• ×

طرق تخسيس الأوزان الوهمية مجرد فقاعات صابون

0
0
1074
 
«أخسر 5 كيلو في 5 أيام، شاي حارق الدهون للوصول للوزن المثالي في ثلاثة أسابيع، رجيم البروتينات، رجيم النشويات، الشوربة الحارقة».. وغيرها من العناوين التي تتصدر كتب تخفيف الوزن المنتشرة على أرفف المكتبات. ورأى المختصون في التغذية أن تخفيف الوزن عبر الإشراف الطبي يحقق الأهداف المرجوة، أما اتباع الكتب فقد يؤدي إلى عواقب لا يحمد عقباها ويتسبب في تدهور صحة الفرد.
حذر أستاذ وخبير التغذية المعروف الدكتور عبدالرحمن المصيقر، من اتباع وسائل الرجيمات غير المبنية على البراهين، لافتا إلى أنه انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من قوائم الرجيم المضللة أو غير الصحية، وأن العديد من أفراد المجتمعات وخصوصا الخليجية تصدق هذه القوائم وتقوم بتطبيقها.
واشار إلى أنه غالبا ما تتصف هذه القوائم بالمواصفات التالية وهي: التوعد بإنقاص الوزن بشكل سريع قد يصل إلى 20 كجم في الشهر، تحدد أنواع معينة من الطعام وتمنع أنواع أخرى كثيرة ولا تنصح بممارسة النشاط البدني، ومعظم هذه القوائم غير مبنية على أساس علمي صحيح، لذلك فإن تطبيق هذه القوائم تسبب مضاعفات صحية سيئة عند ممارستها.
وأكد أن نقص المعلومات بالأساليب الصحيحة للتخلص من الوزن في المجتمع يعتبر من أهم أسباب تطبيق هذه القوائم المضللة، حيث إن من أهم المواصفات التي يجب أن تتحلى بها قوائم تخفيض الوزن الصحيحة هي: عدم التوصية بنقص الوزن أكثر من 4 ــ 6 كيلو غرامات في الشهر، تناول أطعمة متنوعة ولاتحصر القائمة على أطعمة محددة، تناول 3 وجبات، إضافة إلى أطعمة خفيفة بين الوجبات، وممارسة الرياضة على الأقل 3 مرات في الأسبوع.
مسميات تجارية
أما أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة رويدا إدريس، فرأت أن جميع أنواع كتب الرجميات لا تستند إلى توثيق طبي وهي مجرد مسميات تأخذ الطابع التجاري في التسويق، وتركز على أمور سطحية تسهم مع مرور الوقت في تدهور صحة الفرد.
وأضافت «للأسف الشديد نجد أن كتب تخفيف الوزن والتخسيس أصبحت الآن تنافس الكتب الأخرى في التوزيع والمبيعات، والإقبال عليها كبير بدافع أن الشخص الذي يشكو من السمنة يريد حلول عاجلة لمشكلته وبأسرع وقت ودون أن يتحمل عناء التوجه إلى الأخصائي المتخصص في إنقاص الوزن بطريقة صحيحة ومبنية على أسس علمية وطبية».
الدكتورة رويدا أكدت أن جميع هذه الوسائل الوهمية في إنقاص الوزن هي مجرد فقاعات صابون، لأن الفرد يصبح ضحية عندما يجد أن صحته بدأت تتدهور.
صراع دائم
واعتبرت أخصائية التغذية العلاجية في الدمام بدور محمد الخليفة، أن النساء والرجال في صراع دائم من أجل فقدان الوزن سواء كان بالطرق الطبية الصحية أو عبر كتب الرجيمات العشوائية القاسية، أو تناول الخلطات والأعشاب التي لا يعرف مصدرها، والتي تشكل أساليب غير صحية تنعكس سلبا على الأفراد.
وتضيف «الأشخاص الذين يبدأون في الحرمان من الأكل وتجويع أنفسهم بشكل مفاجئ بإتباع حمية قليلة السعرات الحرارية أو إتباع رجيم يعتمد على نوع واحد من الأطعمة قد يصابوا بنقص في المواد الغذائية والفيتامينات والأملاح التي يحتاجها الجسم، وبالتالي إلى حدوث بعض المشاكل الصحية في الجسم.
وأفادت الأخصائية بدور، أن جسم الإنسان بحاجة إلى جميع المواد الغذائية (النشويات، البروتينات، الدهون، الماء) وبحاجة إلى الفيتامينات والمعادن ونقص أحد منها يؤدي إلى نقص الآخر وبالتالي حدوث اختلال في الصحة.
وحول المشاكل الصحية الأكثر انتشارا بسبب الرجيم القاسي لفترات طويلة هي حدوث حصوة المرارة، حيث أثبتت الدراسات أن 21-25 في المائة من الذين يتبعون حميات قاسية يصابوا بحصوة المرارة، بجانب المشاكل الصحية الأخرى مثل فقدان العضلات، وهشاشة العظام وتساقط الشعر وجفاف البشرة والصداع والنسيان والضعف العام والخمول والاكتئاب.
والمحت إلى أن اتباع نظام غذائي صحي بدون حرمان مبني على العمر والوزن والطول والحالة الصحية، وتجنب العادات الغذائية الخاطئة هو أفضل طريقة لفقدان الوزن والوصول إلى الوزن المثالي بلا آثار جانبية صحية، ويمكن الاستعانة بأخصائي التغذية في أحد المراكز الصحة لتقديم الارشادات الغذائية المناسبة.
وحول اتباع النظام الغذائي الصحي والوصول إلى الوزن المثالي بينت أن المحافظة على الوزن أمر مهم جدا، حيث إن تذبذب الوزن بين ارتفاع وانخفاض مشكلة أخرى لها آثارها السلبية على الصحة، والحل الأفضل والأمثل هو تغير نمط الحياة الغذائي، كيف تأكل ومتى تأكل وماذا تأكل، إضافة إلى الحركة وممارسة الرياضة بشكل معقول، أمور بسيطة يمكن للشخص أن يغيرها، سيتغير من خلالها الكثير، فقط القليل من الإرادة والعزيمة والصبر.
بدور خلصت إلى القول «يوجد في المكتبات كتب تحتوي على معلومات وهمية وغير مبنية على دراسات علمية، واتباعها ينقص الوزن لكن قد يسبب مضاعفات تؤثر على الصحة».

محمد داوود وياسمين السهيمي، عكاظ - الصحة والحياة talalzari.com