• ×

الالتهاب الرئوى: قاتل الأطفال المنسى.. وفاة طفل كل 20 ثانية فى العالم

الالتهاب الرئوى: قاتل الأطفال المنسى.. وفاة طفل كل 20 ثانية فى العالم
0
0
2021
 
أعلنت منظمة الصحة العالمية إن الأمراض الرئوية هي المسبب الرئيسي في العالم لوفاة الرضع والأطفال دون 5 سنوات، والتي يمكن الوقاية منها عن طريق التطعيم .

وتسبب الأمراض الرئوية وعلى رأسها الالتهاب الرئوى في وفاة الرضع والأطفال دون 5 سنوات بنسبة 15% في مصر حيث يصيب الالتهاب الرئوي 155 مليون طفل اقل من خمس سنوات حول العالم طبقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية ، يتوفى منهم ما يقرب من 1.8 مليون طفل سنويا بنسبة 20% من عدد الإصابات بمعدل طفل كل 20 ثانية، ونصف تلك الأعداد تقريبا تتوطن فى البلدان النامية، ويسبب مرض الالتهاب الرئوى جراثيم المكورات الرئوية التى تستوطن الجهاز التنفسي العلوي، وقد تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم لتسبب عدة أنواع مختلفة من الأمراض، ورغم توفر أنواع كثيرة من المضادات الحيوية لمقاومة تلك الأمراض إلا أن هناك أنواع من تلك البكتريا يمكنها مقاومة المضادات الحيوية مما يظهر قيمة الدور الحيوى للتطعيم باللقاحات المضادة لمرض الالتهاب الرئوى فهو احد الوسائل الأساسية للحد من انتشاره، و تقليل نسبة الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة جاء ذلك خلال المؤتمر السنوي الثاني للأمراض الرئوية في الشرق الأوسط وأفريقيا الذي عقد أخيرا بمدينة دبي بمشاركة 25 دولة وأكثر من 200 طبيب عالمى متخصص في مجالات البحث والتشخيص والمعالجة والوقاية من الأمراض الرئوية.

وقد ركز المؤتمر على الأمراض الرئوية والتهابات الرئة عند الأطفال ومعالجة القضية الملحة للسلالات الجرثومية المقاومة للمضادات الحيوية.

وقد ناقش الحاضرون دور برامج التطعيم في دول أفريقيا والشرق الأوسط ووقاية الأطفال من الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا من خلال إنتاج لقاحات جديدة ، وقد أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدام تطعيم للوقاية من أمراض المكورات الرئوية خاصة مع توافر تطعيمات تقاوم 13 سلالة هى التى تسبب غالبية الأمراض الرئوية .

وطالبت الدكتورة كاثيا اولفيه أخصائية أمراض الأطفال بجامعة باريس بفرنسا بان يدخل التطعيم ضد الالتهاب الرئوى ضمن جدول التطعيمات القومية بهدف تحقيق أعلى استفادة للأطفال ، مشيره إلى أن منظمة الصحة العالمية نصحت باستخدام تطعيم للوقاية من أمراض المكورات الرئوية بعد تجربة أمريكا عندما قامت باستخدام التطعيم بي سي 7 عام 2000 مما أدى إلى انخفاض الأمراض التى تسببها المكورات الرئوية بين كل الأعمار حتى لكبار السن و الذين لم يأخذوا التطعيم و هذه النسبة ظلت منخفضة حتى عام 2007 ، مشيرة إلى ظهور تطعيم حديث يغطى 13 نوع من البكتريا المسببة للمرض بعد أن كان التطعيم السابق يغطى 7 أنواع فقط من البكتريا ، مؤكده انه منذ عدة سنوات ظهرت أنماط جديدة من البكتريا في أماكن معينة فى العالم.

و أضافت أن الاستفادة من تطعيم بي سي 13 له فائدة مضاعفة أن هناك بعض الأنماط الموجودة لدى التطعيم القديم لم يؤثر فيها.

ودعت إلى زيادة عمر التطعيم إلى 7 سنوات مثل ما يحدث فى بعض الدول نظرا لأنه فى الوقت الحالى التطعيم يقف عند عمر الخمس سنوات

و يقول الدكتور شريف عبد العال استشارى طب الأطفال و أمين مساعد الجمعية المصرية لطب الأطفال أن منظمة الصحة العالمية أقرت بأن اللقاحات تقدم وسيلة ناجحة لمكافحة انتشار السلالات المقاومة للمضادات الحيوية من الأمراض الرئوية، وتعد مقاومة المضادات الحيوية مشكلة خطيرة على الصحة العامة، فهي تؤثر على الاقتصاد العالمي، والمعايير الاجتماعية وحتى المشهد السياسي، ويعد تقديم اللقاحات الجديدة توفير لتغطية أشمل للسلالات الجرثومية الآخذة بالانتشار والمقاومة للمضادات الحيوية لحماية أطفالنا من الإصابة، خطوة هامة للأمام في كفاحنا ضد الالتهاب الرئوي والأمراض الرئوية الأخرى.

