• ×

أسئلة حول القلق

0
0
1311
  مجموعة من اضطرابات القلق..

* أنا شخص أبلغ من العمر 32 عاماً ، أنهيت دراستي الجامعية ، و أعمل في وظيفة جيدة ،و دخلي المادي جيد. لا زلتُ عازباً و ذلك نظراً لأني شخص شديد القلق ؛ فأنا دائماً متوتر و أي أمر قد يكون بسيطاً عند الآخرين أهتم كثيراً له ، و أفكر كثيراً فيه ، لدرجة أن ذلك يؤثر على حياتي العملية و علاقاتي الاجتماعية مع أفراد عائلتي و يجعلني متوتراً طيلة الوقت. أيضاً أحمل هماً كبيراً عندما يكون لديّ اجتماع في العمل ، فلا أنام جيداً في الليلة التي يكون عندي بعدها اجتماع في العمل أو لقاء مع شخص مسؤول. كذلك أتحرّج كثيراً من الاجتماعات ، عندما يكون هناك عدد ممن يحضرون هذا الاجتماع ، وأحاول دائماً أن أتجنّب هذه الاجتماعات بقدر ما أستطيع. أيضاً أفضّل أن أبقى في المنزل طيلة الوقت ، حيث لا أرغب في مغادرة المنزل و أشعر بتوتر عندما أقود السيارة ، و أتحاشى أن أقود السيارة إلا عند الضرورة ، وأعود بسرعة إلى المنزل حيث أشعر بالارتياح. أمرٌ آخر وهو خوفي المرضي من السفر بالطائرة ، لذلك دائماً أسافر بالسيارة برغم أني لا أشعر بارتياح كبير في السيارة ، ولكنها على الأقل الخوف من السفر بالسيارة أخف من السفر بالطائرة. حقيقةً لم أذهب لطلب المساعدة من أي أشخاص مختصين ، وأشعر بأن مشاكلي هذه كثيرة ومعقّدة و ربما لن يستطيع أحد مساعدتي. ماهو رأيك هل يمكن للطب النفسي أو أي تخصص آخر أن يُساعدني في حل هذه المشاكل التي أعاني منها ، وهل هي امراض أو اضطرابات نفسية؟ مع خالص شكري.
خ.ع.ج

أعتقد بأن ما تُعاني منه هو مجموعة من اضطرابات القلق ، بصورٍ مختلفة. فأنت لديك اضطراب قلق عام ، وهو عبارة عن قلقك على الأمور الصغيرة وتوترك لأتفه الأسباب التي لا تستدعي مثل هذه التوتر والقلق. ثم أنك تُعاني من اضطراب القلق الاجتماعي ( الرُهاب الاجتماعي ) وهذا يتمثّل في قلقك من الاجتماعات في العمل و تجنبك الاجتماعات التي يكون عدد الأشخاص فيها كبيراً و أيضاً قلقك من مقابلة الأشخاص المهمين أو الذين هم في مناصب أعلى منك. كذلك لديك قلق أو رُهاب محدد أو بسيط مُتمثلاً في قلقك الشديد من قيادة السيارة و كذلك عدم قدرتك على السفر بالطائرة إضافةً إلى أنك لا تُفضل الخروج من المنزل وربما يكون هذا هو رُهاب الساح.

نعم ما تُعاني منه هو اضطرابات نفسية معروفة في الطب النفسي ، و أنصحك بطلب المساعدة من عيادة نفسية متخصصة ، حيث إن هذه الاضطرابات قد تستجيب للعلاج الدوائي و كذلك العلاج النفسي ، ولو تم تزاوج العلاج الدوائي مع العلاج النفسي فهذا يُعطي نتيجة أفضل.

ما تُردده أنت ، للأسف فإن كثيراً من الناس يؤمنون به وهو بأن مشاكلهم النفسية لا يوجد حل لها ، وروّج لها بعض الأشخاص الذين يُعادون الطب النفسي و يُروجّون له بأن الأمراض النفسية لا تُعالج بالأدوية و أن الأدوية النفسية عبارة عن مخدرات و مهدئات فقط ، وهذا كلام غير صحيح ، فالطب النفسي يُساعد كثيراً من الأشخاص على التغلّب على المشاكل ، كما أن الأدوية النفسية ليست مخدرات ومهدئات فقط ، بل أن أغلب الأدوية النفسية ، هي أدوية عادية وتُصرف مثلها مثل الأدوية الآخرى ولا تُسبب أي إدمان ، لذلك يجب على الشخص الذي يُعاني من أي مشكلة أن يسأل المختصين لأنهم هم الأشخاص الأكثر قدرةً على الإجابة عن استفسار.

د. إبراهيم الخضير، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com