دراسة تدعو إلى تقليل مخاطر الإصابة بعوارض الجهاز الهضمي الناتجة عن استخدام أدوية آلام والتهاب المفاصل

 
كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة لانست Lancet الطبية الشهيرة أن مرضى آلام والتهاب المفاصل الذين يعالجون باستخدام مضادات الالتهاب غير الانتقائية الخالية من الاسترويد مثل Diclofenac مع إضافة مثبطات أحماض المعدة proton pump (PPI) مثل Omeprazole هم عرضة لمشاكل الجهاز الهضمي العلوي والسفلي كأهم الآثار الجانبية لهذا الاختيار العلاجي بمعدل أربعة أضعاف أكثر من أولئك الذين يتلقون علاجاً بواسطة مضادات الالتهاب الانتقائية (COX)-2- أو CELECOXIB، وذلك بناءً على نتائج سريرية مثبتة. وقد تم عرض الدراسة التي أطلق عليها CONDOR وأجرها كل من البروفيسور فرانسيس ك. ل. شان من قسم الطب والتداوي من مستشفى أمير ويلز، منطقة هونج كونج الإدارية الخاصة بالصين. والبروفيسور جاي قولدشتاين من جامعة الينوي شيكاغو، الولايات المتحدة وبمشاركة عدد آخر من زملائهما الأطباء، أمام المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لمكافحة الروماتيزم والذي عقد مؤخراً في العاصمة الايطالية روما.

وشملت دراسة CONDOR التي شارك فيها 196 مركزاً في 32 بلداً وإقليماً حول العالم، عينة من 4484 مريضاً ممن يعانون من التهاب المفاصل أو التهاب المفاصل نظير الرثوي (الروماتويدي) والذين ترتفع لديهم عوامل الخطورة للإصابة بعوارض الجهاز الهضمي مثل التقدم بالعمر (60 عاماً أو أكبر)، أو المرضى البالغين (أكبر من 18 عاماً) الذين سبق لهم الإصابة بتقرحات الجهاز الهضمي، وبعد التأكد من أن نتيجة فحص جرثومة المعدة Helicobacter pylori (أحد العوامل المؤدية للقرحة المعدية) كانت سلبية لجميع مرضى العينة وقت بدء الدراسة، تم توزيع المرضى إلى فئتين بالتساوي للمعالجة بواسطة عقار Celecoxib 200 ملغم مرتين يومياً، أو بواسطة عقار Diclofenac 75 ملغم ممتد المفعول مرتين يومياً مضافاً إليه Omeprazole 20 ملغم مرة واحدة يومياً، ولضمان الحصول على نتائج علمية محكمة تم إخفاء اسم الدواء المتعاطى عن كل من المريض والطبيب المعالج، وهدفت الدراسة إلى اكتشاف الفرق بين الطريقتين في المعالجة من حيث الآثار الجانبية على الجهاز الهضمي العلوي والسفلي.

وكانت دراسات أخرى مشابهة قد أظهرت أن العلاج بواسطة أي من مضادات الالتهاب الانتقائية COX-2- منفردة أو استخدام مضادات الالتهاب غير الانتقائية مضافاً إليها مثبطات أحماض المعدة PPI يقللان من فرص حدوث الآثار الجانبية على الجهاز الهضمي العلوي، إلا أن الآثار الجانبية الضارة على الجهاز الهضمي بأكمله (العلوي والسفلي) تكون أقل حدوثا مع فئة مضادات الالتهاب الانتقائية COX-2- منفردة مقارنة بالفئة الأخرى من الأدوية غير الانتقائية مضافاً إليها مثبطات أحماض المعدة PPI، وأرجعت السبب في ذلك إلى أن كبح مفعول الأحماض المعوية بواسطة مثبطات أحماض المعدة لا يمنع الأضرار التي تصيب الجهاز الهضمي السفلي، وبالتالي فإن استخدام مضادات الالتهاب الانتقائية COX-2- منفردة يقلل فرص المخاطر على الجهاز الهضمي بأكمله.

وتعليقاً على ذلك أوضح القائمون على الدراسة CONDOR أن جميع الضوابط الإرشادية والمدونات المهنية توصي الأخذ بعين الاعتبار تأثير العلاج على الجهاز الهضمي والقلب والأوعية كأحد العوامل الحاسمة في اختيار العلاج المناسب لآلام والتهاب المفاصل، حيث أكدت نتائج الدراسة أن استخدام عقارCelecoxib يقلل خطورة حدوث عوارض الجهاز الهضمي أربعة أضعاف مقارنة بعقارDiclofenac +Omeprazole ، ومن جهة أخرى قال كل من الدكتور إلهام راحم والدكتور ساشا بيرناتسكي من جامعة ماكجيل مونتريال بمقاطعة كيبك في كندا، أن الدكتور شان وزملاءه الذين أجروا الدراسة يرون أن مخاطر حدوث النزيف في الجزء السفلي من الجهاز الهضمي يمكن اعتباره بنفس أهمية نزيف الجزء العلوي من الجهاز الهضمي.

الرياض - الصحة والحياة talalzari.com