قمة دوربان للمناخ تناقش ارتفاع درجة حرارة الأرض والموقف من "بروتوكول كيوتو"
11-30-2011 05:29 صباحاً
0
0
1051
قالت المنظَّمة العالمية للأرصاد الجوية إن درجات حرارة الأرض تواصل ارتفاعها، وذلك على الرغم من أنه لم يتم تسجيل درجات حرارة قياسية خلال العام الحالي.
ففي تقريرها السنوي إلى قمة الأمم المتحدة للمناخ، والتي بدأت أعمالها الاثنين في مدينة دوربان بجنوب أفريقيا وتستمر حتى التاسع من الشهر اللمقبل، قالت المنظَّمة المذكورة إن عام 2011 يأتي حتى الآن في المرتبة العاشرة على قائمة السنوات الأكثر ارتفاعا لدرجات الحرارة منذ بداية هذا النوع من الرصد والتسجيل.
ونقل التقرير عن مايكل جارود، الأمين العام للمنظَّمة العالمية للأرصاد الجوية، قوله: "إن علمنا راسخ، فهو يثبت بشكل لا لبس فيه أن درجة حرارة الأرض آخذة بالارتفاع، وهذا الارتفاع ناجم عن أنشطة بشريَّة."
وتبذل دول العالم آخر محاولة لإنقاذ "بروتوكول كيوتو" في محادثات للتغير المناخي بدأت الاثنين في مدينة دوربان بجنوب أفريقيا، وتهدف إلى خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي يقول علماء إنها تتسبب بارتفاع منسوب مياه البحار وبعواصف شديدة وبانخفاض إنتاجية المحاصيل.
"بروتوكول كيوتو"
ويلزم البروتوكول، الذي جرى الاتفاق عليه في عام 1997 ودخل حيِّز التنفيذ عام 2005، أغلب الدول المتقدمة بوضع حدود قصوى للانبعاثات الحرارية. وتعتبر محادثات قمًَّة دوربان للتغيُّر المناخي آخر فرصة لتحديد مجموعة جديدة من الأهداف قبل انتهاء المدة المحددة للالتزام الحالي في عام 2012.
وقد ناقش المشاركون في قمة دوربان الاثنين تقارير تفيد بأن كندا قد تنأى بنفسها رسميا عن "بروتوكول كيوتو"، بحجة أن اقتصادها قد يتأثَّر سلبا في حال اتخذت إجراءات أكثر صرامة للحد من انبعاثات الغازات، مقارنة بتلك التي تتخذها جارتها الجنوبية (الولايات المتحدة).
وكانت الأطراف الرئيسية على خلاف دام سنوات، وبات التحذير قويا من وقوع كوارث مناخية. كما أعرب دبلوماسيون عن قلقهم من قدرة جنوب أفريقيا البلد المضيف على تذليل العقبات في المحادثات الصعبة التي تشارك فيها قرابة 200 دولة وتستمر حتى التاسع من شهر ديسمبر كانون الأول المقبل.
وينعقد الأمل على توصُّل الأطراف المشاركة في المحادثات إلى اتفاق لمساعدة البلدان النامية الأشدَّ تضرُّراً من ارتفاع درجة حرارة الأرض، بالإضافة إلى اتخاذ إجراء عاجل لإنقاذ البروتوكول.
"فرصة"
وتلوح في الأفق أيضا فرصة لإمكانية أن تتعهد الاقتصادات المتقدمة المسؤولة عن حدوث أغلب الانبعاثات بإجراء عمليات خفض أعمق لتلك الانبعاثات.
لكن أزمة الديون التي تعصف بدول منطقة اليورو وبالولايات المتحدة تجعل من المستبعد أن توفِّر تلك الدول المزيد من المساعدات، أو تفرض إجراءات جديدة قد تضرُّ بمتطلبات النمو لديها.
