الأمراض غير المعدية.. تستنزف ميزانيات وزارات الصحة
09-09-2012 06:53 صباحاً
0
0
1506
في ظل تزايد أعداد المرضى، تشكل الأمراض غير المعدية أبرز التحديات التي تواجهها المجتمعات الخليجية والعربية والعالمية، والتي تستنزف الكثير من ميزانيات وزارات الصحة، خصوصا أن الأمراض غير المعدية تعتبر مزمنة وتلازم المريض في حياته.
ويبحث 62 خبيرا من السعودية وخارجها غدا خلال المؤتمر الدولي لأنماط الحياة الصحية والأمراض غير السارية في العالم العربي والشرق الأوسط، والذي دعت إليه وزارة الصحة برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: المستجدات التي طرأت على الأمراض غير المعدية.
ويرى المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق أحمد خوجة أن أهم الأسباب التي ساعدت على انتشار الأمراض غير المعدية، ما شهدته دول الخليج، ومنها السعودية من تغيرات كبيرة كانت لها تأثيرات بالغة على صحة المواطنين، حيث أدت هذه التغيرات إلى تحول ملموس في النمط العام للأمراض إذ تعود الناس على أساليب حياتية وعادات معيشية وغذائية جديدة نجم عنها انتشار البدانة والتراخي البدني وانحسار ممارسة الرياضة وانتشار التدخين وزيادة الإجهاد الفكري والتوتر العصبي، وكل هذه العوامل تسببت في زيادة معدلات الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية والسكري والسرطان.
وأضاف: "رغم أن وزارات الصحة أخذت على عاتقها إعداد برامج وقائية من الأمراض المزمنة بهدف تغيير النمط السلوكي وتوعية الناس لتغيير أساليب معيشتهم من خلال التغذية السليمة، والرياضة، والإقلاع عن التدخين، والكشف الدوري لأمراض ضغط الدم والداء السكري وزيادة الكولسترول، إلا أن أية محاولات لتصحيح الوضع للسيطرة على الأمراض المزمنة لن يكتب لها النجاح دون مشاركة حقيقية من المجتمع".
السمنة والسرطان
ورأى وكيل وزارة الصحة للصحة العامة رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور زياد ميمش: أن المملكة سجلت نسبا وإحصائيات للمصابين بالأمراض غير السارية والمعدية، حيث بلغ نسبة الإصابة بالسكري 14% بين كافة فئات المجتمع و28% لمن أعمارهم تفوق 30 سنة، كما سجلت السمنة نسبة 36% والإصابة بالكولسترول 19.3% وكذلك التدخين نسبة 13.10% والضغط 26%، والنشاط البدني 33.30% بين كافة فئات المجتمع.
وأشار إلى أن أسباب الوفيات حول العالم من الأمراض غير السارية ارتفعت إلى 65% ويتوقع أن تصل النسبة خلال العشر السنوات القادمة إلى أكثر من 75%.
القدم السكرية
واعتبر المشرف العام على كرسي محمد حسين العمودي لأبحاث القدم السكرية وأستاذ الجراحة واستشاري جراحة الأوعية الدموية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة البروفيسور حسن بن علي الزهراني: مشكلة القدم السكرية من أهم المشاكل الصحية، نتيجة الإصابة بمرض السكري نظرا لتفشي الإصابة بمرض السكري بين السعوديين خاصة، حيث تتزايد أعداد المصابين بمرض السكري سنويا وبصورة متنامية، فطبقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية وبعض الدراسات يمكن القول إن واحدا من كل 5 سعوديين يعد مريضا بالسكري، وتزداد نسب الإصابة لتناهز 1 من 3 مع تقدم العمر.
وأفاد أن قلة الوعي لدى كثير من المرضى بأهمية التحكم في مستويات السكر في الدم لديهم، فقد تزايدت نسب حدوث المضاعفات طويلة المدى لمرضى السكري، ويأتي في مقدمة ذلك نسب الإصابة بحدوث مضاعفات القدم السكرية.
البروفيسور الزهراني خلص إلى القول: "إن فرق البحث لكرسي محمد بن حسين العمودي لأبحاث القدم السكرية في جامعة المؤسس مستمرة في إجراء الأبحاث العلمية للتوصل إلى فهم أعمق لهذه المشكلة الصحية المعقدة، وأن تساهم نتائج تلك الدراسات في الحد من هذه المشكلة ومن مضاعفاتها، بجانب تحقيق إسهامات في طرق الوقاية والتشخيص والتثقيف والعلاج لقرحة القدم السكرية ومضاعفاتها".
