مؤتمر جدة للتغذية والسمنة يطلق تحذيراً من زحف الأمراض المزمنة
01-10-2011 06:00 صباحاً
0
0
1288
أطلق مؤتمر جدة الأول للتغذية والسمنة التي دعت إليه وزارة الصحة ممثلة في صحة جدة والجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع ومشاركة أطباء من البحرين أمس تحذيرا من زحف مرض السمنة في المملكة والخليج والأمراض المصاحبة لها.
ودعا المشاركون إلى إعادة النظر في البرامج الوقائية التي تنفذها القطاعات الصحية، وتفعيل دور الأفراد في تنمية الوعي الصحي وتجنب العادات الغذائية الخاطئة التي تؤدي إلى تراكم الدهون وزيادة الوزن.
العباءة الخليجية
ورأى أستاذ التغذية ورئيس المركز العربي للتغذية في جامعة البحرين الدكتور عبد الرحمن مصيقر، أن المجتمع الخليجي بصفة عامة يعاني من مشكلة ارتفاع نسبة السمنة بين أفراده وخصوصا النساء، موضحا أن العباءة تخفي من عيوب سمنة الخليجيات، كما هو الحال في الثوب الخليجي الذي يستر كروش الرجال.
السمنة أصبحت أحد أهم المشاكل الرئيسة في الوطن العربي، حيث تقدر الإصابة بالسمنة عند المراهقين بنحو 15 في المائة إلى 45 في المائة، أما عند البالغين فترتفع النسبة بشكل كبير وتترواح بين 35 في المائة إلى 70 في المائة.
وأضاف «يعتبر تناول الأطعمة الغنية بالطاقة الحرارية وقلة النشاط البدني من أهم أسباب انتشار السمنة في الوطن العربي، ولكن هناك العديد من العوامل الأخرى التي لها ارتباط وثيق بالإصابة بالسمنة مثل تناول الطعام خارج المنزل، ومشاهدة التلفزيون والتأثر بالإعلانات التلفزيونية».
وأشار إلى أن العوامل النفسية والاجتماعية تلعب دورا مهما في زيادة انتشار السمنة، ويضاف إلى ذلك الاعتقادات والمفاهيم الخاطئة المتعلقة بإنقاص الوزن ومعوقات ممارسة النشاط البدني والرياضة بخاصة عند النساء، وتواجهه المرأة بصفة عامة معوقات أكثر من الرجل في المجتمعات العربية من ناحية تطبيق برامج ملائمة لإنقاص الوزن.
الإفراط في الأكل
وشدد استشاري طب أسرة ــ مدينة الملك عبد العزيز الطبية ــ الرعاية الصحية الأولية الدكتور خالد صالح الردادي، في محاضرته على عدم الإفراط في الأكل، واعتبر السمنة من أمراض العصر التي تهدد صحة الإنسان، ويترتب عليها انعكاسات غير صحية على باقي أعضاء الجسم منها القلب والكلى والتنفس وغير ذلك من أعضاء الجسم الحيوية.
علم الغذاء
وتناول أستاذ تغذية الإنسان في جامعة القصيم البروفيسور في محاضرته جانب تخطيط الوجبات وتقييم الحالة التغذوية للسمنة، موضحا أن هناك فرقا بين مصطلحي علم الغذاء وعلم التغذية، حيث إن علم الغذاء يهتم بكل ما يتعلق بالغذاء من معاملات مختلفة من بعد الحصاد أو الذبح أو الصيد إلى أن يصبح جاهزا للتناول، أما علم التغذية فهو يهتم بدراسة احتياجات الإنسان الغذائية في حالتي الصحة والمرض من العناصر الغذائية وعلاقتها بوظائف الجسم خلال مراحل حياته المختلفة.
وأشار إلى أن مستوى التغذية والصحة ما هو إلا دليل مباشر على نوعية الحياة، ودليل غير مباشر على مدى التطور الاجتماعي والاقتصادي للإنسان، حيث إن للغذاء المتوازن ثلاث مواصفات هي، أولا: أن يشتمل على البروتينات والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء، ثانيا: أن يكون كافيا دون إفراط، وثالثا: أن يكون نظيفا وآمنا من الناحية الصحية.
شكل الجسم
واستعرضت استشارية التغذية رويدا إدريس في ورقتها جوانب كيفية المحافظة على الجسم وشكله واختيار نوع الطعام والمعايير الغذائية وتوزيع السعرات.
وبينت «أن المشكلة تكمن في توجه البعض إلى اختيار الغذاء دون التركيز في نوعيته وأهميته للجسم، وهو ما أدى إلى تراكم الدهون والسعرات في الجسم وخصوصا مع غياب الرياضة».
وتطرقت أخصائية التغذية مها هوساوي في محاضرتها إلى جانب الطعام المثالي، وأوضحت أن الغذاء يعتبر من مقومات الحياة وأن تعليم كيفية الحصول على الطعام المثالي ضرورة وليس ترفا، فلو تم التركيز على الطعام كمجموعات غذائية والجسم له أن يتناول منها ما يكفيه من السعرات الحرارية فإن هذه النظرة تكون قاصرة في مجال الطعام المثالي الذي يتطلب أن يعتمد على تحديد الفئة التي ينتمي إليها الشخص.
ونوهت إلى ضرورة أن تكون هناك قواعد يرتكز عليها الطعام المثالي، وهي أن يعتمد على الحبوب الكاملة في مجموعة النشويات، والماء وأهمية العمليات الحيوية، وأن يكون الغذاء من مصادر الطبيعة، وتحديد كمية البروتين الحيواني نسبة إلى البروتين النباتي، والتركيز على مهمة الآلياف ومصادرها، والتأكيد على نوعية الدهون المناسبة للجسم، وإزالة السكر الأبيض من الأطعمة تدريجيا، مضع الطعام من 30 ــ 40 مرة حتى تتم الاستفادة المثلى للجسم.
معدلات مخيفة
وكان المؤتمر قد بدأ بكلمة لرئيس المؤتمر والأمين العام للجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع (سابقا) للدكتور خالد بن عبيد باواكد، قال فيها «شهدت السنوات الأخيرة معدلات مرتفعة ومخيفة من الأمراض المزمنة على المستوى العالمي وعالمنا العربي والخليجي على وجه الخصوص، فيلاحظ الارتفاع الحاد في معدلات الإصابة من داء السكري والدهون والسمنة وغيرها من المشكلات الصحية، وهو ما يجسد غياب الوعي والسلوك الصحي السليم».
وأفاد أن المؤتمر ركز في هذا العام على أهم المحاور في السلوك الصحي السليم وهو التغذية والمشاكل الناتجة عن غياب الوعي الصحي، وتقييم وتعريف حالات السمنة وزيادة الوزن بين البالغين في المجتمع.
محمد داوود وليلى عوض، عكاظ - الصحة والحياة talalzari.com