وقال إيان فراي، كبير المفاوضين عن جزيرة توفالو الواقعة في المحيط الهادي، إنه "من المحتمل أن تغرق تلك الجزيرة "جرَّاء ارتفاع منسوب مياه البحار".
"يأس" أفريقي
ويعبِّر الجنوب أفريقيون عن يأسهم حيال إمكانية ضمان عدم فشل محادثات دوربان، لا سيَّما وأن جنوب أفريقيا لن تتمكَّن من تقديم المزيد لإنجاح المفاوضات.
انبعاثات غازية
وحمَّل فراي الولايات المتحدة، والتي لم توقِّع على "بروتوكول كيوتو"، مسؤولية وقف التقدم في هذا الشأن، قائلا إن الاتحاد الاوروبي يشعر بأنه "سيهوى، وسيختار استمرارية ضعيفة لبروتوكول كيوتو، مع إمكانية إجراء عملية مراجعة في عام 2015 لدراسة خيارات قانونية جديدة."
وتوقَّع مندوبون إلى قمة دوربان بأن يتم التوصُّل لاتفاقية سياسية جديدة مع مجموعة جديدة من الأهداف الملزمة.
لكن يُتوقَّع أن يوقِّع على الاتفاقية العتيدة فقط كل من دول الاتحاد الأوروبي ونيوزيلندا واستراليا والنرويج وسويسرا.
انقسامات حول المناخ
وتواجه قمة المناخ في دوربان أيضا انقسامات في ظل طرح الاتحاد الأوروبي خططا بشأن الطيران و"المساعدات المناخية" والانبعاثات الغازية التي تتسبب فيها البلدان الغربية.
وكانت الهند قد طرحت مؤخرا ورقة ذهبت إلى أن خطة الاتحاد الأوروبي بشأن إدراج الرحلات الجوية الدولية في مشروع نظام تداول انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تخالف معاهدة الأمم المتحدة بشأن المناخ.
وذهب تحليل طرحته مجموعة من الدول النامية إلى أن الدول الغربية لها واجب تخفيض نسبة انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون خلال العقود المقبلة.
وأضاف التحليل أن البلدان الغربية لم تف بالتزاماتها فيما يخص تمويل المشروعات المتصلة بالمناخ.
واتفقت مجموعة من البلدان المتنفذة المنضوية في مجموعة "بايسك"، وهي البرازيل وجنوب أفريقيا والهند والصين، على تبني موقف مشترك خلال اجتماعها في العاصمة الصينية بكين.
مزروعات
وقالت هذه الدول في بيان وزاري مشترك إن "الإجراءات الأحادية الجانب مثل إدراج الانبعاثات الغازية الناجمة عن الرحلات الجوية الدولية تنتهك مبادئ ومقتضيات معاهدة الأمم المتحدة بشأن المناخ، وتهدد الجهود الخاصة بالتعاون الدولي في معالجة التغير المناخي".
قمة كوبنهاغن
وكانت البلدان الصناعية قد وافقت خلال قمة المناخ الأخيرة، والتي انعقدت في كوبنهاغن قبل سنتين، على تخصيص مبلغ 30 مليار دولار ما بين 2010 و2012 لمساعدة البلدان النامية على "تخضير" اقتصادياتها وحمايتها من التأثيرات المناخية السلبية.
واقترحت النرويج وأستراليا مؤخرا في محاولة للتوفيق بين الآراء المتباينة داخل البلدان المشاركة في قمة المناخ ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني بحلول عام 2015.
لكن الإشارات الآتية من اليابان وروسيا ذهبت إلى أنهما لن يكون بإمكانهما دعم مساعي التوصل إلى اتفاق جديد حتى حلول عام 2018.
وفي المقابل، قالت مجموعة "دول الجزر الصغيرة" في بيان صادر عنها إن الدعوات إلى تأجيل التوصل إلى الاتفاق "متهورة وغير مسؤولة".
BBC - الصحة والحياة talalzari.com