قدم السكري.. الوقاية قبل العلاج
07-18-2013 01:32 مساءً
0
0
1172
تعتبر 'قدم السكري' إحدى المضاعفات الطويلة الأمد للإصابة بداء السكري، وتنتج عن حدوث تغيرات في التروية الدموية للقدم بفعل الأثر الذي يتركه ارتفاع غلوكوز الدم على الجسم. ويتطلب التعامل مع قدم السكري رعاية طبية محترفة، وذلك لمنع تطورها إلى مراحل متقدمة قد تنتهي ببتر القدم.
ويعد داء السكري أحد الأمراض المزمنة الذي يرتفع فيه مستوى سكر الدم (الغلوكوز)، الذي يعتبر وقود الخلايا في الجسم. ويتم الحفاظ على مستوياته في الدم ضمن مدى محدد عبر آليات عدة منها هرمون الإنسولين، الذي يدخل الغلوكوز إلى خلايا الجسم.
وفي داء السكري يرتفع الغلوكوز في الدم فوق الحد الطبيعي. ويقسم الداء إلى نوعين، الأول ويطلق عليه اسم 'سكري اليافعين' ويصيب الصغار في السن غالبا، وينتج عن مهاجمة جهاز المناعة لخلايا بيتا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين في البنكرياس. ويعتمد علاجه على أخذ المريض للإنسولين من مصدر خارجي كالحقن أو المضخة، وذلك للسيطرة على سكر الدم.
أما النوع الثاني من داء السكري فيصيب عادة البالغين الذين يعانون من زيادة في الوزن، وهنا لا توجد مشكلة في إنتاج الإنسولين الذي تكون كمياته طبيعية أو أكثر في بعض الأحيان، ولكن الخلايا تفقد حساسيتها تجاه الهرمون، فلا تعود قادرة على الاستجابة له بالشكل الملائم، مما يؤدي إلى عدم دخول الغلوكوز من مجرى الدم إلى داخل الخلايا، وإلى تجمعه وارتفاعه في الدم.
ويؤدي ارتفاع الغلوكوز في الدم على المدى البعيد إلى آثار مدمرة على الجسم، إذ يزيد من مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب وتلف الأعصاب وتلف الكلى ومشاكل القدمين وحالات العدوى.
ويشير الدكتور محمد حسان الفحل، استشاري جراحة العظام وجراحة القدم في مؤسسة حمد الطبية في قطر، إلى أن السكري يؤثر على معظم أعضاء الجسم، ويشمل ذلك القلب والكلى والدماغ والعينين والقدم مسببا القدم السكرية، وذلك عبر آليتين أساسيتين: اعتلال الأعصاب السكري، وتضيق وانسداد الشرايين.
اعتلال الأعصاب
ويشرح الفحل في حديث للجزيرة نت، أن اعتلال الأعصاب يؤدي إلى نقص في الإحساس في القدم ثم فقدانه، مما يعرض المريض للإصابة بالجروح والتقرحات والحروق في القدم دون الإحساس بالألم، كما يمكن أن تلتهب هذه الجروح وتتحول تقرحاتها السطحية إلى عميقة دون شعور المريض أو تقديره لخطورة الوضع بسبب عدم شعوره بالألم.
وعن تعريف 'قدم السكري' يقول الفحل إنها التغيرات المرضية التي تصيب القدم نتيجة داء السكري وتشمل تراجع الإحساس والالتهابات السطحية ثم العميقة والتقرحات والنخر اللاوعائي (تموت العظم نتيجة عدم وصول تروية دموية له) والغنغرينا (تموت الأنسجة الحية نتيجة نقص التروية الدموية)، ومن ثم بتر أجزاء من القدم أو كاملها.
ويلفت استشاري جراحة العظام إلى أن 85% من حالات بتر الساق المرتبطة بالسكري تبدأ بقرحة في القدم، وقد تبدأ التقرحات صغيرة وسطحية ثم تتحول بسبب عدم الإحساس والإهمال إلى قرحات عميقة, ويفاقم ذلك المشي حافيا. أما أسوأ الحالات فتحدث عندما يترافق فقدان الإحساس مع انسداد الشرايين فيزداد خطر التقرحات التي لا تشفى بسبب عدم وصول الدم، كما أنها تلتهب خاصة مع صعوبة وصول المضادات الحيوية عبر الدم إليها بسبب نقص التروية الدموية، مما يقود إلى البتر الجزئي أو الكلي.
