ملفات كبيرة ورقابة مسبقة أطاحت بمسؤولين متورطين في الفساد
12-31-2009 06:45 صباحاً
0
0
1178
قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة تقصي الحقائق في كارثة سيول جدة، إنه من اليوم فصاعدا لن يسمح بالاستيلاء والسيطرة على الأراضي الحكومية دون وجه حق. وشدد أمير المنطقة خلال تفقده ميدانيا أمس أحياء شرقي جدة المتضررة في سيول الأربعاء على ضرورة اتباع النظام والقانون، «حيث لن يسمح بالعبث أو الاستيلاء على الأراضي دون وجه حق، كما أنه لم يعد مقبولا أن يتعرض أحد لأملاك الدولة وتحت أي عذر». وسألت «عكاظ» أمير منطقة مكة المكرمة عن مستقبل الرقابة على أداء الأجهزة الحكومية وتنفيذ المشاريع بعد كارثة جدة، فأجاب مؤكدا: إنها ستكون أشد والمتابعة سوف تكون أفضل. وقال في هذا الصدد إن لجنة تقصي الحقائق لا تزال تجمع المعلومات والاستفسارات من بعض المسؤولين سواء في القطاع الحكومي أو الأهلي عن المشاكل التي حدثت في جدة، موضحا أن اللجنة لا تزال في بداية عملها، «نحن في الأسبوع الرابع فقط»، وسنجمع كل الحقائق ونتقصاها، تمهيدا لرفعها إلى ولي الأمر. وأكد رئيس لجنة تقصي الحقائق لـ«عكاظ» أن اللجنة أوقفت عددا من المسؤولين من العاملين في الحكومة أو خارجها، وتحفظت عليهم للتحقيق في هذه القضية، لافتا إلى أن عدد الموقوفين قابل للزيادة أو النقصان، مبررا ذلك بإطلاق سراح مسؤولين واستدعاء آخرين بحسب ما يحتاجه التحقيق. ورفض أمير منطقة مكة المكرمة الإفصاح عن الجهات الحكومية التي أوقفت اللجنة مسؤوليها، «ولا أستطيع أن أحدد هذه الجهة أو تلك». وأجاب خالد الفيصل «عكاظ» مبتسما عن إعلان أسماء المتورطين في كارثة جدة بالقول: «ما شاء الله عليكم أنتم حضرتم، ولا يحتاج إعلانها، أنتم تعرفون الأسماء». ووصف الفيصل معالجة القطاعات الحكومية لتداعيات السيول في الأحياء المنكوبة بأنها «حلول عاجلة ومجرد مسكنات لتفادي السيول في الأيام والأسابيع والشهور القريبة المقبلة». وأشار إلى أن الحل الجذري للمشاكل لم يبدأ إلى الآن، «ونحن لا نزال في طور جمع الدراسات التي نفذت لجدة وللسيول ولم ينفذ منها شيء، لكن سنجمع كل ما كتب وسنخرج ــ إن شاء الله ــ بحل جذري لمشكلة السيول في جدة». وتابع الفيصل: إن مشكلة المنطقة التي تقع شرقي طريق الحرمين تكمن في أنها لم تخضع للدراسات والمخططات المعتمدة، ومعظمها عشوائيات واعتداءات على الأراضي وإحياءات استخرج لها صكوك، موضحا أنها جميعا تحتاج إلى إعادة تقييم ودراسة ووضع مخطط لها وتنفيذه بكل جدية. وقال إن الحل الجذري يكمن في تنفيذ دراسة كاملة وشاملة لشرق جدة مرتبطة بالمخطط الرئيسي للمحافظة، وتشتمل على تصريف السيول ومياه الأمطار، مشددا على أهمية سرعة إنجاز مشروع الصرف الصحي الذي ينفذ حاليا وبإتقان شديد، عبر المتابعة والإشراف الدقيق للشركات المنفذة.
