350 % نسبة انتشاره في المملكة عام 2025
سرطان الثدي يطارد النساء
05-15-2011 07:18 صباحاً
0
0
1299
شكلت الأمراض السرطانية معادلة صعبة في سجلات القطاعات الصحية، حيث أصبحت هاجسا في المجتمع السعودي بعد أن سجلت إحصائيات مراكز الأورام تزايد انتشارها، خصوصا سرطان الثدي الذي بات يهدد النساء في كل المجتمعات العالمية..
والسؤال الذي مازالنا نبحث عن إجابته، لماذا امتدت قائمة المصابات بسرطان الثدي، وهل ثمة علاقة بين المرض والبيئة، وهل للغذاء دور في إصابة النساء أو تعرضهن للمرض؟
كل هذه الطروحات وغيرها تضعها «عكاظ» عبر الملف الساخن على طاولة المتخصصين؛ سعيا للوصول إلى إجابات شافية تكرس الدور الوقائي وتعزز الجهود المبذولة في الحملات التي تنادي بأهمية الكشف المبكر، خصوصا أن سرطان الثدي يمثل ما نسبته 24 في المائة من السرطانات النسائية في المملكة ويأتي في المرتبة الأولى.
رأى أستاذ الأورام في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة البروفيسور ياسر بهادر، أن الحملات التوعوية الصحية تؤدي دورا هاما في تكريس الوقاية من الأمراض، وقال: لا أخفي إن قلت إنه في السابق كنا نعاني كثيرا في اكتشاف الحالات المرضية التي كانت تصل إلى المستشفيات متأخرة، فمثلا حالات سرطان الثدي كانت تصل وهي في مرحلتها الثالثة والرابعة نتيجة ضعف الوعي الصحي لأن نساء المجتمع الكثير منهن كن يتجاهلن الأعراض ويعتقدن أنها أعراض مؤقتة تزول بتناول الأدوية التي تريحهن من الألم، أما الآن فإن الوضع اختلف كثيرا فبدأنا نلمس الوعي الصحي لدى النساء بأهمية الكشف المبكر في الوقاية، وجميع الحملات التي نفذت ومازالت تنفذ تعطي مؤشرات إيجابية في تفهم النساء بأهمية التوجه إلى إجراء فحصوصات الماموجرام.
ويستطرد الدكتور بهادر «رغم التجاوب الكبير الذي نلمسه في الحملات الصحية مازلنا نطمح إلى المزيد، خصوصا أن الدول العالمية وصلت إلى 70 في المائة في مجال الاكتشاف المبكر، إلا أننا لم نصل إلى الآن إلى مرحلة متقدمة وفقا للسجلات الإحصائية، ومن هذا المنطلق فإن الأمر يحتاج إلى جهود أكبر وتعاون وتكاتف بين كافة القطاعات الصحية المعنية، حيث إن استمرار الحملات التوعوية مقياس علمي لرصد مدى تجاوب المجتمع ومقياس لمعرفة النسب ومدى تغيرها في السجلات الإحصائية.
مرحلة الخطر
وفي سياق متصل، أوضحت المدير التنفيذي لمركز محمد حسين العمودي للتميز في رعاية سرطان الثدي في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة وناجية من المرض وناشطة عالميا في مجال سرطان لثدي الدكتورة سامية العمودي، أن سرطان الثدي يمثل ما نسبته 24 في المائة من السرطانات النسائية في المملكة ويأتي في المرتبة الأولى، إلا أن المشكلة ليست في عدد الحالات، حيث إن الإحصائيات هذه لا تعكس الواقع الصحي، كما أن هناك حالات تعمد للسفر إلى الخارج طلبا للعلاج فلا يتم حصرها في هذه الأرقام.
وأضافت: هناك حالات في القرى والهجر لا تذهب للمستشفيات وربما تحدث الوفاة وتسجل تحت وفاة لأسباب أخرى فلا تدخل في الإحصائيات، والأهم أننا نحاول التركيز على خفض الحالات المتقدمة؛ لأن هذا هو الحل الذي سينعكس على معدلات الشفاء وعلى عدم إهدار موارد الدولة في علاج الحالات المتقدمة.
