بعد الأربعين فتش عن الكوليسترول
01-28-2011 05:48 صباحاً
0
0
1321
اوضح الدكتور مجدي عبدالفتاح عبده، استشاري أمراض القلب، زميل الكلية الملكية بإدنبرة وزميل كلية القلب الأمريكية بأن الكوليسترول مادة شمعية من الدهون المذابة بمجرى الدم وتنتقل معه، وهو ينقسم إلى نوعين:
الكوليسترول السيئ منخفض الكثافة (LDL) وهو الذي يتراكم ويترسب على جدران الأوعية الدموية مسبباً تضيقها وبالتالي يؤدي إلى نقص واضح في امداد كيمات الدم المتدفق فيها ويجب أن يقل مستواه في الدم لدى الانسان السليم عن 100 ملغم /ديسيلتر.
والكوليسترول الحميد أو الجيد عالي الكثافة (HDL) وهو يساعد الجسم في التخلص من الكوليسترول السيىء الزائد ويجب أن يبلغ مستواه في الدم 40 ملغم/ديسيلتر أو أكثر.
وأكد الدكتور عبده أن معدلات ارتفاع الكوليسترول بين الأشخاص في المملكة العربية السعودية تعتبر عالية مقارنة بنظيرتها في العديد من الدول الاخرى حيث تصل إلى أكثر من 30 بالمائة في الأعمار السنية المختلفة وهي نسبة مرتفعة ولا شك.
وأشار د/ عبده إلى أن ارتفاع مستوى الكوليسترول بالدم يؤثر على الشرايين المغذية لكافة الأعضاء الحيوية مثل القلب والدماغ والكلى والعين وكذلك شرايين الأطراف، حيث يترسب على جدران الأوعية الدموية ويفقدها مرونتها مما يؤدي إلى تصلب الشرايين وتضيقها أو انسداها على المدى الطويل محدثاً جلطات القلب والسكتات الدماغية. ويتميز ارتفاع الكوليسترول بالدم بأنه احد العوامل الصامتة للخطورة أي لا يكون مصحوباً بأعراض ملموسة، لذا يجب اجراء فحص مخبري لتحديد مستويات الكوليسترول الكلي والكولسيترول السيىء والكوليسترول الحميد بالإضافة إلى الدهون الثلاثية، وينصح الأشخاص الذين تخطوا سن الأربعين بعمل فحص من حين لآخر حتى وان لم يشتكوا من أي عوارض مرضية. أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من امراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم والمدخنين أوالذين يعانون من السمنة وكذلك من يوجد لديهم تاريخ عائلي للاصابة بأمراض القلب والشرايين أن يقوموا بعمل هذا الفحص في وقت مبكر اي في سن ال 35 أو حتى قبل ذلك. أما عن العادات والاسباب المرتبطة بارتفاع مستوى الكوليسترول بالدم فهي ترجع إما إلى منشأ داخلي ناتج من جسم الإنسان نفسه أو عوامل اخرى خارجية مثل العادت الغذائية غير الصحية والافراط في تناول الوجبات السريعة والاكلات المشبعة بالدهون والتدخين هذا بالاضافة إلى عدم ممارسة الرياضة بصورة منتظمة .. كل هذه الاسباب منفردة أو مجتمعة تساهم بدرجة كبيرة في ارتفاع مستوى الكوليسترول السيىء بالدم.
أمراض العصر والكوليسترول
وحذر الدكتور مجدي عبده من عوامل الخطورة التي تهدد الصحة العامة موضحاً أن ارتفاع ضغط الدم والتدخين ومرض السكر والسمنة بالإضافة إلى نمط الحياة الخامل وعدم الاهتمام بممارسة الرياضة بالاضافة إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول بالدم من أبرز عوامل الخطورة الرئيسية التي تؤثر على صحة الانسان. ويتم تقييم حاجة الشخص للعلاج بناء على وجود هذه العوامل، سواء كان ذلك عن طريق العلاج الدوائي أو حتى من خلال تغيير نمط الحياة غير الصحي، ومن ثم السيطرة على الآثار السلبية المترتبة على تلك العوامل.
