• ×

الاحتباس الحراري يخفي الجزر ويزيد الأعاصير

0
0
1168
 
أكد مختصون أن ظاهرة الاحتباس الحراري هي المسبب الرئيسي على ما يحدث من تغير مناخي، مشيرين إلى أن الانبعاثات والغازات الصناعية الضارة تتصاعد لتتركز في الغلاف الجوي مسببة ما يعرف بتأثير الصوبة الزجاجية وهي انحباس الحرارة في الحيز الجوي القريب من سطح الأرض، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة هذا الحيز بشكل ملحوظ.
غازات سامة
واعتبر مدير إدارة حماية البيئة الأسبق في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والخبير البيئي المعروف الدكتور عبدالرحمن حمزة كماس، أن ظاهرة الاحتباس الحراري (الدفيئة) التي تعتبر من أهم مسببات التغير المناخي ستؤدي إلى اختلال بيئي كبير في دول العالم، فالمدن الساحلية والدول الساحلية ذات الأراضي المنخفضة عن سطح البحر، وكثير من الجزر بالمحيط الهادي والأطلسي والهندي سوف تتعرض لغرق مساحات شاسعة مع ارتفاع مستويات البحار، أما المناطق القريبة من خط الاستواء فقد تصبح صحارى يستحيل الحياة فيها، لافتا إلى أن الاحتباس الحراري سيؤدي إلى أضرار صحية وظهور أمراض جديدة بسبب زيادة نسبة الغازات السامة في الجو والتي تضر بالإنسان والحيوان والنبات. وأشار الدكتور كماس إلى أن العالم العربي ليس بمنأى عن قضية التغير المناخي التي تعيق التنمية المستدامة، لافتا إلى أن التغير المناخي هو اختلال في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة وأنماط الرياح والمتساقطات التي تميز كل منطقة على الأرض، وتؤدي وتيرة وحجم التغيرات المناخية الشاملة على المدى الطويل إلى تأثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية. ويضيف الدكتور كماس أن التغير المناخي سيهدد حياة نحو 375 مليون إنسان بحلول عام 2015 وفقا لما أشارت إليه إحدى المنظمات العالمية، وبالتالي فإنه من المتوقع أن تزداد موجات الجفاف والأعاصير والفيضانات نتيجة هذه الظاهرة على الأرض.
اختفاء الجزر
وفي سياق متصل، رأى الباحث البيئي محمد فلمبان، أن ظاهرة التغيرات المناخية ستؤدي على المدى البعيد إلى العديد من المشكلات الخطيرة كارتفاع مستوى سطح البحر وهو الأمر الذي يهدد بغرق بعض المناطق في العالم، وكذلك التأثير على الموارد المائية والإنتاج المحصولي، بالإضافة إلى انتشار بعض الأمراض وانقراض ملايين من الكائنات الحية، إضافة إلى ذلك ذوبان الجليد في القطب الشمالي للكرة الأرضية، والقمم الثلجية للكثير من الجبال وارتفاع مستوى المياه في البحار والمحيطات، واختفاء آلاف الجزر بعد غمرها بالمياه، والتأثير الكبير سيقع على كاهل الدول الفقيرة الأقل قدرة على حماية نفسها من ارتفاع مستويات البحر وانتشار الأوبئة وتدهور الإنتاج الزراعي كما هي الحال في البلدان النامية في أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ. وأضاف فلمبان أن التغير المناخي يحصل بسبب رفع النشاط البشري لنسب غازات الدفيئة في الغلاف الجوي الذي بات يحبس المزيد من الحرارة، فكلما اتبعت المجتمعات البشرية أنماط حياة أكثر تعقيدا واعتمادا على الآلات احتاجت إلى مزيد من الطاقة، كما ارتفاع الطلب على الطاقة يعني حرق المزيد من الوقود الأحفوري (النفط ـ الغاز ـ الفحم) وبالتالي رفع نسب الغازات الحابسة للحرارة في الغلاف الجوي.

محمد داوود، عكاظ - الصحة والحياة talalzari.com