الخفافيش مصدر العدوى بفيروس كرونا القاتل

 
ربما تكون الخفافيش مصدر فيروس كرونا المشابه لفيروس سارس الذي تسبب في وفاة رجل من المملكة السعودية، كما أشارت دراسة تحليلية للعوامل الوراثية لفيروس كرونا coronavirus. وقد أصاب الفيروس شخصين آخرين أحدهما أرسل لإنكلترا للعلاج شهر سبتمبر الماضي ولا يزال يعالج بوحدة العناية المركزة.

ويرى الخبراء الذين نشروا تقريرهم بجريدة mBio أن الفيروس يرتبط بشكل كبير بفيروسات أخرى عند الخفافيش، ويعتقد أن هذا الفيروس لا ينتقل من شخص لآخر.

وفيروسات كرونا هي سلالة من الفيروسات تتسلسل من فيروسات البرد الشائعة، تشبه فيروس سارس الذي يتسبب في متلازمة التهابات الرئة الحادة والتي تصيب سلسلة واسعة من الحيوانات.

عام 2002 تسبب انتشار فيروس سارس في مقتل ما يقرب من 800 شخص بعد انتشاره من هونج كونج لأكثر من 30 دولة أخرى حول العالم.

وقد تم الكشف عن فيروس كرونا الجديد بعد أن توفي رجل في الستين من العمر نتيجة إصابته بالتهاب رئوي حاد وفشل كلوي بالسعودية شهر يونيو الماضي. وقد أرسل مصاب آخر بالفيروس للمملكة المتحدة وهو في حاجة لرئة صناعية للبقاء على قيد الحياة.

وقد نشرت وكالة حماية الصحة بالمملكة المتحدة تقريراً عن السلسلة الجينية الكاملة للحالة المرضية التي تعالج بلندن في مطلع هذا الشهر.

كما قام د. رون فوشير من هولندا بفحص حالة المريض السعودي. وقال بأن الحالتين ترتبطان بنفس الفيروس، إلا أن الرجلين قد أصيبا بالعدوى بشكل منفصل من خلال حيوان ناقل للمرض ولم ينتقل بينهما.

وأضاف قائلا: "هذا الفيروس يرتبط بشكل كبير بالفيروسات التي تصيب الخفافيش التي تعيش في آسيا، وليس هناك أي فيروس بشري يرتبط بها. لهذا قدرنا أن العدوى نشأت عن مصدر حيواني".

"وتعلق بروفسور ماريا زامبون على الدراسة قائلة إن الخفافيش تمثل مخزونا طبيعيا لمثل هذه الفيروسات. "هناك بعض الفيروسات تصيب القطط والبشر، ولكن أشد السلالات تلك التي توجد عند الخفافيش. ولكن هذا لا يعني حدوث الإصابة من الخفافيش، فربما انتقل الفيروس لحيوان آخر ومنه للبشر".

ويحاول العلماء حالياً معرفة ما إذا كانت حالات العدوى هذه ستمثل نهاية للفيروس الذي انتقل من الحيوان للبشر مثل سعار الكلب، أم أنه سوف يتطور لينتقل من شخص لآخر مثل فيروس الإيدز الذي انتقل للإنسان في بادئ الأمر من القرود أو ما يعرف بالحيوانات العليا.

العربية - الصحة والحياة talalzari.com