هل تختلف أعراض الانفلونزا بين الرجال والنساء؟
11-25-2012 06:22 صباحاً
0
0
877
هل انتقاد الرجال بأنهم يهرعون إلى السرير مع أقل بادرة من بوادر البرد تظهر عليهم ليس له مايبرره؟
توصلت إحدى الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للانفلونزا من الرجال، فهن يقضين أوقاتا أطول مع الأطفال، مع الأخذ بالاعتبار أن الأطفال دائما ما يتعرضون لنوبات مرض شبيهة بالانفلونزا.
وأظهر استطلاع قومي الكتروني للرأي أجرته كلية لندن للصحة والطب الاستوائي خلال فصل الشتاء الماضي أن احتمال الشكوى بين النساء من أعراض الانفلونزا تزداد بنسبة 16 في المئة.
فهل تبالغ النساء فعلا عندما يتحدثن عن شعورهن بالتعب؟
وسيعاد الاستطلاع هذا الشتاء بهدف الوصول إلى إجابة على هذا السؤال.
ويطلب الاستطلاع من البريطانيين من جميع الأعمار أن يسجلوا أية أعراض تتعلق بالانفلونزا عن طريق ملء نموذج استبيان الكتروني.
ثم سيجري استخدام تلك البيانات في رسم خريطة لانتشار الانفلونزا في بريطانيا خلال فصل الشتاء.
ومن ثم، سيتمكن الباحثون بعد ذلك من تحليل طريقة انتشار الفيروس والأشخاص الذين يتأثرون به.
مريض إلى أي حد؟
وقالت آلما آدلر، القائمة على إدارة هذا المشروع، إن هدف استبيان هذا العام هو زيادة فهم العلاقة بين الاختلافات في الجنسين والاصابة بالانفلونزا.
وتابعت قائلة: "لم نتوصل إلى دليل يؤكد على وجود "انفلونزا الرجال" حتى الآن. كما أن العامل الأكبر في التقاط الفيروس يكمن في وجود الأطفال تحت سن الثامنة عشرة، لذا فإن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بالانفلونزا.
وقالت آدلر إن استبيان هذا العام يتضمن أسئلة جديدة، من قبيل: "ما مدى شعورك بالمرض؟". ويمكن لمن يملأون الاستبيان أن يجيبوا من خلال ميزان رقمي ما بين واحد إلى عشرة، حتى يعبروا عن مدى قوة إصابتهم.
ويعتبر ذلك هو الجزء الأكثر أهمية، حيث إن سؤال المصاب بالانفلونزا عن شعوره وهو في خضم المرض يعطي إجابات تتعلق بسيكولوجية مرض الانفلونزا، وليس علم الطب الذي يبحث في المرض.
"أكثر حساسية"
وقد يساعد ذلك العلماء على أن يكتشفوا إذا ما كان الرجال يواجهون أعراضا للانفلونزا غير النساء.
يقول جون أكسفورد، أستاذ علم الفيروسات في جامعة لندن، إنه ليس هناك أي دليل علمي على وجود "انفلونزا للرجال" ،إلا أن هناك اختلافا في السلوك تجاه المرض بين الجنسين.
وقال: "ندرك أن النساء يقاومن العدوى بطريقة مختلفة. فهن أكثر حساسية من ناحية صحتهم، بينما يثير الرجال ضجة أكبر حول إصابتهم؛ لذا فإن هناك اختلافات بين طريقة فهم الرجل والمرأة للمرض، ومن ثم فإن ثمة اختلافات في سلوك الجنسين تجاهه."
ويتابع أكسفورد: "يعتقد الرجل أنه سيفارق الحياة عندما يشعر بالمرض، لذا فهو يلجأ إلى السرير منتظرا من المرأة أن تخدمه."
بينما يرى دوغلاس فليمنغ، وهو الأستاذ في وحدة الأطباء الممارسين في أبحاث الانفلونزا بالكلية الملكية، أنه ما من قاعدة معينة تتعلق بطريقة تأثير فيروس الانفلونزا على الناس.
