المؤتمر العربى الخامس للصحة الجنسية يناقش أحدث الدراسات والتوصيات الخاصة بعلاج الضعف الجنسي
05-14-2013 11:19 مساءً
0
0
1026
عقدت الجمعية العربية للصحة الجنسية مؤخرا مؤتمرها الخامس بمدينه دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة بحضور نخبة من خبراء الصحة الجنسية العالميين، وأكد الاستاذ الدكتور طارق انيس رئيس الجمعية العربية للصحة الجنسية أن المؤتمر ناقش اكثر من ثمانين بحثاً فى مجال الصحة الجنسية للرجل والمرأة منها ما يتناول الاضطرابات الجنسية بصفة عامة ومنها ما يتناول الاضطرابات الجنسية في المنطقة العربية وأثرها على أمن المجتمع واستقرار الأسرة، وأوضح الدكتور أنيس أن من أهم الأبحاث التي تم مناقشتها في المؤتمر البحث المقدم من الأستاذ الدكتور توم لو رئيس قسم المسالك البولية بجامعة كاليفورنيا والمتعلق باستخدام الخلايا الجذعية في علاج اضطرابات الانتصاب، كما ناقش المؤتمر البحث المقدم من الدكتور جون دين استشاري الصحة الجنسية بالمملكة المتحدة والرئيس السابق للجمعية العالمية للصحة الجنسية عن مدى فعالية وأمان عقار سيلدينافيل في علاج اضطرابات الانتصاب ومدى خطورة الأدوية المقلدة التي يتم الترويج لها مؤخراً في وسائل الإعلام، كما قدم الدكتور دين بحثاً آخر عن أثر أدوية علاج القلب على الصحة الجنسية، فيما قدم الدكتور ماهر المؤذن من مدينة الملك فهد الطبية بالمملكة العربية السعودية بحثاً عن الوسائل العلاجية المستحدثة لعلاج الانتصاب.
وقد عُقدت على هامش المؤتمر دورة تدريبية للإعلاميين من الوطن العربي إيماناً من إدارة المؤتمر بأهمية دور الإعلام في توعية المواطنين بأهمية الصحة الجنسية، ألقى المحاضرة الدكتور طارق أنيس رئيس المؤتمر رئيس الجمعية اشار فيها الى أن إجمالي سوق أدوية الضعف الجنسي بالمملكة العربية السعودية يقدر ب 64 مليون دولار وفقاً لإحصائيات عام 2012م، وأضاف لقد شهد السوق نمواً بواقع 17 بالمائة خلال عام 2012م مقارنة بعام 2011م كما بلغ مجموع عدد وحدات أدوية الضعف الجنسي التي تم بيعها في السوق السعودي عام 2012م حوالي 2 مليون وحدة، وأكد الدكتور أنيس أن مفاهيم علاج مرض الضعف الجنسي لدى الرجال شهدت تغيراً جذرياً بعد ظهور عقار الفياجرا في عام 1998م والذي أحدث ثورة غير مسبوقة في هذا الاتجاه، كما أجريت عليه دراسات وأثبتت فعاليتها وأمانها التام لغالبية حالات المرضى، ومنذ ذلك الحين وخيارات العلاج تتسع وتتزايد بل وأصبحت أكثر يسراً وسهولة وملاءمة من الناحية الاقتصادية للمريض، حيث يتوفر حالياً بجرعات (100 ملغم) وهي الأعلى على الإطلاق بين الأدوية الأخرى من نفس الفئة وبسعر تم تخفيضه مؤخراً ليصل إلى 92 ريالا للعبوة ليصبح الأرخص والأكثر ملاءمة تماشياً مع توجه المملكة بتوفير مختلف الأدوية للمرضى وبأسعار مناسبة.
وتطرق الدكتور أنيس لأهم المحاور التي يجب أن يناقشها الإعلام وينمي الوعي تجاهها، وعرض نتيجة استبيان تم في سبع دول عربية على 1000 رجل وامرأة وجد فيه أن 98% تقريباً يشعرون أن الجنس مهم بالرغم من أن 19% فقط من الرجال والنساء يرضون رضاء تاما عن حياتهم الجنسية. وأوضح الاستبيان أن الجنس من أول اهتمامات الرجل العربي، لكن بالنسبة للمرأة يأتي في مرتبة بعد الحب والرومانسية، وهذا له دلالة مهمة في تعديل مفهوم وفلسفة العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة عندنا في الوطن العربي التي يختزلها الرجل في مجرد علاقة ميكانيكية جافة من أي مشاعر حب أو رومانسية، وأجاب د. أنيس عن أهمية دراسة الصحة الجنسية في الوطن العربي بالذات لأن معدلات السكر وضيق الشرايين التاجية والبدانة زادت بشكل رهيب في العالم العربي، ويكفى أن نقول إن من بين أكثر عشر دول في العالم ينتشر فيها مرض السكر هناك خمس دول عربية على رأسها الإمارات، وبالنسبة للسمنة صارت المنطقة العربية بها أعلى معدلات السمنة في العالم، والمشكلة أن المريض في الوطن العربي لا يتقدم بطلب المساعدة من الطبيب إلا نادراً؛ فهو غالباً محرج ويعتقد أن حالته ليس لها علاج ويخاف من الأعراض الجانبية للعلاج، وهذا التأخير يدخل المريض أو المريضة في متاهة مرعبة من الشعور بالذنب والخوف من انهيار الأسرة وافتقاد الثقة بالنفس والتوتر والخوف من الفشل وتحاشى المعاشرة الزوجية وغياب الحميمية.
