عشرة سنة المقبلة ستزيد نسبة حدوث سرطان الثدي إلى 350 في المائة ونسبة الوفاة إلى 160في المائة. باروم أكدت أن السجل الوطني السعودي للأورام يوضح أن سرطان الثدي في منطقتنا يحدث في سن أصغر مقارنة بدول الغرب، وبالتالي هو ليس مرض نادر كما أن الاستروجينات المحفزة لسرطان الثدي تزيد نسبتها بتراكم الدهون في الجسم، والسمنة شائعة جدا في مجتمعنا، في الوقت الذي بينت فيه الدراسات أن خفض الوزن يصاحبه خفض في نسبة الإصابة بسرطان الثدي، كما أشير إلى أن الغالبية العظمى من الدراسات العلمية العالمية أثبتت أن معدل الوفاة من سرطان الثدي في تناقص مستمر منذ عام 1990 إثر البدء في برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي بواسطة الماموجرام وتحسن طرق العلاج.
الكشف المبكر
ولفتت إلى أن آخر دراسة سويدية كبيرة في هذا الجانب تم نشرها في الأول من أكتوبر 2010م تم تطبيقها على مليون سيدة تمت متابعتهن بأشعة الماموجرام لمدة 16 عاما، أنهت كل أنواع الخلاف على أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي لاسيما في الفئة العمرية من 40 ــ 49 عاما، حيث كان ملخصها أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي بأشعة الماموجرام نتج عنه انخفاض شديد في معدل الوفاة من سرطان الثدي.
وخلصت باروم إلى أن السرطان الوراثي يمثل 5 في المائة من حالات سرطان الثدي فقط، فلا يعقل إهمال الـ 95 في المائة، أما ما ورد من عوامل خطورة كالسمنة والعلاج بالهرمونات وغيرها فكلها تؤخذ في عين الاعتبار، وتتم تعبئة استمارات بذلك ولكن لم يرد عالميا قصر الكشف المبكر على هذه الفئات فقط، كما أن الدراسات في هذا الجانب عديدة جدا على مستوى العالم، وقد أثبتت أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي بالماموجرام وهو ليس مجال جدل في أيامنا، ومنها ما قامت به الهيئة الدولية لأبحاث السرطان والتابعة لمنظمة الصحة العالمية والتي خلصت إلى أنه يوجد دليل بحثي كافٍ على أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي في السيدات، كما أن الكشف المتأخر عن سرطان الثدي يضاعف تكلفة العلاج سبع مرات.
عبد الله زويد، عكاظ - الصحة والحياة talalzari.com