• ×

سامية العمودي الناجية من المرض دعت إلى إلزامية الفحص في 2008

برنامج وطني للحماية من سرطان الثدي بعد الـ 40

0
0
1135
 
رأت الاستشارية والطبيبة المعروفة الدكتورة سامية العمودي، أن التوصية التي دفعت بها وزارة الصحة إلى الجهات المختصة لإلزام الموظفات الحكوميات فوق الـ40 عاما بإجراء فحوصات «الماموجرام» للكشف المبكر عن سرطان الثدي بعد تزايد الحالات المصابة؛ يعد خطوة إيجابية في الكشف المبكر عن الحالات التي يتم رصدها ــ لاسمح الله ــ في مراحل متأخرة من المرض.
وأضافت الدكتورة العمودي التي أصيبت بسرطان الثدي في عام 2006م وهي ناجية وناشطة عالميا في هذا المجال «طالبت منذ أعوام بإلزامية الفحص المبكر، حيث إن الدول المتقدمة مثل السويد استطاعت أن تقلب معدلاتها وتقلل من الحالات المتقدمة بجعل الفحص إلزاميا، حيث لا تمنح المرأة رخصة القيادة أو تجديدا للرخصة، إلا بعد أن تبرز ما يثبت قيامها بالفحص المبكر».
وتتابع أن «نسبة الحالات المتقدمة عندنا تمثل 70 في المائة من الحالات، مما ينعكس على خفض معدل الشفاء، ومما يكلف اقتصاديات الدولة ويعد إهدارا لموارد الدولة، حيث إن تكلفة عمل فحص الماموجرام في المتوسط هي 500 ريال بينما تبلغ كلفة علاج مريضة سرطان الثدي نحو 500 ألف ريال، وبالتالي فإن وجود برنامج وطني وإقرار إلزامية الفحص للنساء فوق الـ40 يعد أحد الحلول العاجلة لمواجهة هذا المرض الذي هو في نظري مرض عائلة لا مرض فرد، لأنه يؤثر على جميع مناحي حياة المريضة وعائلتها وكل من حولها».
وقالت «في عام 2008 م وعبر كثير من وسائل الإعلام ناديت بإلزامية الفحص، وأشرت وقتها إلى أنه ليس بالضرورة أن ننتظر قرارا رسميا ملزما، فالانتظار حتى إقرار كهذا يعني فقدان أهل وأحبة، وعلينا التحرك بكل الوسائل، وفعلا قامت مديرة مدرسة دوحة الجزيرة وفاء القاضي منذ ذلك الوقت بوضع هذا البند في عقودها للمدرسات مع إعطائهن ضمان وحرية الاستمرار في العمل في حال تشخيص إحداهن، ومن وقتها والجهود تبذل على جميع الأصعدة حتى صدرت توصية وزارة الصحة هذه، مما يمثل نقلة نوعية للواقع الصحي للمرأة عندنا».
وتمضي الدكتورة سامية قائلة «من المهم جدا أيضا توفير الطرق والآليات لتمكين المرأة من عمل الفحص، فليس من المعقول أن نلزمها بهذا الفحص ونجد أنها لا تعرف أين تذهب، أو أن تذهب وتقابل أو تجد معوقات تمنعها من عمل الفحص مثل قلة عدد الأجهزة وعدم توافرها إلا في أماكن قليلة، أو أن تذهب وتجد أن الأجهزة لا تعمل أو أن يتم إعطاء المرأة مواعيد طويلة الأجل، وبعض النساء يتم إعطاؤهن مواعيد بعيدة بعد أشهر طويلة مما يعيقها ويصرفها عن عمل الفحص والأشعة، ولذلك فهي حلقة متكاملة ومنظومة واحدة تبدأ بالتوعية وتمر بالفحص وتنتهي بتوفير آلية الفحص».
وخلصت الدكتورة سامية العمودي إلى القول «أشعر أنني أعيش لحظات سعادة كبيرة بهذه التوصيات التي تدل على أن سرطان الثدي قد أصبح مشكلة تحتل أولوية صحية عند صانع القرار، وهذا هو دور الرجل، وهو ما نسعى أيضا للتأكيد عليه في حملتنا (أنت شريكي) التي تخاطب الرجل صانع القرار، والرجل من العاملين في القطاع الطبي، والرجل من عموم المجتمع».

محمد داوود، عكاظ - الصحة والحياة talalzari.com