وللوقاية من قدم السكري يؤكد الفحل ضرورة ضبط السكر في الدم بشكل جيد مما يجنب المريض مضاعفات داء السكري ومنها القدم السكرية. أما بالنسبة للقدم فيجب العناية بنظافتها وتجنب الرطوبة التي تشجع نمو الفطريات، وهذا يكون عبر تجفيف المريض لقدميه بشكل جيد بعد الوضوء أو الاستحمام. أما الجوارب فيجب أن لا يكون فيها خياطة بارزة قد تحتك بأصابع القدم وتسبب التقرحات، كما أن من الضروري للغاية ارتداء حذاء مريح وواسع وعدم لبس الأحذية الضيقة بتاتا، مع الإشارة إلى وجود أحذية خاصة لقدم السكري.
قص الأظافر بطريقة صحيحة
وعن قص الأظافر، ينبه الفحل إلى ضرورة القيام بذلك بالشكل المناسب، وذلك عبر قصها بخط مستقيم بعرض الظفر بحيث تكون أطول قليلا من الأطراف اللحمية للأصابع، مشددا على عدم قصها بشكل عميق لأن هذا يؤدي إلى دخول الجراثيم، وعدم قص الظفر بشكل دائري أو منحني وخاصة إبهام القدم (الإصبع الكبير) لأنه يقود للإصابة بالظفر النامي (الناشب) في الجلد.
أما عند ظهور التقرحات في القدم فيلفت الطبيب إلى وجود بعض المستحضرات التي تساعد في علاجها، وكذلك العلاج بما يسمى 'الخيمة الأكسجينية' الذي قد يكون له دور في شفاء بعض التقرحات.
ويشرح الدكتور محمد أبو فارة، أخصائي الطب الباطني والمحاضر في كلية طب جامعة مؤتة في الأردن، أن داء السكري هو أحد أشكال الأمراض الاستقلابية التي تؤدي لارتفاع تركيز السكر في الدم، مما يقود لتأثيرات على أجهزة الجسم المختلفة وخاصة الجهاز العصبي والجهاز الوعائي والعيون والكلى. أما بالنسبة لقدم السكري فيؤدي الاعتلال العصبي المزمن والتهاب الأعصاب الطرفية إلى عدم القدرة على الإحساس بالمؤثرات الخارجية من سخونة أو برودة أو الإحساس بالألم في حال وجود جروح أو التهابات، بالإضافة إلى نقص التروية الدموية الذي يقلل من فرصة التئام الجروح ورفد أنسجة القدم بكمية الأكسجين اللازمة للعمليات الحيوية في نسيج القدم.
ويلفت أبو فارة في حديث للجزيرة نت، إلى أن الذكور أكثر عرضة للإصابة من الإناث بقدم السكري، كما أن التقدم في العمر يزيد من فرصة الإصابة، وهو أمر ينطبق أيضا على مرضى السكري غير المنتظم أو غير المسيطر عليه. كما أن التدخين وتعاطي الخمور يرفع من احتمالية الإصابة، التي يفاقمها كذلك وجود أمراض مزمنة أخرى مصاحبة للسكري وغير مسيطر عليها كارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وارتفاع الكولسترول في الدم.
وحول مضاعفات قدم السكري يشرح الأخصائي أنها تشمل حدوث الإنتانات الجرثومية والأخماج، إذ تعتبر قدم السكري بيئة خصبة لتكاثر الجراثيم، فإذا لم تعالج بالشكل الصحيح فسيؤدي ذلك إلى التهاب الجلد المحيط وتفاقم القرحة، وقد يصل الالتهاب إلى نخاع العظم مما يزيد من صعوبة علاج الحالة أو السيطرة عليها. أما في مرحلة لاحقة فقد تصاب الأنسجة بالتموت، وفي هذه الحالة يتم التدخل الجراحي للتخلص من الجلد والأنسجة الميتة وتنظيف مكان القرحة والجرح وذلك للوقاية من حدوث الإنتانات وإعطاء فرصة للجلد والأنسجة السليمة للنمو من جديد وبالشكل الصحيح.