وتحدث د. طارق أنيس عن أشهر أسباب ضعف الانتصاب من تقدم في السن والأمراض المزمنة ونمط الحياة وبعض الأدوية مثل نوعية معينة من أدوية علاج الضغط والقرحة والاكتئاب والجراحات مثل جراحة الأورام.
وشدد الدكتور أنيس على أهمية أن يذهب مريض الضعف الجنسي للطبيب لأن ضعف الانتصاب من الممكن أن يكون عرضاً لمرض أكثر خطورة لم يتم تشخيصه مثل مرض القلب، ومن الممكن أيضاً تعديل عوامل الخطورة مبكراً، ويستطيع الطبيب تحديد مدى قدرة المريض على تحمل الجهد المبذول أثناء الجماع، ومن الممكن للطبيب أن يراجع الأدوية التي قد تتفاعل مع أدوية علاج الضعف الجنسي، وقد أعلنت نتيجة في غاية الأهمية في مؤتمر دبى للصحة الجنسية، هي أن ضعف الانتصاب مؤشر مهم لمرض القلب الذى سيحدث غالباً بعد سنتين أو ثلاث سنوات. وعن الجديد في هذا المؤتمر يقول الدكتور أنيس أن الصحة الجنسية للمرأة العربية تمثل احد المحاور الرئيسية للمؤتمر حيث تم مناقشة العديد من الأبحاث المتعلقة بالاضطرابات الجنسيه للمرأة بالمنطقة العربية مثل البحث المقدم من الدكتور وائل عوض عن الصحة الجنسية للسيدات السعوديات، وكذلك البحث المقدم من الدكتورة حيلمة رمضان من جامعة الملك سعود عن الجو انب النفسية والاجتماعية للصحة الجنسية للنساء في المملكة العربية السعودية، وأيضاً البحث المقدم من الدكتورة طرفة المعمر الأخصائية بمستشفى الملك فيصل التخصصي عن علاج التشنج المهبلي الذي يؤدي للكثير من حالات فشل العلاقه الزوجية في بداية الزواج، و كذلك البحث المقدم من الدكتور ياسر الخياط الأستاذ بجامعة القاهرة عن الرغبة الجنسية للسيدات اللاتي يعانين من اضطرابات التبويض.
وأضاف الدكتور طارق أنيس أن الكثير من الأبحاث التي نوقشت في المؤتمر تتعلق بالتربية الجنسية والثقافة الجنسية في الوطن العربي مثل البحث المقدم من الدكتور ياسر الخياط عن دور التثقيف الجنسي في تغيير سلوك المراهقين المترددين على مستشفيات القاهرة، كما ناقش المؤتمر كذلك عدداً من وسائل التدخل الجراحي الحديثة سواءً المتعلقة بعلاج تدني القدرة الجنسية أو صغر حجم الاعضاء التناسلية او تليف أنسجة الجسم الكهفي بالقضيب.
واختتم الدكتور أنيس حديثه بالتأكيد أن الصحة الجنسية تعتبر جزءًا لا يتجزأ من الصحة العامة لأى شخص ولا يعتبر الشخص سليماً صحياً أو يتمتع بصحة جيدة لمجرد أنه لا يعاني من أي من الأمراض العضوية مثل ارتفاع ضغط الدم أو زيادة نسبة الدهون، أو الإصابة بمرض السكرى أو تصلب الشرايين أو غيرها من الأمراض العضوية، بل يعتبر الشخص سليماً صحياً تبعاً لتعريف منظمة الصحة العالمية فى حالة أنه لا يعاني من خلل فى الناحية العضوية للجسم والناحية النفسية، وكذلك الناحية الاجتماعية التي تعكس تفاعل الشخص مع الآخرين كنتاج لسلامة الصحة العضوية ولذلك فإن الاهتمام بالصحة الجنسية فى المجتمع العربي يجب أن تأخذ الرعاية الكافية لاسيما مع التقدم الكبير في وسائل تشخيص الاضطرابات الجنسية وتوافر الأدوية الفعالة والآمنة لعلاجها.
الرياض - الصحة والحياة talalzari.com