وقال فليمنغ: "يختلف كل فيروس انفلونزا عن غيره، ويعتمد ذلك على سلالة الفيروس. ولا يمكننا أن نتنبأ بطريق تأثيره على الناس. حيث تتباين طريقة الفيروسات المختلفة في التأثير على الرجال والنساء والأطفال."
"جنس أكثر ضعفا"
إلا أن نتائج الدراسة السابقة التي صدرت عن جامعة كمبريدج كانت مختلفة، حيث توصلت إلى دلائل تشير إلى أن المرأة هي أكثر مقاومة لعدوى المرض من الرجل.
فيعتقد أن تكون العوامل التطورية والاختلافات الهرمونية هي السبب وراء أن يكون الرجال أكثر حساسية للعدوى دون النساء.
مضاد الانفلونزا
يحق لبعض الفئات التي تعاني متاعب صحية معينة، في بريطانيا، ان تعطى مضاد الانفلونزا مجانا.
وأشارت دراسة كمبريدج أيضا إلى أنه يمكن القول أيضا أن الجنس الذكري بين الأنواع المختلفة من الحيوانات هو الجنس الأضعف من ناحية جهازه المناعي.
وقد يدعم ذلك الفكرة التي ترجح وجود نوع من الانفلونزا يصيب الرجال، حيث إن الرجال يكونون أكثر حساسية للفيروسات، ومن ثم تزداد احتمالية شعورهم بالمرض.
ولكن إذا ما كان الأطفال هم الأكثر عرضة واجتذابا لفيروس الانفلونزا ومن ثم نشره بين الآباء والأجداد، ألا يكون ذلك سببا تلقائيا في زيادة تعرض السيدات للمرض؟
يرى أكسفورد أن احتمال تعرض الرجال للمرض لا يزال كبيرا.
وقال أكسفورد: "إذا ما كان الأبوان يخلدان للنوم في سرير واحد ويقضيان ما لا يقل عن ثمان ساعات في الغرفة نفسها، فإن فيروس الانفلونزا سرعان ما سينتقل إلى الزوج."
"مواسم متقلبة"
وبدأت وكالة حماية الصحة البريطانية مراقبتها الأسبوعية لنشاط فيروس الانفلونزا بين سكان بريطانيا في أكتوبر/تشرين الأول.
وحتى الآن، فإن معدلات المصابين بفيروس الانفلونزا هذا الشتاء ممن يتوجهون لرؤية الأطباء الممارسين منخفضة، بواقع 6.9 من كل 100 ألف في بريطانيا.
وقد يوضح ذلك السبب وراء تلقي 65 في المئة فقط ممن تجاوزت أعمارهم 65 عاما و32 في المئة من الأمهات الحوامل للعقار المضاد لفيروس الانفلونزا.
وقال ريتشارد بيبودي، رئيس وحدة مراقبة الانفلونزا الموسمية في الوكالة، إنهم يأملون أن يكون هذا الشتاء هو آخر شتاء تجرى فيه عملية الاستبيان تلك.
وقال بيبودي: "شهد موسم الانفلونزا بين عامي 2011 و 2012 انخفاضا في معدلات الإصابة بها، وذلك بعد عامين من النشاط المرتفع لهذا الفيروس بما فيهما وباء الانفلونزا الذي ظهر عام 2009. ويظهر ذلك مدى تقلب موسم الانفلونزا وعدم القدرة على التنبؤ به."
وهناك احتمال لإصابة الرجال والسيدات على حد سواء بعدوى فيروس الانفلونزا خلال الأشهر القادمة.
فإذا ما كنت ضمن إحدى الفئات التي يمكن لها أن تتعرض للفيروس، يمكنك الحصول مقدما على التطعيم المضاد له. وبعد ذلك، عليك أن تبقي علبة مناديل وزجاجة من الماء الدافئ في متناول يدك.
BBC - الصحة والحياة talalzari.com