• ×

العلكة ضمن مقترحات لتشخيص الملاريا دون فحص الدم

0
0
950
 
سيصبح بالإمكان الآن الكشف عن الإصابة بالملاريا عن طريق مضغ قطعة من \"العلكة\" ومن ثم مسحها على مغناطيس أو تمرير أصبع اليد على مجس يعمل بالأشعة تحت الحمراء، ولا يحتاج أي من الاختبارين لعينة الدم، وفق تقرير.

ويأتي هذان المقترحان ضمن الاقتراحات الفائزة التي وصلت لمؤسسة \"بيل وميلندا غيتس\" ضمن \"جائزة التحديات الكبرى\" التي تدعو الباحثين لإيجاد بدائل تشخيصية \" غير باضعة\" non-invasive diagnostic alternatives للمشاكل الصحية العالمية ذات الأولوية مثل الملاريا والسل وفيروس نقص المناعة البشري.

وتشمل الفئات الأخرى للجائزة وضع استراتيجيات جديدة للحيلولة دون انتشار الملاريا وإيجاد لقاحات أكثر فعالية ضد هذا المرض.

ويشمل الفائزون الستة وسبعون أخصائيون في علوم الكيمياء والأحياء وخبراء إلكترونيون ومهندسون ميكانيكيون وعلماء رياضيات وخبراء أمراض معدية وأخصائيو وبائيات، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإنسانية \"إيرين\".

وفي هذا السياق، أفادت ميليسا كوفيلي، الناطقة باسم مؤسسة غيتس، أنه \"من الإيجابي جداً أن يقوم أشخاص غير معنيين بقضايا الصحة العالمية بتوظيف مهاراتهم من اختصاصات أخرى في هذا المجال لأنهم سيتناولون المشكلة من زوايا قد لا يفكر فيها المختصون في مجال الصحة العامة\".

متطلبات سحب الدم

قد تتطلب عملية سحب الدم أو النسيج مهارات متطورة من العاملين في مجال الصحة أو تفرض تكاليف عالية على المرضى بالإضافة إلى حاجتها لموارد لوجستية معقدة قد لا تتوفر أحياناً في الدول النامية، حسب كوفيلي.

كما تساهم الاختبارات غير الباضعة في خفض احتمال التعرض للإصابة بفيروس نقص المناعة البشري، وفقاً للعالم ديفيد بيل من مؤسسة التشخيصات الجديدة المبتكرة Foundation for Innovative New Diagnostics ومقرها جنيف.

وتعتبر الاختبارات \"غير الباضعة أفضل خصوصاً عند التعرض لجائحة معينة إذ يصبح عندها الحد الأدنى من الألم عاملاً مثبطاً لإقبال الناس على الاختبار.

وتشير التقارير إلى أن حوالي مليون شخص يموتون سنوياً بسبب الملاريا خصوصاً في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

ولكن عدد حالات الملاريا المشتبه فيها شهدت انخفاضاً ملموساً في بعض الدول التي تنتشر فيها اختبارات الملاريا السريعة.

وتشمل بدائل فحص الدم فحص البول أو اللعاب أو العرق، بالإضافة إلى أجهزة فحص شعيرات شبكية العين أو الخصائص الكهرومغناطيسية للبلورات مثل مادة الهيموزين، وهي عبارة عن صبغ يحتوي على الحديد يعمل على تراكم حبيبات في طفيليات الملاريا.

التحديات

وأفاد بيل أن كل اختبارات الملاريا المتوفرة تتطلب إلى الآن سحب عينة من الدم وذلك بسبب صعوبة الكشف عن الملاريا في سوائل الجسم الأخرى. غير أنه أشار إلى أن \"التقنيات الجديدة قد تزيد من حساسية هذه الاختبارات غير الباضعة وقد تكون بنفس جودة الاختبارات الباضعة المتوفرة الآن أو أفضل منها.\"

من جهته، أفاد أندرو فانغ الذي يقوم على تطوير اختبار \'العلكة\'، أن \"هذا الاختبار الذي سيجرى في فم المستخدم سيعمل في حرارة أعلى وسيسمح بفحص ملايين الجزيئات عبر مساحة صغيرة [العلكة] مما سيزيد من حساسية الاختبار.\"

في حين يرى وي لو الفائز من جامعة ميتشغان والذي قدم خيار المجس العامل بالأشعة تحت الحمراء أن استهداف ذبذبات الجسم بدل فحص الجزيئات يجعل هذا الاختبار جد حساس أيضاً.

وتتمثل إحد سلبيات الاختبارات التشخيصية السريعة الستين الموجودة بالسوق إلى الآن في كونها غير منظمة. ففي الوقت الذي يتسم البعض منها بالحساسية الفائقة والدقة بنسبة تتراوح بين 95 و100 في المائة لا تتسم نتائج البعض الآخر سوى بقليل من الدقة فقط.

ويرى بيل أن ضمان بقاء الاختبارات العالية الجودة فقط يتطلب تقييمات موحدة أفضل، وهو ما قد تم البدء به الآن.

وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية هذا العام تقريراً قدمت فيه تقييماً لعدد من الاختبارات التشخيصية السريعة المستعملة وتعمل مع مؤسسة التشخيصات الجديدة المبتكرة لتقييم 29 اختباراً آخراً بحدود 2010. وإذا نجحت أفكار فونغ ولو و74 باحثاً آخراً، فإن أفضلها سيحصل على المزيد من التمويل حسب كوفيلي من مؤسسة غيتس.

وتتفاوت أعراض الملاريا بين الحمى الشديدة والصداع، والقيء، وتبدأ أعراض المرض في الظهور ما بين عشرة أيام إلى أسبوعين من لدغة ناموس حامل للمرض.

ويهدد المرض قرابة 40 في المائة من سكان العالم، معظمهم في دول العالم الفقيرة، ومن 2.5 مليار نسمة يتهددها المرض، يسقط نحو 500 مليون فريسة له، ويفتك بمليونين منهم سنوياً.

ويصاب الطفل الأفريقي في المتوسط بما بين 1.6 و5.4 نوبة ملاريا سنوياً، ويقضى طفل نحبه كل 30 ثانية جراء المرض.

CNN - الصحة والحياة talalzari.com