متلازمة حركة الساقين غير المستقرة عند السعوديين
02-10-2011 08:16 صباحاً
0
0
1343
في دراسة جديدة ستنشر الشهر القادم (مارس 2011) في مجلة: General Hospital Psychiatry Journal قمنا بها على عينة من المواطنين السعوديين في ثلاث مناطق في المملكة (الوسطى والغربية والجنوبية) لتقييم مدى شيوع متلازمة حركة الأطراف غير المستقرة. وأجريت الدراسة على 1303 مراجعين للعيادات الأولية من مختلف الأعمار في بعض المستشفيات في المناطق المذكورة. وأظهرت الدراسة أن 5.2% من المشاركين في الدراسة استوفوا الشروط التشخيصية لمتلازمة حركة الأطراف غير المستقرة وكانت النسبة متساوية بين الرجال والنساء ولكنها كانت أكبر عند النساء بين سن 45-60 سنة حيث وصلت النسبة إلى 10.1%. وقد كانت الأعراض شديدة عند 58% من المصابين. اللافت للانتباه أنه لم يتم تشخيص أو علاج أي من المصابين مما يعكس نقص في معرفة الأطباء وبالذات في الرعاية الأولية بهذا الاضطراب. وقد كان الاضطراب أكثر عند المصابين بمرض السكر وفقر الدم وهو تلازم معروف بين متلازمة حركة الأطراف غير المستقرة وهذه الأمراض. وفي الدراسات العالمية التي أجريت في دول غربية واستخدمت نفس آلية البحث التي استخدمناها في هذا البحث الجديد تراوحت نسبة شيوع الاضطراب بين 3.2-12%.
ومتلازمة حركة الأطراف غير المستقرة هي اضطراب طبي معروف عند المختصين وله شروطه التشخيصية ولكن إدراك ومعرفة بعض المعالجين وبعض المرضى حول ماهيته محدودة لذلك سنتعرض هنا باختصار لهذا الاضطراب لزيادة الوعي به وبطرق علاجه.
فمتلازمة الساقين غير المستقرة هي احد اضطرابات النوم، وتتميز بأحاسيس غريبة وغير مريحة في الساقين يمكن أن تحدث في أي وقت من اليوم، ولكنها عادة ما تحدث بكثرة قبيل النوم وينتج عنها رغبة شديدة في تحريك الرجلين أو حتى المشي، ونتيجة لذلك يجد المصاب صعوبة في النوم ومن ثم الأرق.
أعراض المرض:
يصف المرضى إحساسهم بأوصاف مختلفة منها:
* الشعور بأشياء تزحف على الأرجل.
* الشعور بالتنميل وأحيانًا الفتور في الأرجل.
* أوجاع وآلام في الساقين مبهمة وصعبة الوصف.
* الرغبة الشديدة والدائمة في تحريك الساقين وقت النوم.
وأحب أن أوضح أن التنميل وفتور الأطراف الناتج عن انقطاع الدم بسبب النوم في أوضاع خاصة لا يمثل هذه المتلازمة.
ويصف المرضى المصابون بهذا الاضطراب أن الشيء الوحيد الذي يريحهم هو تحريك الساقين والقدمين أو النهوض والمشي. وللأسف ينتج عن هذا الأرق وعدم القدرة على النوم، ولهذا السبب يعاني هؤلاء المرضى من التعب والإجهاد الدائمين وفي بعض الأحيان زيادة النعاس، وعدم القدرة على التركيز خلال النهار بسبب عدم حصولهم على النوم الكافي كمًا وكيفًا خلال الليل.
أسباب الاضطراب:
يعتبر السبب وراثيًا في 30 في المئة من المصابين، أما في البقية فإن السبب لا يكون عادة معروفًا بالتحديد، ولكن هذه المتلازمة تحدث بصورة أكبر عند فئة معينة من الأشخاص المصابين بأحد الأمراض التالية:
* فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
* ضيق وتصلب شرايين الأطراف السفلية.
* مرض السكري.
* الفشل الكلوي.
* إدمان الكحوليات.
* كما أن نسبة الإصابة ترتفع خلال فترة الحمل.
طرق التشخيص والعلاج:
التشخيص في هذه الحالة هو في العادة إكلينيكي (سريري) ولا يحتاج لدراسة نوم. ونقوم بقياس مخزون الحديد في الجسم لأنه كما ذكرنا أعلاه أن نقص مخزون الحديد قد يسبب المرض ورفع مستوى الحديد قد يخفف من الأعراض. ويتكون العلاج من أقراص تصرف حسب حاجة كل مريض، والاستجابة للعلاج تكون جيدة عند أغلب المصابين.
أ. د. أحمد باهمام، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com