اضطرابات التنفس خلال النوم عند الأطفال
04-14-2011 06:56 صباحاً
0
0
1207
تصل نسبة اضطرابات التنفس خلال النوم عند الأطفال إلى 3%، وقد عرف منذ أكثر من 100 عام أن هناك علاقة ما بين هذه الاضطرابات وسوء التصرف وصعوبة التعلم عند الأطفال، ومع تطور التكنولوجيا واستعمال دراسات اضطرابات النوم بات من الواضح وجود اختلافات بين هذه الاضطرابات عند الأطفال وتلك عند البالغين، وأصبح بالإمكان التمييز بينها.
يمكن تفسير هذا الأمر بعدة نقاط:
- إن الشبكة العصبية في منطقة جذع الدماغ، المسؤولة عن بدء وتنظيم عملية التنفس، تكون غير مكتملة النمو عند الأطفال مقارنة مع تلك عند البالغين، وبالتالي النشاط العصبي لهذه الشبكة سيختلف بين هاتين الفئتين.
وبالنسبة لنوبات توقف التنفس المركزية التي تصيب الأطفال خلال النوم فقد تكون طبيعية، إلا إذا أدت إلى تباطؤ في ضربات القلب أو نقص في نسبة الأوكسجين في الدم وهذه تستدعي العلاج الفوري.
هناك الكثير من الأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى هذه الاضطرابات عند الأطفال ففي الأيام الأولى من الولادة وحتى سن 6 أسابيع تشكل التهابات المجاري التنفسية العليا السبب الرئيسي في توقف التنفس الانسدادي وذلك نتيجة تراكم الافرازات في مجرى هواء صغير مع عدم إمكانية الطفل التخلص من هذه الافرازات. أما الأطفال والأولاد الأكبر سناً فتضخم اللحمية واللوزتين يشكل السبب الأهم في توقف التنفس الانسدادي غالباً ما يكون نتيجة عائق في المجاري التنفسية العليا، كما أن السمنة، مما لاشك فيه، تلعب دوراً في هذه الظاهرة عند الأطفال ولكن بنسبة أقل بكثير منها عند الكبار. ومن الاسباب الأخرى مثل ارتداد الطعام أو ماء المعدة الى البلعوم أو الحنجرة مما يؤدي إلى انسداد التنفس او الموت المفاجئ عند الأطفال.
علامات وأعراض ومضاعفات توقف التنفس خلال النوم عند الأطفال:
غالباً ما يعاني هؤلاء الأطفال من الهيجان والعنف وفرط النشاط خلال النهار إضافةً إلى كونهم مشاكسين وغير متعاونين، حتى أن بعض الأطفال، الذين يعالجون على أساس اضطراب فرط النشاط وغيره من الأمراض النفسية هم في الحقيقة يعانون من اضطرابات النوم. وقد يعاني البعض من الصداع الصباحي نتيجة تجمع ثاني أكسيد الكربون، كما قد يؤدي ذلك إلى تشوش في الذاكرة وضعف في التركيز مما ينعكس سلباً على تقدمهم الدراسي، كما أن هذا قد يؤدي إلى حالة من التوتر وعدم الانسجام مع باقي أفراد العائلة، أما المراهقون فقد يؤدي هذا الاضطراب لديهم إلى زيادة النعاس، وبالتالي حوادث السير وما شابهها. أما خلال النوم فجميع الأطفال، الذين يعانون من توقف التنفس خلال النوم، يشخرون، وقد يتخلل فترات الشخير فترات من السكون، ومنهم من يسير في نومه، وغالبيتهم يكون نومهم قلقاً ويتخلله أحلام مزعجة وكوابيس. أما إذا نظرنا إليهم خلال نومهم، فنلاحظ أنهم يميلون إلى إبقاء رأسهم ممدوداً وذلك للمحافظة على البلعوم مفتوحاً، كما أنهم يتعرقون كثيراً خلال نومهم وذلك بسبب كثرة الحركة . وفي بعض الحالات يعاني بعضهم من التبول اللاإرادي خلال النوم، أما عند حديثي الولادة فقد يؤدي توقف التنفس إلى تلف دماغي بسبب عدم وصول الأوكسجين الكافي إليه. كما رأى بعض العلماء أن ظاهرة الموت الفجائي عند الأطفال، خلال الستة أشهر الأولى من حياتهم، تعود إلى توقف التنفس، سواء كان مركزياً أو انسدادياً والجدير بالذكر أن هذه الظاهرة عند الأطفال والأولاد تؤدي إلى تأخر النمو على عكس الكبار الذين يعانون بغالبيتهم من السمنة وتصل نسبة الأطفال الذين يعانون من تأخر النمو، بسبب هذه الظاهرة، إلى 27 %، ويعاني ثلث الآخرين من تشوهات في بنية الوجه أو اضطرابات عصبية وعضلية، أما تأخر النمو، وعدم زيادة الوزن عند الأطفال، بسبب هذه الظاهرة، فيعود إلى عدة أسباب منها:
1) تغير سلوك الطفل نتيجة اضطراب نومه.
