ثروة مائية كبيرة في الربع الخالي واكتشاف آثار استيطان تاريخي على أطراف بحيراته العذبة
01-24-2011 07:12 صباحاً
0
0
1311
طرحت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أول دليل توثيقي من نوعه لصحراء الربع الخالي ليكون مرجعاً دقيقاً يعرف بصحراء الربع الخالي التي تعد أكبرصحراء رملية متصلة بالعالم بمساحة 550ألف كيلومتر والتي تغطي نسبة 22%من مساحة المملكة.
ووفقاً لهيئة المساحة الجيولوجية وهي الجهة الاستشارية للدولة في مجال علوم الأرض المختلفة يأتي هذا الإصدار الأول من حيث الشمولية ودقة المعلومات خدمةً للجهات الحكومية والباحثين وأساس لأي دراسات وأبحاث مستقبلية لتنمية الربع الخالي وتطويره حيث يتضمن توضيحاً لمظاهرالربع الخالي ومعالمه وموقعه ومساحته وتسميته ونشأته وتكوينه وأهميته ومراحل استكشافه وسكانه وبلدانه وثرواته الطبيعية ومياهه ومظاهره الرملية، وغير ذلك من تفاصيل. وزود الإصدار بعدد من الصور والخرائط التفصيلية.
وأكد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب أن إصدار كتاب (الربع الخالي.. بحرالرمال العظيم) جاء بعد ردود الفعل الإيجابية لنتائج الرحلة العلمية الاستكشافية التي نظمتهاالهيئة مطلع العام 27ه من خلال تفاعل الجهات الحكومية والجمعيات المتخصصة والباحثين والمهتمين من كافة شرائح المجتمع إضافة إلى ما ورد للهيئة من ثناء وتقديرعلى مبادرتها تلك ومطالبتها باستكمال تغطية أجزاء الربع الخالي الأخرى والتي مازالت مجهولة لدى شريحة كبيرة من المجتمع إضافة لما يتوفر لدى الهيئة من قواعد معلومات جغرافية وجيولوجية، مشيراً إلى أن هذا الإصدار يأتي استشعاراً من الهيئة بأهمية تصحيح الصورة السائدة عن الربع الخالي في كونه منطقة كثبان رملية موحشة ومقفرة كما يرى ذلك البعض.
وأوضح د. نواب في تقديمه للكتاب أن الهيئة سعت للتعريف بهذا الجزء الغالي وإماطة اللثام عن مكوناته بشكل مفصل من خلال الجوانب المتعددة التي تناولها الكتاب عبر400 صفحة.
وكشف مؤلفا الكتاب محمد أحمد الراشد مدير مكتب هيئة المساحة الجيولوجية بالرياض وعبدالله صالح العنيزان من الهيئة العديد من المعلومات التفصيلية عن خفايا هذه الصحراء وأكدا أن الربع الخالي يمثل حوضاً رسوبياً تحيط به المرتفعات من معظم الاتجاهات مما انعكس على انحدار كثير من مجاري المياه باتجاهه مؤدية ثروة مائية كبيرة تحت رماله بدليل الانتشار الكثيف للآبار اليدوية بأنواعها إلى جانب مصائد المياه المنتشرة هناك.
وأعاد الباحثان للأذهان حقيقة المياه الموجودة في باطن الصحراء المقفرة في ظاهرها والتي كانت مثار جدل ونقاش وبحث كثير من المهتمين حيث أكد الراشد والعنيزان أن باطن الربع الخالي يحوي ثروة مائية كبيرة تنتشر في أنحائه آبار ارتوازية عميقة التي تعرف ب(القلمات) والتي قامت شركة أرامكو بحفرها خلال عملية المسح والتنقيب عن البترول إضافة لما حفرته وزارة المياه والكهرباء كموارد للبادية في المواقع المنتشرة في الربع الخالي ومحيطه.
