• ×

انتشار طريقة بريل للمكفوفين.. ولكن من يستخدمها؟

انتشار طريقة بريل للمكفوفين.. ولكن من يستخدمها؟
0
0
1434
 
ظهرت طريقة بريل قبل نحو قرنين من الزمان، ولكن بفضل تعديلات في القوانين واللوائح أصبحت أكثر انتشارا في استخدماتنا اليومية.

إذا كنت مبصرا أو تستطيع استخدام أصابعك، ربما تكون لاحظت استخدام طريقة بريل على أبواب المراحيض للإشارة إلى ما إذا كان المرحاض مخصص للنساء أم الرجال، وربما لاحظتها على بعض الزجاجات والعبوات.

وقد كانت مجموعة " Co-op" البريطانية في طليعة الشركات التي استخدمت طريقة بريل في بعض منتجاتها، قبل أن يشيع استخدامها مع منتجات أخرى في متاجر متنوعة.

وتتاح حاليا قوائم طعام بطريقة بريل في الكثير من المطاعم البريطانية مثل "ناندوز" و"بيتزا إكسبرس". كما يكثر استخدامها في عبوات الأدوية مثل دواء السعال إلى أقراص علاج ضغط الدم.

ويشيع استخدام لغة بريل في أوروبا بفضل قرار صادر عن الاتحاد الأوروبي عام 2005، ومع ذلك فقد أصبح هذا الاتجاه لا يقتصر على القارة الأوروبية.

ويشير بيتي أوسبورن، رئيس مكتب بريل في المعهد الوطني الملكي للمكفوفين، إلى حدوث تحول داخل المحلات التجارية وغيرها من الشركات البارزة.

ويوضح أن الشركات المصنعة حاليا لا تتساءل عن جدوى استخدام طريقة بريل ، ولكنهم يفكرون في الوسيلة المثلى لذلك.

ولكن ثمة حالة من التناقض، فعلى الرغم من انتشار طريقة بريل في الشؤون اليومية كافة، إلا أن عدد الأشخاص الذين يستخدمونها تراجع على المدى الطويل.

ابتكر لويس بريل الطريقة عندما كان طفلا في فرنسا عام 1821 مستوحيا الفكرة من شفرة للكتابة فشل استخدامها داخل الجيش.

وانتشرت الطريقة على نطاق واسع، حيث ساعدت المكفوفين على القراءة للمرة الأولى، وفي ذلك الوقت كانت النقاط البارزة أفضل ما يأمله المكفوفون.

والآن توجد برامج لقراءة شاشات أجهزة الكومبيوتر، بالإضافة إلى أجهزة هاتف ذكية ناطقة.

وأدى ذلك إلى ظهور جيل من المكفوفين ممن لهم خبرة في التقنية.

ولكن يبقى السؤال: كم عدد الأفراد الذين يستفيدون من طريقة بريل؟ واردا.

تظهر الإجابة أن أقل من 1 في المئة من مليوني معاق بصريا في المملكة المتحدة يستخدمون طريقة بريل.

ويقول أوسبورن إن عددهم في أفضل الأحوال يتراوح بين 18 الف إلى 20 الف.

ومن بين مليون معاق بصريا داخل المملكة المتحدة، تجاوز عمر الأغلبية الخامسة والستين.

ولا يتعدى عدد الأشخاص الذين يطلبون كتبا بصورة منتظمة من مكتبة بريل عند 2000 شخص فقط، مما يعني أن الأغلبية تستخدم طريقة بريل لأسباب عملية.

وعلى الرغم من أن جيمس بودين يشغل منصب رئيس مجموعة طريقة بريل في الرابطة البريطانية للأشكال سهلة الاستخدام، فأنه يفضل في وقت الفراغ الاستماع إلى شريط مسجل لأحد الكتب على قراءة كتاب بطريقة برايل.

ويرى بودين أن طريقة برايل أفضل للوفاء بحاجة فورية للمعلومات وليس للمتعة.

وكان عضو البرلمان ووزير الداخلية السابق ديفيد بلونكيت يقرأ بياناته بلغة بريل.

ويقول: "إنها وسيلة بطيئة رغم أنها ضرورية وأنا مدين لها بالكثير."

ويوضح: "أنا ماهر في القراءة في الخلوة، وليس من السهل القراءة أمام جمهور، ولذا أدون ملاحظات استفيد منها خلال كلامي"، مضيفا: "الرد على الأسئلة في البرلمان أيسر من ذلك بكثير والأمر على النقيض من ذلك بالنسبة للكثير من السياسيين."

ويقول أوسبورن أشارت دراسات أميركية إلى أن مستخدمي برايل أوفر حظا في الحصول على عمل لأن لديهم معرفة أوسع بالقراءة والكتابة.

وفي المملكة المتحدة يأتي ضمن صفوف العاطلين 66 في المئة من المكفوفين أو المصابين بضعف بصر رغم أنهم في سن العمل.

ويقول فيليب جيفز، مسؤول الأرشيف بالمكتبة الوطنية التابعة للرابطة الوطنية الملكية للمكفوفين إنه قبل منتصف القرن التاسع عشر كانت قراءة الكتاب المقدس حافزا يدفع إلى تعلم طريقة بريل أكبر من الرغبة في الحصول على وظيفة. ولكن مع ظهور طابعات بريل في تسعينيات القرن التاسع عشر، استطاع المكفوفون القيام بعمل حرفي.

وتميل السلطات المحلية إلى تنظيم دروس لتعلم بريل بتمويل من الحكومة.

ويقول أوسبورن: "توجد مشكلة في الدول المتطورة، حيث أن المؤسسات تنفق عادة على الإنتاج أكثر من التعليم. وهذه مشكلة نحتاج الى التعامل معها."

دامون روز BBC - الصحة والحياة talalzari.com