مضاعفات خطيرة
أما إذا تفاقمت الحالة فقد تتطور المضاعفات لتصل إلى بتر العضو المصاب، الذي قد يكون الأصبع المصاب أو جزءا من القدم أو القدم كلها، ويتم اللجوء إلى هذا الخيار إذا لم تكن هناك استجابة للعلاج بأي من السبل، وذلك حفاظا على حياة المريض ومنعا لحدوث مضاعفات خطيرة كتسمم الدم.
وعن الوقاية ينصح أخصائي الباطني بضبط معدل سكر الدم ضمن المستوى الطبيعي أو قريبا منه، وفحص المريض لقدميه بشكل يومي من حيث وجود تغير في لون الجلد أو وجود رائحة معينة أو جروح أو تشققات أو تقرحات، واختيار الحذاء المناسب بحيث لا يكون ضيقا ويوفر تهوية جيدة وبطانة لينة للقدمين، وارتداء الجوارب القطنية المناسبة، والحفاظ على نظافة القدمين بشكل يومي بغسلهما وتجفيفهما جيدا، وتقليم أظافر القدمين بشكل سليم، وتجنب المشي حافي القدمين مهما كانت الظروف، والتوقف عن التدخين، ومراجعة الطبيب المختص عند وجود أي شكوى بالنسبة للقدم وذلك للتدخل المبكر.
ولدى سؤالنا عن كيفية فحص مريض السكري قدمه في المنزل، خاصة إذا كان يعاني من تراجع إحساسه بأطرافه، أجاب الدكتور أبو فارة بأن ذلك يتم عبر تخصيص المريض وقتا معينا بشكل يومي لفحص قدميه، إما بنفسه مستعينا بمرآة، وإما بالاستعانة بأحد أفراد عائلته. ويشمل الفحص تفقد جميع الأصابع بداية من رأس كل أصبع مرورا بأطراف وباطن الأصابع وما بينها، وتفقد الكعب والجزء الخلفي لكل قدم. وإذا لاحظ المريض تغير لون الجلد أو ظهور رائحة معينة (بسبب وجود فطريات أو إنتانات أو غيرها) أو ظهور تشققات أو جروح أو تقرحات في القدم أو وجود فقاعات أو أكياس مائية أو خراجات، فيجب عليه التوجه للطبيب أو طلب المساعدة الطبية في الحال.
كما ينبه الطبيب إلى ضرورة عناية مريض السكري بقدمه أثناء الاستحمام، وذلك عبر غسل القدمين بالماء الفاتر وأخذ الاحتياطات اللازمة لضمان عدم تعرض القدم للماء مباشرة قبل أن يتأكد المريض من درجة حرارتها, إذ قد يكون الماء ساخنا جدا ولا يشعر المريض بحرارته بسبب تراجع الإحساس، وتكون النتيجة حدوث حروق وتقرحات في القدم.
وبالنسبة لتقليم الأظافر، فيجب قصها بشكل مستقيم مع استخدام المبرد لإزالة الأطراف الحادة وتنعيم الحواف، ومنعا لحدوث الجروح يستحسن تقليم الأظافر بعد الحمام مباشرة لأن الأظافر تكون وقتها أكثر ليونة. أما إذا كانت الأظافر سميكة فيجب الذهاب إلى عيادة قدم السكري للتعامل معها من قبل المختصين.
الجزيرة
ويعد داء السكري أحد الأمراض المزمنة الذي يرتفع فيه مستوى سكر الدم (الغلوكوز)، الذي يعتبر وقود الخلايا في الجسم. ويتم الحفاظ على مستوياته في الدم ضمن مدى محدد عبر آليات عدة منها هرمون الإنسولين، الذي يدخل الغلوكوز إلى خلايا الجسم.
وفي داء السكري يرتفع الغلوكوز في الدم فوق الحد الطبيعي. ويقسم الداء إلى نوعين، الأول ويطلق عليه اسم 'سكري اليافعين' ويصيب الصغار في السن غالبا، وينتج عن مهاجمة جهاز المناعة لخلايا بيتا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين في البنكرياس. ويعتمد علاجه على أخذ المريض للإنسولين من مصدر خارجي كالحقن أو المضخة، وذلك للسيطرة على سكر الدم.
