بدء تطبيق القيود الأوروبية على العقاقير الطبيعية
04-30-2011 10:46 مساءً
0
0
1046
بدأ اعتبارا من اليوم السبت تطبيق الاجراءات الجديدة التي أقرها الاتحاد الأوروبي وتشمل فرض قيود على العقاقير التي تعتمد على الأعشاب أو ما يسمى بالأدوية الطبيعية.
ويأمل الاتحاد الأوروبي من وراء فرض هذه القيود حماية المستهلكين من الاصابة بما ينتج عن هذه العقاقير من أعراض جانبية.
وللمرة الأولى سيسمح فقط ببيع وتداول الأدوية التي ثبت على المدى الطويل فعاليتها وعدم تسببها في أضرار للمستهلكين.
إلا أن المعالجين بالعقاقير الطبيعية والشركات التي تقوم بتصنيعها تخشى أن تؤدي القرارات الى افلاس الكثير من الشركات والأفراد.
وكان يطبق حتى ما قبل نفاذ القواعد الجديدة قانون صادر عام 1968 عندما كانت الأدوية الطبيعية المستخلصة من الأعشاب محدودة العدد كثيرا.
إلا أن الإحصائيات تشير الى أن ربع البالغين في بريطانيا استخدموا العقاقير الطبيعية خلال العامين الأخيرين التي تصرف دون أي حاجة الى وصفة طبية أو استشارة الطبيب.
وسيغطي الحظر السواد الأعظم من الأعشاب والعقاقير الطبية المستخلصة منها عدا تلك المستخدمة للعلل الخفيفة مثل زهرة الربيع echinacea المستخدمة لعلاج الرشح.
وحتى هذه الأخيرة، تبعا للوائح الأوروبية الجديدة، لا يمكن لأي شخص بيعها الا إذا كانت تحمل الرخصة الحكومية أو يتم صرفها على يد طبيب عقاقير بديلة مسجل ومعترف بمهنته.
العقاقير العشبية
وسيؤثر هذا القرار في بريطانيا على ألفين و500 من باعة العقاقير العشبية ومعظمهم من الصينيين لأنهم لم يسجلوا أسماءهم ضمن ما يعرف بـ \"الأطباء البدلاء\".
ويشكو هؤلاء من التكلفة «الخرافية» للحصول على الرخصة. ويقول \"تحالف الصحة الطبيعية\"، وهو الهيئة المعنية بها، إن الرخصة لكل واحد من هذه الأعشاب تكلف حوالي 100 ألف جنية استرليني (حوالي 163 ألف دولار).
وقال تحالف الصحة الطبيعية إنه لم يتقدم أي صيني أو أي من الآخرين المتخصصين في \"الأيورفيدا\" (نظام العلاج الهندي البديل) لوضع اسمائهم على لائحة الأطباء البدلاء المسجلين، بسبب التكلفة العالية للاستمرار في مهنهم التقليدية.
ونقلت «ديلي ميل»، عن رئيسة \"المعهد القومي للعشبيين الطبيين\"، قولها: «الحقيقة هي أن عددا كبيرا من أعضائنا سيفقدون الحق في الحصول على بعض أو كل عقاقيرهم، سواء صناعة أو استيرادا. وفيما يتعلق بي شخصيا فتقديراتي هي أن عيادتي ستخسر ما بين 15 و20 في المائة من عملائها.
ويذكر أن الاتحاد الأوروبي فرض إجراءته الجديدة بعد تنامي القلق على مسألة الأعراض الجانبية للعديد من العقاقير البديلة. وقد اضطرت «وكالة الأدوية والمنتجات الصحية البريطانية» لإصدار عشرة تحذيرات رسمية بهذا الشأن في العامين الأخيرين.
وذكرت الوكالة، على سبيل المثال، أن نبتة الكوهوش، وتستخدمها بعض النساء لمواجهة أعراض ما بعد انقطاع الطمث، تتسبب في مشاكل الكبد الخطيرة.
وتبيّن أن أكثر من 100 امرأة أصبن بمختلف أمراض الكليتين في بلجيكا بعد تعاطيهن أعشاب قيل إنها تساعد على تقليل الوزن.
وتمثل العقاقير البديلة خطورة على صغار السن بشكل خاص، وقد تؤدي ردات فعلهم عليها الى الوفاة في الكثير من الحالات.
ويميل الآباء الى استخدام الأدوية البديلة لعلاج صغارهم من عدد هائل من الأمراض التي تتراوح من الإمساك إلى تجلط الدم والشلل الدماغي.
وقال تقرير الوكالة إن التصرف على هذا النحو ناشئ من ايمان الآباء بأن العقاقير البديلة إن لم تكن ناجعة فهي غير ضارة.
ولكن، في الجهة المقابلة، يحذر الأطباء البدلاء من أن وضع قرار الاتحاد الأوروبي موضع التنفيذ يعني أن العديد من المرضى قد يلجأون للعقاقير العشبية بالغة الخطورة الصحية من السوق السوداء.
BBC - الصحة والحياة talalzari.com