وحول الجهود في مكافحة سرطان الثدي قالت «الجهود المبذولة في جانب مكافحة سرطان الثدي غير كافية ولكنها قطعا قد اختلفت عما كانت عليه سابقا، فهناك حراك من جميع فئات مقدمي الرعاية الصحية من الوزارة والجامعات والقطاعات الخاصة وغيرها في سبيل إقامة الندوات والمؤتمرات ونشر ثقافة الفحص المبكر، بل وهناك لجان تعمل الآن على توحيد الجهود وعلى وضع آليات مقننة حتى في طرق العلاج لتحسين جودة الخدمات المقدمة لمرضى السرطان».
وعن أبرز التحديات التي تواجهها في إيصال الرسالة الإنسانية إلى نساء المجتمع السعودي ولاسيما أنها عاشت تجربة المرض تضيف «جهودي بدأت فردية، لكنني أصبحت الآن أملك دعما لا متناهيا من جامعة الملك عبدالعزيز في جدة ممثلة في دعم شخصي من مديرها والذي يدعمني في كل ما أقوم به، وهذه حقيقة لا أنكرها، وطبعا هناك الرجل الذي أكرمني يوم آمن بقضيتي ويدعمني في رسالتي وهو محمد حسين العمودي الذي يرعى الكرسي العلمي لأبحاث سرطان الثدي، والآن زاد الدعم بالمنجز الحضاري الجديد الذي نعمل عليه في الجامعة وهو إنشاء أول مركز تميز في رعاية سرطان الثدي في المنطقة أيضا بتبرع سخي منه، وسيكون هذا المركز نموذجا ومرجعية للمنطقة بأكملها، وقد استضفنا خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية من جهات متعددة، مثل مجموعة المبادرة العالمية في سرطان الثدي من سوزان ج كومن، ومركز الفريد هاتشون للسرطان؛ للتشاور في برامج المركز وخططه الاستراتيجية».
وحول تقييمها للوضع الحالي لمرض سرطان الثدي أكدت الدكتورة العمودي: لازلنا في مرحلة الخطر، وبعض الدراسات تشير إلى أنه بحلول عام 2025م سيزيد معدل الإصابة بسرطان الثدي بما يقارب 350 في المائة في المملكة، أي أن هناك حربا مقبلة أكبر من التي نعيشها الآن ما لم نقم بالاستعداد لمواجهة هذا الخطر من الآن.
الاكتشاف المتأخر
وعن سؤالنا حول الحالات التي تصل إلى المستشفيات متأخرة، وهل توجد آلية لهذه المشكلة بجانب التوعية، لفتت إلى أن هناك عدة عوامل أهمها تمكين المرأة وتوفير المعلومة لها بأهمية الكشف المبكر، وهو ما يتم من خلال نشر الوعي وإدخال هذه القضية ضمن مناهجنا الدراسية، فهذه المشاكل الصحية لابد أن يعرفها المتلقي كل على حسب عمره، والمعرفة قوة في ظل قلة وعي النساء بأمور كثيرة عن صحة الثدي.
ثانيا، توفير آلية فحص الثدي، وهذه حقوق صحية يجب أن تدركها المرأة وتبحث عنها. ثالثا، الاستعانة برجال الدين، حيث إن لرجال الدين تأثيرا أقوى من الآخرين، بحيث نشرك من لهم ثقافة تجعلهم يشاركون في العمل المجتمعي بنشر ثقافة الفحص المبكر، وأهميته وأحكام التكشف على الأطباء وأهمية التداوي وغير ذلك.
سرطان الثدي
وتتطرق رئيسة قسم الأشعة في مستشفى الملك عبدالعزيز ومركز الأورام في جدة الدكتورة إيمان باروم لجانب تعريف سرطان الثدي فتقول: سرطان الثدي هو انقسام غير طبيعي وغير منتظم لخلايا الثدي عند المرأة ويحدث غالبا في خلايا القنوات الحليبية ويؤدي إلى تكوين ورم كامن، ونتيجة لتعدد انقسام الخلايا عشوائيا يكبر حجم الورم بسرعة ويؤدي إلى انتشاره في الجسم عن طريق الدم والقنوات الليمفاوية.