وأضافا أن هناك نوعين من مصائد المياه منها البحيرات العذبة الجافة حيث تم اكتشاف بحيرات عذبة جافة يعود تكوينها إلى العصر \"البلايستوسين الأعلى\" والعصر\"الهولوسين الأدنى\" كما أشارا إلى وجود أكثرمن (100) قلمة آبار ارتوازية هناك عدد منها تتسرب منها المياه بصورة مستمرة منذ أكثرمن 4 عقود، في حين تنتشر في النصف الشرقي من الربع الخالي موارد مائية قديمة بشكل كثيف نظراً لقرب المياه إلى سطح الأرض.
وتناول الكتاب التوثيقي في أحد فصوله قضية الاستيطان في الربع الخالي مشيراً إلى وجود أدوات حجرية وأدوات صيد عثر عليها قرب مواقع بحيرات جافة هناك تدل على أن الإنسان قد عاش في هذه المنطقة قديماً حول تلك البحيرات حيث كان يعتمد على صيد الحيوانات التي تعيش قرب هذه البحيرات وقد تم اكتشاف بعض المواقع الاستيطانية القديمة على أطراف الربع الخالي وفي محيطه كالأخدود في نجران وحمى والفاو ويبرين ومأرب والأحقاف في اليمن وشصر في عمان.
وعن سكان صحراء الربع الخالي أفاد الباحثان أن عدد السكان في التجمعات السكانية التابعة للمملكة داخل الربع الخالي يبلغ (90) ألف نسمة وتقع أراضي هذه الصحراء ضمن نطاق إشراف المناطق الشرقية ونجران والرياض وتتبع أكثر للمنطقة الشرقية بنسبة 70%من أراضيها.
ولفت مؤلفا الكتاب الذي شارك في إعداده نحو 14 مختصاً إلى وجود أحافير حيوانية ونباتية عثر عليها في أجزاء مختلفة من الربع الخالي تدل على أن أنواعاً من الحيوانات كفرس النهر والوعول والماعز والغزلان والابقار والابل كانت تعيش منذ القدم في هذه المنطقة حيث ترد البحيرات التي نشأت هناك خلال الفترات المطيرة وتتغذى على الأشجار والحشائش التي كانت تنمو على ضفاف تلك البحيرات وقد انقرض معظمها بعدالتحولات المناخية وجفاف البحيرات باستثناء أنواع منها قاومت التغيرات واستطاعت التكيف مع الواقع الجديد.
وحول مناخ الربع الخالي أفادا أن المناخ السائد هناك مناخ قاري جاف شديد البرودة شتاء وشديد الحرارة صيفاً مشيرين إلى أن درجات الحرارة تصل في الصيف إلى (50درجة في الظل) بينما تصل درجة حرارة الرمال إلى (80درجة) في حين تنخفض حرارة الطقس إلى الصفر في فصل الشتاء.
وتطرق الكتاب إلى اهتمام الرحالة والباحثين والمستشرقين بصحراء الربع الخالي منذ قديم الزمان مؤكدين أنه ومنذ القرن الثامن عشر الميلادي شهدت هذه الصحراء اهتمام المستشرقين والرحالة الغربيين الذين جذبهم سحر الصحراء وتكويناتها الرملية وقيم مجتمعاتها وقد كتب عن هذه الصحراء الرحالة الإنجليزي موندريد عام 1843م والرحالة ر.ي. تشيزمان الذي زار واحة يبرين وكذلك الرحالة برترام توماس عام 1930و1931م وويلفرد(مبارك بن لندن)عام 1946و1947م كما قام بعض المهتمين والباحثين في السنوات الأخيرة برحلات علمية وبحثية هناك منهم الشيخ عبدالله بن خميس عام 1416ه إضافة إلى الرحلة العلمية الاستكشافية التي نظمتها هيئة المساحة عام 27ه.