وردا على سؤال حول العقبات التي تعترض تنفيذ المشاريع في محافظة جدة قال الفيصل: كل المشاريع تدرس حاليا وتدرس عوائقها في حال وجدت، مع إزالتها، مؤكدا أن المشاريع الحالية والتصورات المستقبلية لها سترفع للملك عبدالله بن عبدالعزيز لصدور التوجيهات حيالها. ووصف الأمير خالد الفيصل أداء الأجهزة الحكومية بالقول: «لا بأس به قبل الأمر الملكي وجيد جدا بعد الأمر الملكي»، مؤكدا أن المحاولات جادة لأن تكون كل المشكلات تحت السيطرة، لكن لا نستطيع أن نؤكد ماذا سيحدث فيما لو جاء سيل كبير آخر، لكن نستطيع أن نقول إن كل الجهود بذلت قدر الإمكانات الموجودة. وأكد خالد الفيصل أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليس له حدود، وقال: ربما تأملتم مقدمة الأمر الملكي القاضي بإنشاء لجنة تقصي الحقائق، إذ تكفي تلك المقدمة لتكون دلالة واضحة على اهتمام رأس الدولة باحتياجات المواطن وتلافي الخطأ وعمل كل ما يلزم لتلافي حدوثها مرة أخرى وهذا ما سيحدث، إن شاء الله.
وعلق أمير المنطقة على سؤال حول عدم مشاهدة آليات بعض الأجهزة الحكومية إلا تزامنا مع جولته التفقدية، بالقول: سوف نؤكد عليهم أن نشاهدها دائما. وأكد في معرض رده على سؤال عن شروع الإمارة في التحقيق في عدد من المخالفات قبل كارثة السيول أن من مهمات الإمارة متابعة وتقصي سير المشاريع، وهذا ما كنا نفعله وأعددنا تقارير وملفات كثيرة على بعض المسؤولين في الأجهزة الحكومية، وهذه الملفات ساعدت لجنة تقصي الحقائق في اتخاذ قرارات سريعة. وحول موعد صرف مبلغ مليون ريال التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين لأسر ضحايا الكارثة قال أمير منطقة مكة المكرمة: «نجري اتصالاتنا مع وزارة المالية لصرف هذه المبالغ في أسرع وقت ممكن، وكذلك صرف الإعانات السريعة للإغاثة والتي ستكون في الأيام المقبلة». وحول إزالة العقارات الموجودة في بطون الأودية أشار الأمير خالد الفيصل إلى أنه لم يتم التوصل إلى قرار بإزالة تلك العقارات «حتى الآن»، كما لم نصل إلى رأي موحد ودراسة متكاملة حيال ذلك، لكن عندما تكتمل الدراسة سيتضح الأمر. وأكد أمير منطقة مكة المكرمة أن ما بني على خطأ في الماضي سيتم تصحيحه، مشيرا إلى أن إصلاح الخطأ أصعب مما لو أننا بدأنا من الصفر، ونحن الآن نعمل بموجب أخطاء ارتكبت، لكن نعمل على تصحيحها، وهذا يأخذ وقتا أطول، لكن لا بد أن نتلافى ما ارتكب من أخطاء في الماضي. وتفقد أمير منطقة مكة المكرمة بسيارته أحياء الجامعة، كيلو 11، المنتزهات، الصواعد، قويزة، السامر، والسد الاحترازي، واستمع خلال جولته إلى مطالب السكان ووعدهم بحلول عاجلة. كما وقف الأمير خالد على الفيصل على قناة تصريف مياه بحيرة الصرف الصحي التي نفذت كحل مؤقت، وقال من أمامها «هذا حل مؤقت لدرء مخاطر السيول خلال هذه الأشهر».
ورافق الأمير خالد الفيصل في جولته صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، أمين جدة المهندس عادل فقيه، مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري وعدد من المسؤولين.
عبد الرحمن الشمراني، عكاظ - الصحة والحياة talalzari.com