• ×

أسئلة حول الشك المرضي

0
0
1430
  شكاك بطريقة مرضية..

* أريد الاستفسار عن أمر زوجي الذي لم يمض على زواجي منه سوى بضعة أشهر، واضططرنا للانفصال بسبب بعض الأفكار التي بدرت منه ولم أكن أعرف عنها شيئا. لقد تزوجته وكنت متعلقة به بشكل كبير.

فخلال فترة الخطبة كان شخصا طيبا، يتحدث بشكل جيد ولم ألحظ عليه أي أمر غير طبيعي. بعد الزواج لاحظت عليه بأنه يميل إلى القاء اللوم على الآخرين وأن زملاءه في عمله يحيكون ضده المؤامرات لتخريب عمله وجعله يترك العمل، ثم بدأت الاحظ أنه يشك في أمور كثيرة غير مقنع الشك فيها، وبدأ يشك في سلوكياتي وما أفعل؛ سواء المكالمات الهاتفية أو غيرها. بعد أشهر أصبحت الحياة معه لا تطاق بسبب شكوكه المرضية.

مشكلتي الآن هو أني أفكر جدياً بعدم العودة إليه لأني أشعر بأن هذا المرض ربما يكون غير قابل للعلاج وأشعر بأن الحياة مع شخص لديه هذه الأفكار المرضية والصعبة أمر في غاية الصعوبة، ولكن في نفس الوقت أشعر بحب تجاهه وأخشى أن أكون ظلمته إذا ما تركته، وأفكر أحياناً بأن أقف بجانبه لكي يتعالج ويعود شخصاً طبيعياً.

مشكلة اخرى أفكر بها وهو أن يكون علاجه صعباً أو أن مرضه ليس له علاج ناجع تماماً فيبقى في شكوكه وضلالاته التي لا يمكن لأي شخص طبيعي أن يعيش معها. ذهبت معه إلى طبيب نفسي ووصف له علاجا ولكن رفض أخذ العلاج مما أدى إلى تفاقم الأمر، وحاولت إقناعه بتناول العلاج ولكنه أصر على رفض الاعتراف بأنه مريض وليس بحاجة إلى تناول علاج مما اضطرني إلى العودة إلى منزل أهلي طالبة منه أن يتعالج وبعد ذلك نتناقش في مسألة العودة، ولكن الآن افكر جدياً في عدم العودة له لأني أشعر بأن الحياة معه صعبة ولست متفائلة بأن مرضه هذا قابل للعلاج، آمل أن تساعدني في اتخاذ قرار بشأن بقائي معه من عدمه ولك الشكر.
(ن. ص)

- سيدتي الفاضلة، أتفهم قلقك الشديد من هذا الموضوع، فهو موضوع مصيري بالنسبة لفتاة مثلك. الموضوع بالنسبة لك ليس واضحاً ولا تعرفين التشخيص لمرض زوجك وكذلك لا تعرفين أي شيء عن حالته الصحية قبل الزواج منه، وفي أثناء الخطبة قبل الزواج - كما تقولين - كان يتحدث معك في الهاتف بطريقة جيدة وليس لك أي ملاحظات عليه من ناحية تفكيره أو طريقته في الكلام، بل كان يتحدث بطريقة عادية ولم يبدو أنه يعاني من أي اضطراب نفسي.

بعد الزواج لاحظت عليه بأنه انسان شكاك بطريقة مرضية - كما وصفته - مما جعلك تشكين في أنه يعاني من اضطراب نفسي. الحياة معه أصبحت صعبة، بل لا تطاق بسبب شكوكه المرضية وبرغم أنك ذهبت معه إلى طبيب نفسي إلا أنه رفض الاعتراف بأنه مريض ورفض تناول العلاج الذي وصفه له الطبيب، بحجة عدم حاجته لهذا العلاج لأنه ليس مريضاً.

ما تطلبينه مني ياسيدتي أمر في غاية الصعوبة، فمريض بمثل ما ذكرته عن زوجك يحتاج إلى أن يقابله الطبيب النفسي، ويحدد تشخيصه - وربما هناك صعوبة في تشخيص الاضطراب من أول مقابلة - وبعد ذلك يصرف له الدواء المناسب. زوجك رفض الاعتراف بأنه مريض وبالتالي رفض أن يتناول العلاج وبذلك تفاقم الاضطراب عنده وظهرت عليه الأعراض بوضوح مما حدا بك إلى عدم القدرة على البقاء معه نتيجة الشكوك المرضية التي حدت بك إلى أن تتركي منزل الزوجية والذهاب إلى منزل أهلك وجعلك تترددين في العودة مرة آخرى إلى منزل الزوجية.

بكل صراحة لا أحد يستطيع نصحك بما تفعلينه حيال حياتك الزوجية. عليك مقابلة الطبيب النفسي الذي عاين زوجك وطرح الأسئلة عليه وعلى ضوئها تستطيعين أن تحددي موقفك من حيث البقاء مع زوجك أو تركه. لن يتخذ أحد القرار بدلاً عنك.

أنت الشخص الوحيد الذي يستطيع اتخاذ القرار بشأن إكمال حياتك الزوجية أو إنهاء هذه الحياة الزوجية إذا شعرت بأنك لا تستطيعين البقاء مع هذا الزوج في ظل معاناته مع هذا الاضطراب النفسي الذي غير حياتكما وشعرت بأن الحياة لا تطاق بينما هو لا يريد أن يتناول العلاج ولا يعترف بأنه مريض برغم أن الطبيب النفسي شعر بأنه يعاني من اضطراب نفسي والدليل على ذلك بأنه صرف له أدوية ليتناولها ولكنه رفض وهذا ماحدا بك إلى الخروج من منزل الزوجية وتفكيرك بأن الحياة معه أصبحت صعبة وربما مستحيلة في ضوء هذه الضلالات التي يعاني منها متجسدة في شكوك مرضية طالت حتى سلوكياتك أنت، وهذا أعلم أنه أمر في غاية الصعوبة، فالأشخاص الذي لديهم ضلالات مرضية يصعب العيش معهم.

ربما يكون هناك فرصة بأن تتحدثين معه وتطلبين منه أن يأخذ العلاج حسب ارشادات الطبيب وإذا تحسن تعودين له، وإذا لم يتحسن تطلبين مهلة اخرى لتراجعي أمرك. وربما تستفيدين من مراجعة طبيب آخر أو عيادة نفسية اخرى لأخذ رأي الطبيب الآخر وبعد ذلك إذا اتفق الطبيبان على التشخيص والعلاج ولم يستفد زوجك من العلاج أو رفض العلاج فربما تستطيعين التفاهم مع عائلته عن مستقبل زواجكما وربما يكونون عوناً لك بعد الله ولكيلا تخسرين أهل الزوج الذين ربما يعلمون أشياء اخرى عن ابنهم لا تعرفينها أنت شخصياً بحكم أنك لم تدخلي في حياته إلا مؤخراً.

أكرر بأن لا أحد يستطيع أن يقول لك اتركي زوجك أو ابقي معه إلا أنت شخصياً ولكن انصحك بألا تستعجلي في اتخاذ قرار يحدد حياتك المقبلة إلا بعد تروّ وتفكير عميق فهذا قرار مصيري في حياتك.

د. ابراهيم الخضير، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com