وقال مؤلفا الكتاب أنه لا يوجد حالياً جزء في الربع الخالي يخلو من تجمع سكاني أو معسكر لشركة تعمل في مجالات اقتصادية مختلفة مما يؤكد أنه (ربع غالي) بمقوماته البشرية والاقتصادية يستحق الاهتمام..
محمد الغنيم، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com
ووفقاً لهيئة المساحة الجيولوجية وهي الجهة الاستشارية للدولة في مجال علوم الأرض المختلفة يأتي هذا الإصدار الأول من حيث الشمولية ودقة المعلومات خدمةً للجهات الحكومية والباحثين وأساس لأي دراسات وأبحاث مستقبلية لتنمية الربع الخالي وتطويره حيث يتضمن توضيحاً لمظاهرالربع الخالي ومعالمه وموقعه ومساحته وتسميته ونشأته وتكوينه وأهميته ومراحل استكشافه وسكانه وبلدانه وثرواته الطبيعية ومياهه ومظاهره الرملية، وغير ذلك من تفاصيل. وزود الإصدار بعدد من الصور والخرائط التفصيلية.
وأكد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب أن إصدار كتاب (الربع الخالي.. بحرالرمال العظيم) جاء بعد ردود الفعل الإيجابية لنتائج الرحلة العلمية الاستكشافية التي نظمتهاالهيئة مطلع العام 27ه من خلال تفاعل الجهات الحكومية والجمعيات المتخصصة والباحثين والمهتمين من كافة شرائح المجتمع إضافة إلى ما ورد للهيئة من ثناء وتقديرعلى مبادرتها تلك ومطالبتها باستكمال تغطية أجزاء الربع الخالي الأخرى والتي مازالت مجهولة لدى شريحة كبيرة من المجتمع إضافة لما يتوفر لدى الهيئة من قواعد معلومات جغرافية وجيولوجية، مشيراً إلى أن هذا الإصدار يأتي استشعاراً من الهيئة بأهمية تصحيح الصورة السائدة عن الربع الخالي في كونه منطقة كثبان رملية موحشة ومقفرة كما يرى ذلك البعض.
وأوضح د. نواب في تقديمه للكتاب أن الهيئة سعت للتعريف بهذا الجزء الغالي وإماطة اللثام عن مكوناته بشكل مفصل من خلال الجوانب المتعددة التي تناولها الكتاب عبر400 صفحة.
وكشف مؤلفا الكتاب محمد أحمد الراشد مدير مكتب هيئة المساحة الجيولوجية بالرياض وعبدالله صالح العنيزان من الهيئة العديد من المعلومات التفصيلية عن خفايا هذه الصحراء وأكدا أن الربع الخالي يمثل حوضاً رسوبياً تحيط به المرتفعات من معظم الاتجاهات مما انعكس على انحدار كثير من مجاري المياه باتجاهه مؤدية ثروة مائية كبيرة تحت رماله بدليل الانتشار الكثيف للآبار اليدوية بأنواعها إلى جانب مصائد المياه المنتشرة هناك.
وأعاد الباحثان للأذهان حقيقة المياه الموجودة في باطن الصحراء المقفرة في ظاهرها والتي كانت مثار جدل ونقاش وبحث كثير من المهتمين حيث أكد الراشد والعنيزان أن باطن الربع الخالي يحوي ثروة مائية كبيرة تنتشر في أنحائه آبار ارتوازية عميقة التي تعرف ب(القلمات) والتي قامت شركة أرامكو بحفرها خلال عملية المسح والتنقيب عن البترول إضافة لما حفرته وزارة المياه والكهرباء كموارد للبادية في المواقع المنتشرة في الربع الخالي ومحيطه.
