مؤتمر طبي دولي: مصر تتصدر دول العالم في الإصابة بسرطان الكبد
04-04-2011 11:22 مساءً
0
0
1504
كشف الدكتور \"ماسيمو كولومبو\"، رئيس قسم أبحاث ودراسات الكبد بجامعة ميلانو بإيطاليا أن الفترة المقبلة، ستشهد ارتفاعًا ملحوظًا فى نسب الإصابة بسرطان الكبد عالميا بسبب ارتفاع معدل الإصابة بالفيروسات الكبدية من النوعين \"سى و بى\"، لافتا إلى أن مصر ستتصدر دول العالم فى تلك النسب. وقال كولومبو إن كون مصر هي الأعلى فى معدلات الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدى الوبائى \"سى\"، يتطلب زيادة الجهود للقضاء على مصادر العدوى خاصة فى المستشفيات وأثناء التدخلات الجراحية والغسيل الكلوى وعيادات الأسنان للعمل على خفض معدل الإصابات الجديدة بالفيروس إلى جانب علاج الحالات المصابة أصلا للتخلص من عبء المرض.
جاء هذا خلال المؤتمر السادس والأربعين للجمعية الأوروبية لدراسة أمراض الكبد \"Esal\" والمنعقد حاليا فى العاصمة الألمانية برلين بحضور ٦٠٠٠ طبيب وباحث عالمي وعضوية ٢٦٠٠ عضو متخصص فى دراسة علوم الكبد.
وأضاف\" كولومبو\" خلال المؤتمر، أن وجود عدد كبير من الحالات المصابة بفيروس \"سى\" في الشريحة العمرية المتقدمة، سيؤدى إلى ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الكبد لافتا إلى أن التشخيص المبكر ومتابعة الحالات، سيسهم بشكل كبير فى ارتفاع نسب الشفاء من المرض خاصة مع المتابعة الدورية وعمل الفحوصات اللازمة.
وأشار إلى أن العلاج المناسب فى الحالات المبكرة مثل الاستئصال أو زرع الكبد مثلا يمكن أن يحقق نسبة إعاشة تصل إلى ٧٥٪ عند السنة الخامسة.
إلا أنه قال إن الاكتشاف المتأخر للحالات يعنى وفاة المريض فى غضون حوالى ٦ أشهر فى حالة عدم العلاج ، موضحًا أن وسيلة العلاج بالنسبة لبعض هذه الحالات تكون عن طريق الحقن الكيماوى للشريان الكبدي أو استخدام العلاج الموجه سورافينيب لحالات أخرى، والذى استخدم منذ ثلاثة سنوات مضت فقط، نظرا لأنه لم يكن هناك علاج لمرضى سرطان الكبد فى المرحلة المتاخره من قبل مؤكدا أنه يطيل مدة حياة هؤلاء المرضى إلا أن سعره ما زال هو المشكلة الأساسية فى استخدامه حتى الآن مطالبا الحكومات بضرورة دعم استخدام هذا العقار.
ومن جانبه أوضح الدكتور أشرف عمر، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد، أن هناك دراسة حديثة أجريت في مصر للوقوف على أسباب الارتفاع الملحوظ في نسب الإصابة بسرطان الكبد، وتأكد أنه يعود لارتفاع أعداد الإصابة بفيروس سى وبى، بالإضافة إلى سوء تخزين بعض الأطعمة ومن بينها الحبوب والفول السودانى، مما يتسبب في نمو فطر ينتج مادة افلاتوكسين المسببة للسرطان، فضلا عن استخدام المبيدات الزراعية المسرطنة .. وتقرر إجراء حمله موسعه تبدأ إجراءاتها في مايو المقبل لرفع التوعية وتجنب تلك الأسباب لخفض نسب الإصابة.
ويقول الدكتور جمال عصمت، أستاذ الجهاز الهضمى وعلاج أمراض الكبد وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إنه تم استغلال مؤتمر برلين فى عقد لقاء مع فريق مركز مقاومة الأمراض المعدية بمنظمة الصحة العالمية للحصول على دعم خاص ببرنامج مصر لمكافحة الفيروسات الكبدية، حيث ستركز اللجنة القومية على هذا الهدف خلال الفترة المقبلة، وستعقد مؤتمرًا ضخما في اليوم العالمى لمكافحة الفيروسات الكبدية التى حددته منظمة الصحة العالمية 28 يوليو لوضع استراتيجيه للمكافحة فى مصر بدعم من وزير الصحة، الذى قرر تخصيص مبالغ كبيرة لخدمة الوقاية من الإصابة بالفيروسات الكبدية.