وبينت الدكتورة باروم، أن سبب المرض غير معروف تماما، لكن توجد هناك عوامل تزيد من فرص الإصابة بهذا المرض، غير أن وجود واحد أو عدد من هذه العوامل لا يعني حتمية إصابة الشخص بهذا المرض، وهذه العوامل تشمل: التاريخ المرضي فاحتمالية الإصابة بسرطان الثدي تكون أعلى في النساء اللاتي لديهن أقارب من الدرجة الأولى (أم، أخت، ابنة) مصابات بهذا المرض، حيث ترتفع النسبة إلى الضعف، أما إذا كان الأقارب من الدرجة الثانية (الجدة، العمة، الخالة)، سواء من ناحية الأم أو الأب، فإن نسبة الإصابة ترتفع ولكن تكون أقل من الحالة الأولى، والمرأة المصابة بسرطان في أحد الثديين ترتفع لديها نسبة الإصابة بالمرض في الثدي الآخر أو في مكان آخر في الثدي نفسه، والعلاج بالإشعاع في منطقة الصدر في سن صغيرة يزيد من احتمالية حدوث سرطان الثدي.. بعض الدراسات أثبتت أن الرضاعة الطبيعية لمدة سنة ونصف إلى سنتين تقلل بعض الشيء نسبة الإصابة بسرطان الثدي، وعدم إنجاب الأطفال أو إنجاب أول طفل بعد سن 30 سنة، يزيد قليلا من نسبة الإصابة بسرطان الثدي، كما أن بداية الدورة قبل سن 12 سنة وانقطاعها بعد سن 55 سنة يزيد قليلا من نسبة الإصابة بسرطان الثدي.
وتوضح الدكتورة باروم أن الاكتشاف المبكر للمرض يعطي نتائج وفرصا علاجية أفضل بكثير من الاكتشاف المتأخر.
البيئة والتغذية
وحول علاقة البيئة والتغذية بمرض سرطان الثدي ترى الدكتورة منى محمد باسليم استشارية جراحة الأورام رئيسة وحدة أمراض وجراحة الثدي في مستشفى الملك فهد في جدة، أن نسبة سرطان الثدي في تزايد مستمر في العالم الصناعي منذ عام 1940م، وتشكل حوالى مليون حالة في العام، كما أن النساء اللواتي ينتقلن للعيش من بلدان يكون معدل سرطان الثدي فيها منخفض إلى بلدان أخرى يكون فيها المعدل مرتفع (كالدول الصناعية) يكتسبون زيادة في معدل الخطورة، وهذا دليل على أن العوامل البيئية تسبب سرطان الثدي.
ولفتت إلى أن العوامل البيئية المتسببة في السرطان هي: الأشعة المؤينة، وهي السبب الأول والمعروف منذ القدم في التسبب في سرطان الثدي، والأشعة السينية وأشعة جاما من الأسباب المعروفة كمواد مسرطنة؛ لأنها تعزز قوة بعض الهرمونات والمواد الكيميائية في جسم الإنسان لتكون مسرطنة، والدليل العلمي الاختباري يشير إلى أن حوالى 100000 مادة كيميائية صناعية تستعمل اليوم تساهم في حدوث سرطان الثدي إما بتغير وظائف الهرمونات أو تغير شكل الجينات.
وشددت الدكتورة باسليم على ضرورة اتخاذ إجراءات ضد التعامل مع جميع ما تم التعارف عليه كمادة مسرطنة من المواد المستعملة في حياتنا، وإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث في جانب سرطان الثدي، ويجب أن تشمل الأبحاث دراسة أهمية تأثير مدة التعرض القليل والوقت الزمني والتعرض التراكمي وتعرض السيدات في المنازل وأماكن العمل للمواد المسرطنة.
وتنص الدكتورة باسليم بالإكثار من تناول الفواكه والخضروات العضوية الغنية بفيتامين إي وسي ومادة البيتا كاروتين، بالإضافة إلى الألياف التي يوجد نوعان منها وكلاها مفيدة، القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، فالقابلة للذوبان توجد في نخالة الرز، دقيق الشوفان، والشعير، أما الألياف غير القابلة للذوبان توجد في نخالة القمح، سيقان الخضروات والفواكه.