وأشار إلى أن الأطفال يتناولوا التطعيم ضد المرض من خلال أربع جرعات أساسية عند بلوغه عمر شهرين، و 4 شهور ، و 6 شهور ، أما الجرعة الرابعة مابين 12 و 15 شهر، و إذا فات موعد تطعيم الطفل، فهناك ما يسمى بتعويض التطعيم عن طريق جدول يتم وضعه من قبل الأطباء المتخصصين طبقا لعمر الطفل.

ويقول الدكتور مايو نومريس أستاذ بجامعة ليشبونا بالبرتغال أن السن عامل مهم جدا في الإصابة بالأمراض الرئوية سواء كان طفل اقل من سنتين أو متقدم فى العمر فوق 65 عام وترجع الأسباب إلى صغار السن جهازهم المناعى لم يكتمل أو لم يكتسب المضادات لمكونات المرض ، أما فوق الـ 65 عاما جهازهم المناعى يضعف و من الممكن أن يكون لديهم أمراض فى القلب أو الرئة أو السكر و هو من أكثر الأمراض شيوعا فى الدول العربية ، و من الأسباب الأخرى ذهاب الطفل إلى الحضانة ، مشيرا إلى أن المكورات الرئوية من الممكن أن تؤدى إلى وفيات و شلل و تخلف عقلى و صعوبة فى التعلم، وصرع ، وفقد السمع أو الصم، وهى تتسبب في 40% من مرض الالتهاب السحائى ، و التهاب الصدر أكثر من 60 % ، والتهاب الدم 95% ، و التهاب الأذن 40% ، و هى تستعمر الغشاء المخاطى بالجهاز التنفسى و هذا الاستعمار شائع جدا كما أنها تنتقل بالرزاز فى الهواء ، ووجود البكتريا فى الغشاء المخاطى عادة يسبق المرض.

ويقول الدكتور نبيل فوزى استشارى طب الأطفال أن الالتهاب الرئوي يمكن أن ينتشر بطرق عدة، فيمكن للفيروسات والجراثيم الموجودة عادة في أنف الطفل أو حلقه أن تصيب رئتيه إذا ما استنشقها، وقد ينتشر أيضاً عن طريق الرزاز المتطاير الناجم عن السعال، وقد ينتشر كذلك عبر الدم، ولاسيما أثناء الولادة أو بعدها بقليل، ولا بدّ من إجراء المزيد من البحوث بشأن مختلف العوامل المسببة للالتهاب الرئوي وطرق سريانها، فذلك له أهمية بالغة فيما يخص العلاج والوقاية.

و عن الأعراض أوضح انه تدور حول سرعة التنفس أو صعوبته ، والسعال ، والحمى ، ونوبات الارتعاد ،و فقدان الشهيّة ، وأزيز التنفس (أكثر شيوعاً فى أنواع العدوى الفيروسية) فى حين يستطيع معظم الأطفال الأصحاء التصدى للعدوى بفضل دفاعاتهم الطبيعية، و الأطفال الذين يعانون من ضعف جهازهم المناعي يواجهون، أكثر من غيرهم، مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، ويمكن أن يضعف جهاز الطفل المناعي بسبب سوء التغذية أو نقصها، ولاسيما لدى الرضّع الذين لا يتغذون بلبن الأم ، وتعد ا فى بمعيشة داخل بيوت مكتظة وتلوث الهواء داخل المبانى بسبب أدخنة المصانع والدخان المنبعث من تدخين الآباء للتبغ من احد أهم مخاطر التى تزيد فرص الإصابة بالالتهاب الرئوي.

و أكد الدكتور نبيل أن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن 6 أمراض يمكن الوقاية منها وهى مسئولة عن 73% من وفيات الأطفال فى العالم كل عام، أولها الالتهاب الرئوى الذى يتسبب فى 19% من حالات وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة يليه الإسهال ثم الولادة قبل موعدها وبعدها الملاريا وإصابات عدوى الدم ومشكلات التنفس المتصلة بمضاعفات الولادة.