كما كشف مؤتمر الجمعية الأوروبية لدراسة أمراض الكبد عن عقار جديد لعلاج فيروس \" سى\" يتم دمجه مع الانترفيرون و الريبافيرين المستخدمين حاليا فى علاج فيروس سى فيما أوضح الدكتور إمام واكد، رئيس المعهد القومى للكبد، أن المرحلة الثالثة من الأبحاث والأخيرة للأدوية الجديدة التى تعالج فيروس سى أظهرت نتائج جيدة فى علاج فيروس سى النوع الأول ورفعوا نسبة الشفاء التام من ٣٠٪ الى ٧٠٪ ، وكذلك رفعت نسب الشفاء بين من لم يستجيبوا للعلاج من قبل من ١٥٪ إلى ٦٠٪ فيما يعنى أن ٧٠ إلى ٨٠٪ من مصابى فيروس سى من النوع الأول يمكن شفاؤهم تماما باستخدام الأدوية الجديدة.
وهناك أدوية جديدة أخرى فى المرحلة الثانية والثالثة من الأبحاث ونتائجها مبشرة وسوف تعمل على كل أنواع الفيروس بما فيهم النوع الرابع المنتشر فى مصر .
ومن جانبه، كشف الدكتور جمال شيحه أستاذ أمراض الكبد بجامعة المنصورة عن اختبار معملى جديد يمكن عن طريقه معرفة مدى استجابة المريض للعلاج بالانترفيرون، مؤكدا أنه من المقرر بدء استخدامه فى مصر خلال الأسابيع القليلة المقبلة، متوقعًا أن يتم إجراء دراسات على هذا الاختبار الجديد فى جامعة المنصورة للإعلان عن نسب محددة لمدى الاستجابة مع إجراء تحليل للبصمة الجينية لكل مريض للتأكد من مدى استجابته لعلاج بالانترفيرون .
وقال إنه فى حالة نجاح الدراسات على هذا الاختبار المعملى في مصر سوف يتم عرضه على وزارة الصحة لاستخدامه فى تحديد مدى استجابة المرضى للعلاج بعقار الانترفيرون لافتا إلى أن هذا التحليل سيتكلف ٤٠٠ جنيه فقط ، مؤكدا أنه نجح فى تحديد الاستجابة لكل أنواع فيروس سى باستثناء النوع الرابع المنتشر فى مصر، والمقرر بدء تجربته فى غصون الأيام القليلة المقبلة .
كما أعلن المؤتمر لأول مرة عن بحث جديد لتطوير الوصول إلى استخدام مصل ضد الإصابة بالفيروس الكبدى الوبائى \"سى\" لافتا إلى أن دراسات الاستخدام ما زالت فى المرحلة الأولى، و بالفعل تمَّ التوصل إلى نتائج أولية جيدة من ناحية درجة أمان استخدامه إلا أن البحث ما زال مستمرًا.
وأشار الدكتور سراج زكريا أستاذ الجهاز الهضمى والمناظير و الدكتور\" جيونج مين لى \" مساعد الأشعة بجامعة سيول الأهلية بكوريا الجنوبيه إلى أهمية التشخيص المبكر للأورام خاصة باستخدام الرنين المغناطيسى الحديث، والذى بدأ استخدامه بشكل متطور مع إضافة صبغة جديدة تدعى \"بريمو فيست \" تعد أحدث صبغة متخصصة لخلايا الكبد بما يجعلها تعطى نتائج دقيقة للأورام الصغيرة ، كما أنها تظهر درجة وظيفة خلايا الكبد، بالإضافة إلى أن لديها قدرة تصنيف الورم.
ومن جانبه أكد الدكتور \"هينر ويدماير\"، سكرتير عام الجمعية ورئيس المؤتمر فى ختام جلساته فى العاصمة الألمانية برلين ضرورة وضع خطوط إرشاديه موحدة لعلاج أمراض الكبد على مستوى جميع دول العالم للتحكم في السيطرة على انتشار وتحورات الفيروسات الكبدية وعلى رأسها فيروس سى، ودعا إلى نشر نموذج مقترح على جميع الأطباء من خلال شبكة الإنترنت كبداية لهذه الخطوط .
حسام زايد ، الأهرام - الصحة والحياة talalzari.com