• ×

33% من سكان المملكة يعانون السمنة

0
0
1284
 
أطلقت متخصصات في التغذية تحذيرا جديدا من توسع دائرة انتشار السمنة في المملكة، بعد أن سجلت الإحصائيات الطبية في الصحة أعلى معدل للإصابة في المملكة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.
وجاء التحذير في إطار مشاركة المملكة المجتمع الدولي في اليوم العالمي لداء السكري، معتبرين أن داء السكري وأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم وخشونة المفاصل وحصوات المرارة هي أمراض تشكل أهم انعكاسات السمنة التي تجاوزت نسبتها 33 في المائة في المملكة وفقا لإحصائيات الصحة.
منظومة علاجية
اعتبرت أستاذ مساعد في قسم التغذية في جامعة الملك عبد العزيز في جدة الدكتورة حنان عبد السلام جمبي، أن ربط السمنة بالأمراض الناتجة عنها حقيقة لايمكن استبعادها عن واقع حياة الإنسان، خصوصا أن مضاعفات السمنة كثيرة ومؤثرة وتمتد إلى أبعاد ومضاعفات عديدة.
ورأت أن النصائح الطبية الموجهة للبدناء التي تتمثل في التخلص من السمنة والتقليل من الوجبات السريعة وممارسة الرياضة هي ادعاءات تقليدية لا تكفي لإنهاء معاناة المصاب بالسمنة، فهناك عوامل أخرى مؤثرة وتلعب دورا كبيرا لا يمكن تجاهلها أو إهمالها، أهمها: الحالة النفسية المصاحبة لتناول الطعام، استدراك أهمية الرياضة اليومية، وجود العزيمة والإرادة والرغبة الشخصية في تخفيف الوزن عند الأفراد المصابين بالسمنة.
الدكتورة حنان ألمحت إلى أن التخلص من السمنة يحتاج إلى منظومة علاجية متكاملة وخطة عمل تحتوي على عدة استراتيجيات يختارها المريض لتتناسب مع وضعه الخاص مع التأكيد على أن خطط تخفيف الوزن تحتاج وقتا كافيا للتنفيذ مع المتابعة المستمرة من اختصاصية التغذية وليس مجرد خطط قصيرة يشعر فيها الفرد أن وزنه بدأ يتناقص، وبعد فترة يجد نفسه في مأزق آخر وهو عودة الوزن أكثر مما كان عليه وفشل جميع بادراته العلاجية.
ونوهت إلى عدم التعميم على أن جميع الوجبات السريعة غير صحية، موضحة أن الاختيار الجيد للطعام السريع مع التأكيد على اختيار الكمية المناسبة قد يشتمل على القيمة الغذائية التي يحتاجها الفرد ضمن الغذاء في اليوم الكامل، لا سيما أن الطعام يمثل مصدر سعادة في حياة الإنسان، لذا يجب أن يكون هذا الطعام صحيا ومشتملا على جميع عناصر واحتياجات الجسم.
حمية آمنة
وفي سياق متصل، كشفت اختصاصية التغذية الدكتورة فيفيان وهبي، أن النوع الثاني من داء السكري يرتبط بالسمنة مباشرة، بخلاف النوعين الآخرين (السكري الوراثي وسكري الحمل) كون الأول يعتبر مزمنا، فيما الآخر مرتبط بفترة الحمل.
وأضافت «أن 33 في المائة من سكان المملكة، و50 في المائة من سكان دول الخليج يعانون من السمنة التي قد تمهد للإصابة بالسكري، وأمراض أخرى مثل أمراض القلب والشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وخشونة المفاصل، وحصوات المرارة».
وألمحت إلى أن الباحثين كشفوا وجود 300 مليون شخص من البالغين حول العالم مصابون بالبدانة، وهم أكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني من السكري المعروف بـ (الدهني)، وهو أكثر أنواع المرض انتشارا في العالم، إذ يشكل ما نسبته 90 في المائة من الحالات، وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية، وأمراض الكلى والفشل الكلوي، وكذلك مشاكل النظر.
ولفتت فيفيان إلى أن الطب الحديث تطور كثيرا، حيث أصبح بالإمكان التخلص من الأوزان الزائدة عبر التدخل الجراحي الذي يستخدم عادة في علاج حالات السمنة الشديدة، لا سيما أن جميع الدراسات أثبتت التأثير الإيجابي لهذه العمليات في تحسن الأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، بالإضافة إلى إنقاص الوزن التدريجي الذي قد يصل إلى 60 في المائة، كما أن هناك توجها عالميا جديدا في إنقاص الوزن والتخلص من السمنة من خلال اتباع طريقة الزينكال التي تعمل على تخفيف نسبة امتصاص الدهون مقرونة بممارسة الرياضة، إضافة إلى اتباع برنامج حمية غذائية آمنة، خصوصا أن العلاج بالأدوية يساعد في تقليل الإصابة بداء السكري بنسبة 73 في المائة، وكذلك نسبة الكوليسترول الضار، والتقليل من نسبة الدهون الثلاثية وأمراض القلب.

ليلى عوض، عكاظ - الصحة والحياة talalzari.com