وأشار إلى ضرورة اهتمام الأم بإبعاد الطفل عن مصادر العدوى بالميكروبات مثل الأماكن المزدحمة، وكذلك عن الأشخاص المصابين بنزلات البرد والسعال، ويجب أن تهتم الأم بتغذية الطفل وتراعي ألا تقدم له الأغذية الصلبة التي قد تصيبه بالشرقه، والاهتمام بالعلاج المناسب عند إصابة الطفل بنزلات البرد والعدوى الفيروسية ، و الحرص على إعطاء التطعيم ضد الالتهاب الرئوى الذى يحصنهم من الإصابة به .

وأضاف الدكتور شريف عبد العال أن العلاج يكمن فى تناول المضادات الحيوية، وعادة توصف تلك الأدوية فى المراكز الطبية أو المستشفيات، ويمكن علاج معظم حالات الالتهاب الرئوي التي تصيب الأطفال بفعالية فى المنزل ، إلا انه يوصى بإدخال الرضّع المصابين الذين لا يتجاوز عمرهم شهرين والذين يعانون من مضاعفات عضوية بدخول المستشفى لتقلى العلاج.

وأشار أن وقاية الأطفال من الالتهاب الرئوى من العناصر الأساسية للحد من معدلات وفيات الأطفال والمعروف أنّ توفير التغذية المناسبة من الأمور الأساسية لتحسين دفاعات الأطفال الطبيعية، ويتحقق ذلك عن طريق الرضاعة الطبيعية طيلة الأشهر الستة الأولى من حياتهم كما يسهم التصدي للعوامل البيئية مثل تلوّث الهواء داخل كردون المباني والتشجيع على التزام مبادئ النظافة الشخصية في المنازل المكتظة في تخفيض عدد الأطفال الذين يُصابون بالالتهاب الرئوي ويُعد التطعيم ضد الميكروبات هـ ، أنفلونزا \"ب\" والمكورات الرئوية والحصبة والسعال الديكى أكثر الوسائل فعالية للوقاية من الالتهاب الرئوى.

و تشير الدكتورة نوال الكعبى أستاذ أمراض الأطفال و الأمراض المعدية بالأمارات إلى إن الالتهاب الرئوى هو أكثر سبب للوفاة فى الأطفال فمن عدة سنوات قبل ظهور محلول الجفاف كان السبب الأول هى النزلات المعوية و بعدها الالتهاب الرئوى أما الآن فالسبب الأول للوفيات بين الأطفال هو الالتهاب الرئوى ، مشيرا إلى أن التطعيم له أهمية كبيرة فى تلك الحالات نظرا لأنه متوفر ويمكن عن طريقه حماية الأطفال أيضا من الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى والحمى الشوكية وهو أمر لا يتوفر لأمراض أخرى ، و الآثار الجانبية للتطعيم لا تختلف و لا تزيد عن الآثار الجانبية لأى تطعيم يأخذه الطفل .

و عن تأثر الرئة بسبب الإصابة بالالتهاب الرئوي يقول الدكتور هشام عوض أستاذ طب الأطفال كلية طب عين شمس انه فى حالة علاج الطفل بشكل صحيح لا يترك الالتهاب الرئوى اثر على رئته و لكن أحيانا الالتهاب الرئوى يسبب مضاعفات فمثلا يسبب مياه على الرئة مما يتطلب تركيب أنبوب داخل الصدر إذا كانت الكمية كبيره لسحب المياه و فى حالة تحول السائل إلى صديد، و من الممكن إن تكون المياه متحوصلة و تؤثر على الغشاء البلورى نفسه و فى هذه الحالة تترك اثر على المدى الطويل على وظائف الرئة لدى الطفل، مما يضعف صدره ، وقد تؤدى مضاعفات الالتهاب الرئوى إلى الإصابة بخراج فى الرئة و يحتاج ذلك إلى العلاج بالمضادات الحيوية لمدة طويلة، و فى بعض الأحيان تحتاج إلى استئصال جراحى، وقد تحدث مضاعفات أخرى قد تصل إلى الوفاة، مشيرا إلى أن التطعيم يجنب تلك المشاكل حيث يتناول الطفل التطعيم ضد المرض من خلال أربع جرعات أساسية عند بلوغه عمر شهرين، و 4 شهور ، و 6 شهور ، أما الجرعة الرابعة مابين 15 شهر و خمس سنوات، وإذا فات موعد التطعيم فهناك مايسمى بتعويض التطعيم عن طريق جدول يتم وضعه من قبل الأطباء المتخصصين طبقا لعمر الطفل.

هويدا يوسف، الأهرام - الصحة والحياة talalzari.com