• ×

متاعب الكبد وأمراض القلب

0
0
1428
 
علاقة متبادلة بين أمراض القلب ومتاعب الكبد..
دعوة لمواصلة دعم البرنامج القومي لعلاج فيروسات الكبد..

تحت عنوان‏\'‏ التليف الكبدي‏..‏ المشكلة والحل‏\'‏ ناقش المؤتمر الدولي الثاني لطب وجراحة الكبد الطرق الحديثة في علاج الحالات المتأخرة للفشل الكبدي المزمن باستخدام جهاز كبديل مؤقت لزراعة الكبد‏,‏ وأساليب علاج جلطات الوريد البابي السرطانية بالإشعاع الثلاثي الأبعاد والمتغير الشدة‏,‏ كما كشفت أبحاث المؤتمر والذي نظمه المنتدي المصري لطب وجراحة الكبد‏,‏ بحضور‏35‏ خبيرا دوليا‏,‏ عن إصابة مرضي التليف الكبدي باعتلال دماغي يؤثر في ردود أفعالهم‏,‏ ووجود علاقة متبادلة بين الإصابة بأمراض القلب والتليف الكبدي‏,‏ وتزايد الإصابة بالفيروس الكبدي بي في مصر‏.‏

ويقول الدكتور السيد المحرقاوي أستاذ طب وجراحة الكبد بطب عين شمس ورئيس المؤتمر إن أمراض الكبد الأكثر انتشارا في مصر‏,‏ إلا أن‏90%‏ من هذه الأمراض يمكن تجنبها بالتوعية الصحية‏,‏ والمؤتمر ناقش أبحاثا يابانية لعلاج ارتفاع ضغط الدم في الدورة البابية المسبب لدوالي المريء بواسطة البالون‏,‏ وكذلك قياسات ضغط الدم في الوريد الكبدي وانعكاسات هذه القياسات علي التليف الكبدي ودوالي المريء‏,‏ وعلاج الفشل الكبدي المزمن بعمل تنقية للدم باستخدام جهاز يعد بديلا مؤقتا في الحالات المتأخرة وقبل زرع الكبد‏,‏ وطالب المؤتمر بضرورة استمرار دعم البرنامج القومي لعلاج الفيروسات الكبدية حيث انخفضت الإصابة بالفيروس سي بنسبة‏20%,‏ مع دعم كافة البرامج الأخري لمكافحة أمراض الكبد في مصر‏.‏

وتحدثت الدكتورة سوسن عبد المنعم أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب المنصورة عن الخطوط الإرشادية لعلاج الفيروس الكبدي بي‏,‏ مشيرة إلي تزايد الإصابة بالفيروس رغم تطبيق التطعيمات الإجبارية لحديثي الولادة حيث يصيب‏3,4%‏ من المصريين‏,‏ وتتضاعف قدرة انتقال الفيروس بي عن طريق اختلاط الدم ومشتقاته مقارنة بفيروس سي‏,‏ وأكدت أن عام‏2009‏ شهد التوصل إلي‏7‏ أنواع من العلاجات للفيروس بي‏,‏ تعمل علي وقف تطور التهابات الكبد لمنع التليف الكبدي ومضاعفاته كالغيبوبة الكبدية والأورام‏,‏ موضحة اختلاف التركيب الجيني للفيروس بي في مصر عن دول العالم وهو من النوع المتحور‏,‏ وهو يستجيب للعلاجات بالفم التي تقلل كمية الفيروس‏,‏

واستعرض الدكتور محمد محيي الدين عوض أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب قناة السويس ومقرر عام المؤتمر حالات الاعتلال الدماغي البسيط‏,‏ والذي يصيب‏80%‏ من مرضي التليف الكبدي‏,‏ ولا يلاحظ بالكشف التقليدي ولكن خلال المواقف التي تستدعي ردود أفعال سريعة كقيادة السيارات الكبيرة والقطارات‏,‏ وكشفت الدراسة معاناتهم من اختلال الإدراك غير المرئي بشكل قد يسبب الحوادث نتيجة بطء رد فعل السائق‏,‏ ويتم العلاج بتنظيم فترات العمل وإعطاء العقاقير التي تنظم نسبة الأمونيا بدم المرضي‏,‏ وأوصت الدراسة بإجراء فحوصات الأشعة التليفزيونية للسائقين لاكتشاف التليف الكبدي ووضعهم تحت الاختبارات النفسية‏.‏