2) ضخامة اللحمية الأنفية التي تؤدي إلى نقص حاسة الشم مما يفقد الطعام الكثير من طعمه، وبالتالي عدم الاستمتاع به عند تناوله، وهذا يؤدي إلى قلة الطعام .
3) صعوبة البلع بسبب ضخامة اللحمية واللوزتين، ولذلك يفضل تناول السوائل والأطعمة اللينة، إضافة إلى استغراقهم فترة طويلة في تناول وجبتهم مما يزعج الأهل وهذا قد يؤدي إلى عدم تناول الوجبة كاملة . وغالباً ما يعاني هؤلاء من الشرقة والشعور بالتقيؤ بسبب التصاق الطعام باللوزتين والحلقوم، وقد يعاني هؤلاء الأطفال مثل الكبار من كثرة الكريات الحمراء وزيادة الضغط الدموي وفرط ضغط الدم الرئوي الذي يؤدي إلى ما يسمى بارتفاع ضغط الشريان الرئوي (تضخم البطين الأيمن يسبب مشاكل الرئة)، وقد تصل نسبة هؤلاء إلى 25 % من الذين يعانون من توقف التنفس خلال النوم .
التشخيص:
يعتمد تشخيص هذه الحالات، على دراسة السيرة السريرية المفصلة للمريض متناولاً كل الأعراض، وإجراء فحص سريري شامل، ويستطيع أن يصل الطبيب إلى التشخيص معتمداً على هاتين الوسيلتين ولكن إجراء دراسات النوم على الأطفال ليست بالسهولة ذاتها عند الكبار، فهناك عدة عقبات، منها عدم وجود فاصل واضح بين ماهو طبيعي وما هو غير طبيعي عند الأطفال، فواحدة من الدراسات ترى أن مؤشر اضطراب التنفس أكثر من 5/ساعة غير طبيعي، وترى دراسة أخرى أن مؤشر 1/ ساعة يؤدي إلى انخفاض نسبة الأوكسجين في الدم دون %92، وارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون أكثر من 53 ملم زئبقي ونقص تهوية أكثر من 60 % هو غير الطبيعي.
إن تسجيل الشخير خلال النوم ليس ذا مدلول مهم عندما قورن بدراسات النوم بالنسبة إلى توقف التنفس عند الذين يعانون من تضخم اللحمية واللوزتين، كما لا نستطيع، بواسطة هذه الطريقة، التمييز بين توقف التنفس المركزي والانسدادي.
العلاج :
إن علاج توقف التنفس خلال النوم يتركز على ناحيتين أساسيتين:
العلاج السلوكي : العمل على إنقاص الوزن في حال زيادته، وتحسين البيئة التي ينام فيها الأولاد، والعمل على تنظيم دورة النوم عند حديثي الولادة، وكذلك يجب الانتباه إلى الأدوية المستعملة، فهناك الكثير من الأدوية التي لها جانب مهدئ مما يزيد الحالة سوءاً.
العلاج الطبي : فيتركز على علاج العوامل التي تسبب أو تزيد من نوبات توقف التنفس، مثل معالجة الرشوحات والحساسية، مع التنبه إلى عدم استخدام مضادات الهستامين المركزة.
مستشفى التخصصي، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com