الشيخ السديس: الرقية الشرعية تستوجب استنفار الهمم لضبطها وتأصيلها
01-15-2011 11:03 مساءً
0
0
1390
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه داعيا فضيلته الى الاستطباب بالرقى الشرعية السليمة والصحيحة والقائمة على القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ومحذرا من أهل الشعوذة والدجل الذين يفتقدون الى الضبط والتأهيل الصحيح وقال في خطبة الجمعة يوم امس بالمسجد الحرام ان أمة الاسلام دأبت في ميادينها الاستشفاء المعتمد على نور الكتاب والسنة والقاضي بإخراج الناس روحا وذاتا من درك الأدواء والدجنة مستدركا فضيلته انه في هذا العصر الزاهر بالتحديات المضطربة بكثير من المقاصد والنيات الذي أسفر عن قضية علاجية عقدية ومسألة مهمة هي دوائية الرقية الشرعية والادعية النبوية مشيرا ان الرقية الشرعية تكمن في جوهرها في علاج الابدان والنفوس التي ليس لها دون التفريط عوض او بدل، مؤكدا انه في هذا الزمان عمت امراض متفاقمة منها الصرع والمس والسحر والعين والنفس والحسد، وقد اشارت الآيات القرآنية بأعظم برهان والشاهد من الواقع ان القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هم البلسم والشفاء لكل داء لقولة تعالى: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) ويقول صلى الله عليه وسلم في معرض الرقى والحث عليها: (اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى مالم تكن شركا).
وبين فضيلته أن من تطبب بالرقية الشرعية فقد شفاه الله لقوله صلى الله عليه وسلم عليكم بالشفائين القرآن والعسل.
ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام الكثير من شرائح المجتمع عدم إغفال آثار الرقية الشرعية والجوانب الإيمانية والعقدية لدى المرضى فإن كثيرا يجفل إذا تأخر الشفاء مما يجعل أهل الشعوذة والدجل والطلاسم والخرافات يستقبلونهم محذرا من الرقى المجهولة المعاني فهي وسواس من الشيطان، موضحا بعض الاساليب لتلك الرقى التي منها من يقوم بالضرب المبرح ومنها من يقوم بالصعق بالكهرباء حتى الإغماء وآخر يقوم بطلب وصفات غريبة باسم المشاهير لخداع الجماهير واستغلال ربات الخدور بما يجر إلى البلايا والشرور، مشيرا إلى أن في عالم المرأة مع هؤلاء الدجالين ما يذهل الألباب ويثير العجب العجاب، موضحا فضيلته أنه لا يمكن أن يقوم بمثل هذا العمل الشرعي إلا صاحب ديانة مشهورة وأمانة منشورة وسيرة مثلى مشكورة بصدق بالعلاج شاف وورع عما في أيدي الناس وتنزه عن الغلطة وأن يكون الراقي رحيما رقيقا بالمرضى رفيقا غاظا عن أطرافه دون موضع الداء خصوصا لدى النساء مع الحذر من دواع الاختلاء المحرم وما يدعو إلى الفتنة والالتزام بالضوابط الشرعية في هذا المجال، مشيرا إلى أن من كان هذا وصفه فإنه بإذن الله تعالى يوفق ويسدد وتمرقه الأبصار بالتقدير والثناء.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام إن أهل العلم أعدوا شروطا ثلاثة للرقية الصحيحة أولها أن تكون بأسماء الله وصفاته وآياته القولية الثاني أن تكون بلغة عربية واضحة البيان مفهومة المعاني الثالث أن يعتقد بأن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى.
وطالب المسترقين بأن يسترقوا عند الرقاة الصادقين، وهم كثير بحمد الله المتمسكين بالعلاج الأكمل، مشيرا أن الأفضل أن يقي المريض نفسه لأنه أدعى لمقام الذل والافتقار، ودعا فضيلته إلى تحصين البيوت والأولاد بالأوراد الشرعية والأذكار الصباحية والمسائية فهي الحصن الواقي بإذن الله مع التوكل الجازم على المولى السميع البصير وتفويض الأمر للتدبير وليس معنى ذلك ترك الأسباب وإنما عدم الاعتداد بتمكن الراقي وكفايته.
وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن اليقين بالله أكبر العزائم قدرا مع اتخاذ السبب الداعي من الطب الحديث سواء كان المرض عضويا أم نفسيا لقوله صلى الله عليه وسلم (تداووا عباد الله ولا تداووا بحرام).
واختتم إمام وخطيب المسجد الحرام أن الرقية الشرعية تطبيقا وعلاجا تستوجب استنفار الهمم وتبرئة الذمم في سائر الأقطار للضبط والتأصيل والبيان والتفصيل تحت مظلة راسخة علمية رسمية تنطلق بهذا العلم الدوائي الى معارج النور والانتفاع والتألق والابداع حفظا للافراد والمجتمعات.
وبين الشيخ السديس أن هذه البلاد تنعم بحمد الله بعناية لتحقيق الرقية الشرعية وفق الضوابط المراعية والآداب السنية، مشيرا أن أهل الشعوذة والدجل هم في متابعة مستمرة من أهل الاختصاص للإمساك بهم والقبض عليهم.
مؤكدا أن الغيور يبارك هذه التوجهات الميمونة حيال تنظيم أمر الرقى ومتابعة الرقاة في الوقت الذي كثر فيه الادعياء والمتخرصون والمتاجرون الذين وصل بهم الحال الى استنفار وسائل الاتصال الحديثة والقنوات الفضائية لنشر الأضاليل والأباطيل، داعيا فضيلته لصد هذا الطوفان الجارف من تأهيل كل متصد لهذا المجال وحصوله على ما يأهله لذلك من شهادات شرعية وتزكيات علمية من جهات الاختصاص.
خالد الجمعي، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com