وتناول الدكتور أسامة حتة أستاذ الأشعة التداخلية بطب عين شمس الطرق الحديثة لعلاج أورام الكبد الخبيثة الكبيرة والمتوسطة وبأحجام تتعدي‏5‏ سم بالقسطرة بحقن الشريان الكبدي بحبيبات دقيقة بعد خلطها بالعلاج الكيميائي‏,‏ وحقنها بالورم حيث يتم إخراجها بصورة بطيئة لفترة تستمر‏4‏ أيام‏,‏ وبصورة تزيد من كفاءة العلاج الكيميائي وتقلل الأعراض الجانبية كالقئ وسقوط الشعر وتحافظ علي وظائف الكبد‏,‏ وحققت نتائج ايجابية بـ‏20‏ حالة ومنها انكماش حجم الورم والقضاء علي الخلايا النشطة بنسبة‏50%‏ من جلسة واحدة‏,‏ وقد يحتاج المريض إلي جلسة أخري تكميلية‏.‏

وقال الدكتور عمرو عبدالعال أستاذ جراحة وزرع الكبد بطب عين شمس إن علاج أورام الكبد المتعددة وذات الأحجام الكبيرة‏,‏ وتتخطي‏5‏ سم‏,‏ وفقا للمعايير المتعارف عليها دوليا لا يوصي لها بإجراء زرع للكبد‏,‏ والطرق الحديثة التي تجمع بين التردد الحراري والحقن بالشريان الكبدي حققت استجابة واستقرارا لنشاط الأورام لفترة‏3‏ شهور‏,‏ وبشكل أتاح إجراء زرع فص الكبد‏,‏ وطبقت الطريقة علي‏12‏ مريضا يعانون أوراما متعددة يتخطي حجمها‏7‏ سم‏,‏ إلا أنها لا تصلح للأورام المصاحبة لجلطات الوريد البابي‏.‏

وحول العلاقة بين أمراض القلب والكبد‏,‏ أكد الدكتور محمد محمود عبدالغني أستاذ أمراض القلب بقصر العيني احتمالية الإصابة بالتليف الكبدي نتيجة الإصابة بأمراض القلب‏,‏ والتي تسبب احتقان الكبد المستمر نتيجة ضعف عضلة القلب‏,‏ وبالمثل تؤثر أمراض الكبد علي القلب فقد يتسبب الفشل الكبدي في ارتفاع ضغط الدم الرئوي وينتج عنه تغير في عضلة القلب كارتفاع نبضات القلب وهبوط الضغط‏,‏ كما يسبب التليف الكبدي تغيرا في كهربية القلب وحدوث الموت المفاجئ‏,‏ وتجدر الإشارة إلي أن تغيرات القلب تكون صامتة لفترات طويلة ولا تظهر إلا بعد إجراء جراحة زرع الكبد‏,‏ لذلك ينبغي الاهتمام بهذه التغيرات لتجنب اعتلال القلب‏.‏

وأشار الدكتور هشام الغزالي أستاذ علاج الأورام بطب عين شمس لعلاج الأورام التي لا ينجح معها التردد الحراري خاصة مع وجود جلطة بالوريد البابي‏,‏ وذلك باستخدام العلاج الإشعاعي الثلاثي الأبعاد ومتغير الشدة‏,‏ وطبقت علي‏60‏ مريضا‏,‏ وأظهرت نجاحا وتحسنا في تدفق الدم بالوريد بعد زوال الجلطة‏,‏ والتخلص من أورام الكبد المحيطة بالجلطة‏,‏ وبالتكامل مع الحقن الكبدي والتردد الحراري لعلاج الحالات الأولية لتليف الكبد بالدرجة الأولي والثانية‏.‏

عمـرو يحيي، الأهرام - الصحة والحياة talalzari.com