الحمية الغذائية وممارسة الرياضة خيار أم ضرورة
وقال على الرغم من أن الحمية الغذائية تمثل حجر الزاوية في كافة جهود التعامل مع خفض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية ورفع مستويات الدهون الجيدة في الوقت ذاته، إلا أن ذلك قد لا ينطبق من الناحية العملية ومن ثم قد لا يصل بمستوى الكوليسترول الى المعدلات المطلوبة التي اقرتها المنظمات الطبية العالمية ذات الصلة. إذاً فالحمية الغذائية بالإضافة إلى ممارسة الرياضة قد يساعدان كثيراً في خفض مستوى الكوليسترول السيىء ورفع مستوى الكوليسترول الجيد ولكن في كثير من الحالات يتطلب الامر اللجوء إلى خيارات اخرى فعالة يحتاجها الشخص للقيام بهذا الدور.
خيارات متاحة .. أعراض جانبية .. ومنافع ..
وأضاف : أما عن الخيارات المتاحة في هذا المجال، فحسب توصيات الجميعات الطبية العالمية الأمريكية والاوروبية ومنظمة الصحة العالمية فان العلاج الدوائي يمثل عنصراً حيوياً في التعامل مع خفض الكوليسترول، وذلك باستخدام العقاقير الدوائية .
الأطفال والكوليسترول
واجابة على سؤال حول ارتفاع نسبة الكولسيترول بين الأطفال أوضح الدكتور عبده أنه وفقاً للاحصائيات الموثقة فان معدلات انتشار السمنة بين الأطفال في المملكة العربية السعودية في تزايد مستمر، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة أعداد المصابين بمرض السكري من النوع الثاني بين الأطفال ومن هم في سن المراهقة، وذلك نتيجة لانتشار العادات الغذائية غير الصحية وعدم ممارسة الرياضة أو بذل جهد بدني. وهناك العديد من الدراسات التي تؤكد أن تصلب الشرايين، وهو عملية طويلة وممتدة تبدأ من عمر مبكر جداً حتى في سن الطفولة، بحيث يصبح الطفل عرضة للمشاكل الصحية الناجمة عن تصلب الشرايين عندما يصل لمرحلة الشباب أكثر من أقرانه في نفس الفئة العمرية مالم يتم تدارك هذا الخطر، ويوجد بعض الأطفال الذين يعانون من ارتفاع مستوى الكوليسترول نتيجة عوامل وراثية، وقد وجد أن اعطاء أدوية تخفيض الكوليسترول للأطفال تحت اشراف طبي آمن تماماً كما انها تساهم في حماية هؤلاء الاطفال من التعرض لتصلب الشرايين في عمر مبكر.
وفي ختام حديثه قدم الدكتور مجدي عبدالفتاح عبده بعض النصائح الطبية الهامة لقراء الرياض وهي:
1 انصح كافة القراء ممن تخطوا عمر الأربعين عاما حتى هؤلاء الذين لا يعانون من أي عوارض صحية أو عوامل خطورة أن يبادروا باجراء فحص مستوى الكوليسترول بالدم بصفة دورية.
2 - أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السكري فينصح بعمل فحص فوري لهم بمجرد اكتشاف اصابتهم بالسكري كما ينصح باعطائهم أدوية ستاتين لحمايتهم
3 مرضى ارتفاع ضغط الدم والمدخنين يجب عليهم اجراء فحص دوري قبل عمر الأربعين عاماً لتدارك الآثار السلبية لعوامل الخطورة المتعددة.
4 الأشخاص الذين ينتمون لعائلات بها تاريخ طبي للاصابة بالسكري لأسباب وراثية، وحتى وان لم تثبت اصابتهم به، يجب عليهم إجراء فحص الكوليسترول مبكراً لضمان تجنب الآثار السلبية قبل حدوث مضاعفات.
عبدالله الطلحة، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com