وأضافا أن هناك نوعين من مصائد المياه منها البحيرات العذبة الجافة حيث تم اكتشاف بحيرات عذبة جافة يعود تكوينها إلى العصر \"البلايستوسين الأعلى\" والعصر\"الهولوسين الأدنى\" كما أشارا إلى وجود أكثرمن (100) قلمة آبار ارتوازية هناك عدد منها تتسرب منها المياه بصورة مستمرة منذ أكثرمن 4 عقود، في حين تنتشر في النصف الشرقي من الربع الخالي موارد مائية قديمة بشكل كثيف نظراً لقرب المياه إلى سطح الأرض.
وتناول الكتاب التوثيقي في أحد فصوله قضية الاستيطان في الربع الخالي مشيراً إلى وجود أدوات حجرية وأدوات صيد عثر عليها قرب مواقع بحيرات جافة هناك تدل على أن الإنسان قد عاش في هذه المنطقة قديماً حول تلك البحيرات حيث كان يعتمد على صيد الحيوانات التي تعيش قرب هذه البحيرات وقد تم اكتشاف بعض المواقع الاستيطانية القديمة على أطراف الربع الخالي وفي محيطه كالأخدود في نجران وحمى والفاو ويبرين ومأرب والأحقاف في اليمن وشصر في عمان.
وعن سكان صحراء الربع الخالي أفاد الباحثان أن عدد السكان في التجمعات السكانية التابعة للمملكة داخل الربع الخالي يبلغ (90) ألف نسمة وتقع أراضي هذه الصحراء ضمن نطاق إشراف المناطق الشرقية ونجران والرياض وتتبع أكثر للمنطقة الشرقية بنسبة 70%من أراضيها.
ولفت مؤلفا الكتاب الذي شارك في إعداده نحو 14 مختصاً إلى وجود أحافير حيوانية ونباتية عثر عليها في أجزاء مختلفة من الربع الخالي تدل على أن أنواعاً من الحيوانات كفرس النهر والوعول والماعز والغزلان والابقار والابل كانت تعيش منذ القدم في هذه المنطقة حيث ترد البحيرات التي نشأت هناك خلال الفترات المطيرة وتتغذى على الأشجار والحشائش التي كانت تنمو على ضفاف تلك البحيرات وقد انقرض معظمها بعدالتحولات المناخية وجفاف البحيرات باستثناء أنواع منها قاومت التغيرات واستطاعت التكيف مع الواقع الجديد.
وحول مناخ الربع الخالي أفادا أن المناخ السائد هناك مناخ قاري جاف شديد البرودة شتاء وشديد الحرارة صيفاً مشيرين إلى أن درجات الحرارة تصل في الصيف إلى (50درجة في الظل) بينما تصل درجة حرارة الرمال إلى (80درجة) في حين تنخفض حرارة الطقس إلى الصفر في فصل الشتاء.
وتطرق الكتاب إلى اهتمام الرحالة والباحثين والمستشرقين بصحراء الربع الخالي منذ قديم الزمان مؤكدين أنه ومنذ القرن الثامن عشر الميلادي شهدت هذه الصحراء اهتمام المستشرقين والرحالة الغربيين الذين جذبهم سحر الصحراء وتكويناتها الرملية وقيم مجتمعاتها وقد كتب عن هذه الصحراء الرحالة الإنجليزي موندريد عام 1843م والرحالة ر.ي. تشيزمان الذي زار واحة يبرين وكذلك الرحالة برترام توماس عام 1930و1931م وويلفرد(مبارك بن لندن)عام 1946و1947م كما قام بعض المهتمين والباحثين في السنوات الأخيرة برحلات علمية وبحثية هناك منهم الشيخ عبدالله بن خميس عام 1416ه إضافة إلى الرحلة العلمية الاستكشافية التي نظمتها هيئة المساحة عام 27ه.
وقال مؤلفا الكتاب أنه لا يوجد حالياً جزء في الربع الخالي يخلو من تجمع سكاني أو معسكر لشركة تعمل في مجالات اقتصادية مختلفة مما يؤكد أنه (ربع غالي) بمقوماته البشرية والاقتصادية يستحق الاهتمام..
محمد الغنيم، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com