الكشف المبكر
ويتناول الدكتور هدير مصطفى مير مدير مركز الأورام في مستشفى الملك عبدالعزيز استشاري علاج الأورام بالأشعة جانبا آخر من الموضوع فيقول:
مرض سرطان الثدي من الأمراض التي انتشرت بين نساء المجتمعات العالمية بشكل لافت للنظر وأصبح يشكل معادلة صعبة في المجتمع السعودي باعتباره يحتل المرتبة الأولى ضمن قائمة أورام النساء، وهو مؤشر خطير يدفع الأوساط الطبية إلى بذل الكثير من الجهد الوقائي وتنظيم المزيد من الحملات التوعوية في سبيل إيصال المعلومة التعريفية والتثقيفية بالمرض وأهمية الكشف المبكر.
وأفاد الدكتور مير أن هناك 3 طرق للكشف المبكر لسرطان الثدي هي: الأولى عن طريق الاكتشاف المبكر من خلال الفحص باستخدام أشعة «الماموجرام»، فيما تتمثل الطريقة الثانية من خلال الفحص السريري الذي يتم بواسطة الطبيبة، إذ توجد أعراض معينة منها تغيرات في حلمة الثدي وإفرازات تخرج منها وتورمات تحت الإبطين وفي الثدي، أما الطريقة الثالثة فهي ذاتية تعتمد على فحص المرأة نفسها، وهي ضرورية لمعرفة أية تغيرات تطرأ على طبيعة الثدي، لكن نسبة الوعي المطلوبة لهذا المرض متدنية في مجتمعنا فمعظم الحالات التي تردنا تكون في المرحلتين الثالثة أو الرابعة وهي المراحل المتأخرة.
الدكتور هدير أكد أن الحملات الوطنية للتوعية بسرطان الثدي أو الأمراض الأخرى ضرورية لتوعية المجتمع ولتكريس الوعي الصحي، خصوصا أن الفرد لدينا لا يبحث عن المعلومة الطبية إلا عندما يصاب بمرض لا سمح الله، في الوقت الذي يجب عليه أن يكون مدركا أن هناك أمراضا قد تكون أعراضها متشابهة أو غير ملموسة وبالتالي يتجاهل الفرد أهمية التوجه إلى الطبيب، لكن عندما تصل التوعية إلى حده فإنه حتما سيحرص على إجراء الفحص الدوري، ولا سيما أن الاكتشاف المبكر لأي مرض يعزز ويرفع من نسب الشفاء.
محمد داوود وصالح شبرق، عكاظ
شريط واحد بألوان متعددة لمواجهة الأمراض والقضايا
تتجه الأنظار في كل الأيام العالمية أو المؤتمرات الطبية إلى «شعار» المناسبة الذي قد يحمل تصاميم بأشكال وألوان مختلفة، الإ أن شعارا واحدا عبارة عن «شريط» جمع تسعة نداءات مختلفة في مواجهة قضايا شغلت المجتمعات. فالشريط الوردي تم تحديده لمواجهة سرطان الثدي، فيما حدد الشريط الأحمر للتضامن مع مرضى الإيدز (مرض نقص المناعة المكتسب)، ويجسد الشريط الأصفر عدة معان ورموز مختلفة وغالبا ما تستخدمها الأسر التي تنتظر الجنود البعيدين عن الوطن، أما الشريط الأصفر فحدد كرمز لحملة دعم البرنامج الدولي لمنع الانتحار، ويستخدم الشريط الأسود لإظهار الحزن أو التعاطف أو إعلان موقف سياسي، ويرمز الشريط الأبيض إلى إيقاف العنف ضد المرأة وبعض القضايا المتعلقة بالأمومة، وحدد الشريط الأزرق للجودة العالية والتفوق والتميز، ويستخدم الشريط الأخضر عامة لحملات المحافظة على البيئة، والشريط البرتقالي لحملات دعم حقوق الإنسان أو للمعارضة السياسية السلمية، وحدد الشريط الوردي والأزرق كشعار التوعية ضد سرطان الثدي للذكور، بينما يتناول الشريط الذهبي التوعية ضد أمراض سرطان الطفولة.
محمد داوود، عكاظ
الصحة والحياة talalzari.com