مخاطر السمنة
وأوضح استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور خالد عبيد باواكد: أن السمنة أصبحت تعد من أبرز التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات الخليجية وخصوصا السعودية لاعتبارات عديدة.
وأشار إلى أن عدة دراسات نشرت حول معدل انتشار السمنة وهي لا تختلف كثيرا عن بقية دول الخليج بينت أن نسبة زيادة الوزن عند الرجال تصل إلى 29% بينما عند النساء 27%، بينما نجد أن نسبة السمنة عند النساء تصل إلى 24%، وعند الرجال 16%.
وعن أسباب زيادة السمنة والعوامل المؤدية إلى ذلك، لفت باواكد إلى أن هناك 6 عوامل وراء السمنة هي: النمط الغذائي، قلة النشاط والحركة، العوامل النفسية والبيئية، اختلال في الغدد الصماء، وتشكل الوراثة العامل الخامس، بينما تشكل جينات السمنة العامل السادس في المسببات.
سكري الأطفال
وفي جانب سكري الأطفال أوضح استشاري طب الأطفال والغدد الصماء والسكري بكلية الطب جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالمعين الأغا: أن داء السكري من النوع الثاني أصبح منتشرا في جميع أنحاء العالم، بما فيه أطفالنا في المجتمع السعودي خاصة والخليجي عامة، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى انتشار البدانة لدى جميع فئات المجتمع بما فيها الأطفال.
الأمراض الصدرية
يقول استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم المشرف على مركز اضطرابات النوم في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة الدكتور أيمن بدر كريم: إن ملايين الناس يصارعون يوميا كثيرا من الأمراض التنفسية المعدية وغير المعدية كالربو الشعبي، وأورام الرئة، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، وتليف الرئتين إذ يموت بسببها أكثر من 10 ملايين شخص سنويا، وتحصد قريبا من 7% من مجموع الوفيات حول العالم.
وأفاد أن المنظمات الطبية الدولية للأمراض الصدرية لفتت الانتباه إلى ضعف الاهتمام بأمراض التنفس، واحتلالها مرتبة متأخرة في جدول أعمال الصحة العامة لكثير من الدول، وقصور قوانينها عن الحد من آفة التدخين، ومحاصرة بيع واستعمال التبغ، بالرغم من تسببه في قتل أكثر من 5 ملايين شخص سنويا، كما حذرت تلك المنظمات من وفاة ما يقرب من 250 ألف شخص سنويا، نتيجة غياب التحكم في مرض الربو الشعبي، والذي يصيب نسبة 15 20% من الأفراد في بعض مناطق المملكة، ويتميز بأعراض السعال وضيق التنفس المتكررة، ومضاعفات صحية ونفسية واجتماعية، يمكن تجنبها عن طريق التشخيص السليم، وتوفير العلاج والمتابعة المستمرة على المدى الطويل.
وعن اضطرابات النوم قال الدكتور أيمن: تبين حديثا ارتباط الشخير المزمن وانقطاع التنفس أثناء النوم، بوصفها من اضطرابات النوم المنتشرة بكثرة 17% من أفراد المجتمع بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، مرض السكري، أمراض القلب والشرايين والسكتة الدماغية، فضلاً عن فرط الوزن، والاكتئاب، وحوادث السيارات نتيجة زيادة النعاس أثناء النهار، وارتفاع عدد الوفيات في المجتمعات المختلفة، مما يؤكد على ضرورة الاهتمام باضطرابات النوم وتشخيصها وعلاجها بشكل فعال في مراكز خاصة بفحص طبيعة النوم أثناء الليل، لتجنب مضاعفاتها الخطيرة.
الوجبات الدسمة
من جانبها، قالت منسقة برنامج مكافحة داء السكري في محافظة جدة واستشارية طب الأسرة الدكتورة هناء الغامدي لصحيفة "عكاظ": إن تغير أسلوب الحياة والتوجه للأسلوب الخاطئ يعد من أهم أسباب السمنة وخصوصا عند الأطفال الذين أصبحوا يعتمدون على الوجبات الدسمة والسريعة التي تحتوي على كميات كبيرة من السعرات والدهون، بجانب قلة الحركة عند الأطفال، خصوصا مع وجود ألعاب الفيديو التي يلازمون عليها لساعات طويلة.
العربية - الصحة والحياة talalzari.com