• ×

أسنان السعوديين في خطر

أسنان السعوديين في خطر
0
0
1394
 
أكدت دراسات محلية ارتفاع نسبة التسوس في المملكة، حيث أوضحت دراسة أن نسبة الإصابة بمرض التسوس لدى الأطفال في الفئة العمرية بين 6 - 7 سنوات تتراوح بين 74% - 93% من جملة الأطفال، ويمثل الأطفال من الإناث بمنطقة عسير الأكثر تأثرا بنسبة 96.7% يليهم الأطفال بمنطقة تبوك ونجران، بينما كان الأطفال بمنطقة حائل الأقل إصابة بنسبة 74%، يليهم الأطفال بمنطقتي الجوف والحدود الشمالية.
بينما أظهرت الدراسات أن نسبة الإصابة لأطفال مدارس منطقة الرياض وصلت إلى 90%. كما أظهرت دراسات مسحية أخرى أن ما بين 20% - 27% من طلبة رياض الأطفال يعانون من التسوس شديد الانتشار.
ومن جانبه حذر مدير إدارة طب الأسنان بوزارة الصحة الدكتور محمد بن عبدالله الرافعي من تفشي أمراض الأسنان بالمملكة، خاصة بين الأطفال، مؤكدا أن نسبة الإصابة بمشاكل التسوس بالمملكة أعلى من المعدلات العالمية حيث تجاوزت الـ90%، رغم الجهود العلاجية والوقائية التي تبذلها الوزارة للحد من هذه المشكلة.
وأشار إلى \"تقدم خدمات طب الأسنان بالمملكة من خلال 8500 طبيب أسنان، يمثل السعوديون منهم حوالي 35%، منهم 2250 في منشآت وزارة الصحة، ويعمل هؤلاء الأطباء في مختلف مناطق المملكة، وينقسم عملهم بين الرعاية الأولية ويعمل بها 1200 طبيب أسنان، وحوالي 900 طبيب في أقسام الأسنان التخصصية، وما يقارب 1000 طبيب في منشآت القطاعات الحكومية الأخرى مثل مستشفيات وزارة الدفاع والحرس الوطني ومستشفى قوى الأمن، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومستشفى أرامكو، وكليات طب الأسنان، في حين يستقطب القطاع الخاص نحو 4500 طبيب\".
وأضاف الدكتور الرافعي: \"تصل نسبة التسوس في المملكة إلى أكثر من 90% معظمها بين الأطفال، وتتراوح ما بين تسوس بسيط إلى حالات متقدمة، والنسبة في ارتفاع متنام، ومشكلة التسوس في تفاقم بسبب النمط الغذائي غير الصحي، حيث تغير النمط السلوكي للمجتمع مع تطور الحياة المدنية، واتجه المجتمع لتناول السكريات والحلويات والمشروبات الغازية، في الوقت الذي لم تصاحب هذا ممارسة سلوك صحي سليم باستخدام الفرشاة والمعجون، والمحافظة على سلامة الأسنان، إضافة إلى تدني مستوى الوعي الصحي لدى المجتمع\".
وأكد الدكتور الرافعي أن الوزارة تعمل على خفض هذه النسبة من خلال مسارين، الأول وقائي، والآخر علاجي يعتمد على رفع الطاقة الاستيعابية لمراكز طب الأسنان من خلال التوسع في تقديم الخدمة وزيادة عدد العيادات الأولية والتخصصية من 7 10% سنويا في كافة المناطق الصحية، وتعمل الوزارة على إنشاء 9 مراكز تخصصية في كافة المناطق الصحية بالمملكة خلال الأشهر الأربعة المقبلة منها مركز في شرق الرياض، وآخر شمال جدة، إضافة إلى 7 مراكز تخصصية سيتم إنشاؤها في محافظات أخرى وفقا للنمو السكاني بتلك المحافظات، وأما المسار الوقائي الذي يحظى باهتمام وزير الصحة فيستهدف رفع مستوى الوعي للمجتمع من خلال برامج وقائية في كافة مناطق المملكة بهدف التوعية بضرورة المحافظة على صحة الأسنان وسلامتها\".
وقال مشرف مراكز طب الأسنان التخصصية بالوزارة الدكتور سعيد بخيت الزهراني: إن هناك 25 مركزا متخصصا لطب الأسنان بمختلف المناطق الصحية بالمملكة، والحاجة ما زالت قائمة لزيادة هذه المراكز إلى الضعف، وتخطط الوزارة لتغطية كافة مناطق ومحافظات المملكة بهذه المراكز خلال السنوات المقبلة، وتقدم هذه المراكز خدماتها حسب الإمكانات المتوفرة من القوى العاملة، وكل ما تتطلبه هذه المراكز من أجل أداء مهامها، مشيرا إلى أن أعداد المراجعين والمستهدفين بالخدمة أكثر من الطاقة التشغيلية والاستيعابية لكثير من هذه المراكز، مما يتسبب في تأخر المواعيد، والتزاحم على الخدمة، إضافة إلى عدم مرور بعض المرضى بالعيادات الأولية لتلقي العلاج، مما يشغل حيزا في المراكز التخصصية، إضافة إلى عدم التزام بعض المرضى بمواعيدهم.
ويشير رئيس المجلس العلمي لطب الأسنان بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية الدكتور سعود بن محمد أورفلي إلى أن مراكز الهيئة تعمل على تدريب أطباء الأسنان بالمملكة، في 8 تخصصات هي جراحة الأسنان، وجراحة الوجه والفكين، والتقويم، والاستعاضة السنية، واللثة، والعصب، والأطفال، والتخصص الدقيق لزراعة الأسنان.
ويضيف أن القطاع الصحي الحكومي بحاجة لقفزة نوعية وكمية للتوسع في مراكز الرعاية الأولية لطب الأسنان في كافة مناطق المملكة، نظرا لزيادة عدد السكان، وقلة مراكز الخدمة، الأمر الذي ترتب عليه معاناة المستهدفين بالرعاية مع المواعيد وتأخرها لأشهر، على الرغم من أمراض الأسنان وشدد الدكتور أورفلي على أن التوسع في الرعاية الأولية للأسنان أمر سيسهم في تخفيف أعباء موازنة الرعاية الصحية بالمملكة، لأن صحة الفم والأسنان تؤثر على الجهاز العام للإنسان، وبعض الأبحاث تؤكد أن أمراض الأسنان قد تؤثر على القلب، وقد تتسبب في الإصابة ببعض أمراض الروماتيزم، فالفم والأسنان مدخلان لتغذية الإنسان، فهناك ارتباط مباشر أو غير مباشر بين الأسنان والأمراض الجهازية وصحة الجسم بعامة، فالأطفال إذا لم تتم العناية بصحة الفم والأسنان لديهم، ويتم تعليمهم الطرق السليمة للوقاية من أمراض الفم والأسنان منذ الصغر ومن البداية فستتدهور صحتهم حتى من ناحية التغذية، الأمر الذي تنعكس آثاره على خطط الرعاية الصحية وزيادة تكاليفها.

سعيد الشهراني، الوطن - الصحة والحياة talalzari.com