• ×

الفاو: أكثر من ثلث الغذاء في العالم يذهب إلى صناديق القمامة

الفاو: أكثر من ثلث الغذاء في العالم يذهب إلى صناديق القمامة
0
0
1182
 
حذرت منظمة الاغذية والزراعة "الفاو" التابعة للامم المتحدة من أن حوالي ثلث الطعام المنتج في العالم للاستهلاك الادمي وهو حوالي 3ر1 مليار طن يفقد أو يهدر. وذلك على الرغم من توالي التقارير عن ارتفاع أسعار الغذاء بما يهدد بحدوث مجاعات في الدول الأكثر فقرا.

وأشارت الفاو ومقرها روما إلى نتائج تقرير يحمل عنوان "فاقد الغذاء العالمي وهدر الغذاء " الذي جرى بتكليف من المعهد السويدي للغذاء والتكنولوجيا الاحيائية لانقاذ الغذاء وهو هيئة دولية تعقد اجتماعها في دوسلفدورف يومي 16 و17 أيار- مايو الجاري .

وتوصلت الدراسة أيضا إلى أن الدول الصناعية والنامية تبدد نفس كميات الغذاء تقريبا وهي 670 طنا و630 مليون طن على التوالي. وفرق التقرير بين ما أسماه بـ "فاقد الغذاء " و"هدر الغذاء".

ووجد التقرير أن فاقد الغذاء الذي يحدث في الانتاج والحصاد وما بعد الحصاد والمراحل المعالجة يعد أمرا في غاية الاهمية بالنسبة للدول النامية بسبب سوء البنية التحتية والمستويات الضئيلة للتكنولوجيا وقلة الاستثمارات في أنظمة إنتاج الغذاء.

وعلى النقيض من ذلك فإن هدر الغذاء يمثل مشكلة كبرى في الدول الصناعية الناجمة وهو في الغالب الاعم يحدث من قبل عن تجار التجزئة والمستهلكين الذين يلقون طعاما صالحا للاكل تماما في سلات القمامة.

ويتوقَّع تقرير صدر حديثا بين منظمة التعاون الاقتصادي والمنظمة "فاو"، المعنوّن "توقعات الزراعة، 2010 - 2019" إرتفاع متوسّط أسعار القمح والحبوب الخشنة على مدى السنوات الـعشر القادمة بحدودٍ تتراوح فعلياً بين 15 - 40 بالمائة مقارنةً بمستوياتها السائدة خلال الفترة 1997 - 2006 "بعد احتساب عامل التضخم".

وفي حين سترتفع الأسعار الحقيقية للزيوت النباتية، حسب المقدَّر بنحو 40 بالمائة، يُرجَّح أن أسعار منتجات الألبان ستسجِّل ارتفاعاً مماثلاً بمقدار 16 - 45 بالمائة قياساً على نفس الفترة.

وبداية الأسبوع، أعلن البنك الدولي أن أسعار المواد الغذائية العالمية قد ارتفعت بنسبة قاربت مستوياتها المسجلة في عام 2008 فضلاً عن استمرار تقلبها، مما يدفع المزيد من المواطنين على مستوى العالم إلى براثن الفقر.

ويعد الشعور بالجوع بشكل اختياري أمرا عاديا، لكن أن يكون المرء مضطرا لذلك فهو أمر خطير ويحتاج لمعرفة الأسباب. فارتفاع أسعار الغذاء عالميا يجعل المواطنين غير قادرين على الحصول على ما يكفيهم من الغذاء.

وتمثل أسعار الغذاء المرتفعة والمتقلبة أكبر خطر على الفقراء حول العالم حسب ما أكد رئيس مجموعة البنك الدولي روبرت زوليك.

وتطرق زوليك إلى ارتفاع أسعار الغذاء في بعض دول المنطقة التي شهدت احتجاجات شعبية هذا العام، لكنه لم يربط بين تلك الاحتجاجات وارتفاع أسعار المواد الغذائية وقال: "لم تكن أسعار الغذاء هي السبب وراء الأزمات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فآخر متابعتنا للموقف أشارت إلى ارتفاع أسعار الغذاء مرتين في كل من مصر وسوريا".

وتبدو تلك المشكلة أشد وطأة في عدد من الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء، حيث يعني ارتفاع أسعار المواد الغذائية نقصها ومن ثم مشاكل صحية كما أوضح بيتر جيرانياما عضو رابطة الزراعيين الأفارقة في الشتات.

وقال جيرانياما: "كنتيجة لذلك يبدأ الناس في تناول أقل عدد من الوجبات ربما وجبة واحده يوميا وتعلمون ما يحدث بشأن التغذية والنظام الصحي لأنك في هذه الحالة لا تتعامل مع مواطنين جياع فقط وإنما تواجه بعض القضايا الصحية الناجمة عن عدم حصولهم على الغذاء".

وأرجع الخبراء ارتفاع أسعار الغذاء إلى عدة أمور مثل ارتفاع أسعار الوقود جراء الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وسوء الأحوال الجوية في البلدان الرئيسية المصدرة للحبوب إضافة إلى فرض قيود على الصادرات الغذائية.

وانتقد جيرانياما أسلوب تعامل المنتجين الذي يفاقم الأزمة: "كان من الأفضل لهم إنتاج ما يكفي للبيع ولكنهم في معظم الأماكن لا ينتجون إلا ما يكفي استهلاكهم الخاص. ومن اللافت أن منتجي الغذاء لا يملكون طعاما كافيا لأنفسهم".

وكالات، Alarab - الصحة والحياة talalzari.com