أما النوع الثاني من داء السكري فيصيب عادة البالغين الذين يعانون من زيادة في الوزن، وهنا لا توجد مشكلة في إنتاج الإنسولين الذي تكون كمياته طبيعية أو أكثر في بعض الأحيان، ولكن الخلايا تفقد حساسيتها تجاه الهرمون، فلا تعود قادرة على الاستجابة له بالشكل الملائم، مما يؤدي إلى عدم دخول الغلوكوز من مجرى الدم إلى داخل الخلايا، وإلى تجمعه وارتفاعه في الدم.
ويؤدي ارتفاع الغلوكوز في الدم على المدى البعيد إلى آثار مدمرة على الجسم، إذ يزيد من مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب وتلف الأعصاب وتلف الكلى ومشاكل القدمين وحالات العدوى.
ويشير الدكتور محمد حسان الفحل، استشاري جراحة العظام وجراحة القدم في مؤسسة حمد الطبية في قطر، إلى أن السكري يؤثر على معظم أعضاء الجسم، ويشمل ذلك القلب والكلى والدماغ والعينين والقدم مسببا القدم السكرية، وذلك عبر آليتين أساسيتين: اعتلال الأعصاب السكري، وتضيق وانسداد الشرايين.
اعتلال الأعصاب
ويشرح الفحل في حديث للجزيرة نت، أن اعتلال الأعصاب يؤدي إلى نقص في الإحساس في القدم ثم فقدانه، مما يعرض المريض للإصابة بالجروح والتقرحات والحروق في القدم دون الإحساس بالألم، كما يمكن أن تلتهب هذه الجروح وتتحول تقرحاتها السطحية إلى عميقة دون شعور المريض أو تقديره لخطورة الوضع بسبب عدم شعوره بالألم.
وعن تعريف 'قدم السكري' يقول الفحل إنها التغيرات المرضية التي تصيب القدم نتيجة داء السكري وتشمل تراجع الإحساس والالتهابات السطحية ثم العميقة والتقرحات والنخر اللاوعائي (تموت العظم نتيجة عدم وصول تروية دموية له) والغنغرينا (تموت الأنسجة الحية نتيجة نقص التروية الدموية)، ومن ثم بتر أجزاء من القدم أو كاملها.
ويلفت استشاري جراحة العظام إلى أن 85% من حالات بتر الساق المرتبطة بالسكري تبدأ بقرحة في القدم، وقد تبدأ التقرحات صغيرة وسطحية ثم تتحول بسبب عدم الإحساس والإهمال إلى قرحات عميقة, ويفاقم ذلك المشي حافيا. أما أسوأ الحالات فتحدث عندما يترافق فقدان الإحساس مع انسداد الشرايين فيزداد خطر التقرحات التي لا تشفى بسبب عدم وصول الدم، كما أنها تلتهب خاصة مع صعوبة وصول المضادات الحيوية عبر الدم إليها بسبب نقص التروية الدموية، مما يقود إلى البتر الجزئي أو الكلي.
وللوقاية من قدم السكري يؤكد الفحل ضرورة ضبط السكر في الدم بشكل جيد مما يجنب المريض مضاعفات داء السكري ومنها القدم السكرية. أما بالنسبة للقدم فيجب العناية بنظافتها وتجنب الرطوبة التي تشجع نمو الفطريات، وهذا يكون عبر تجفيف المريض لقدميه بشكل جيد بعد الوضوء أو الاستحمام. أما الجوارب فيجب أن لا يكون فيها خياطة بارزة قد تحتك بأصابع القدم وتسبب التقرحات، كما أن من الضروري للغاية ارتداء حذاء مريح وواسع وعدم لبس الأحذية الضيقة بتاتا، مع الإشارة إلى وجود أحذية خاصة لقدم السكري.
قص الأظافر بطريقة صحيحة
وعن قص الأظافر، ينبه الفحل إلى ضرورة القيام بذلك بالشكل المناسب، وذلك عبر قصها بخط مستقيم بعرض الظفر بحيث تكون أطول قليلا من الأطراف اللحمية للأصابع، مشددا على عدم قصها بشكل عميق لأن هذا يؤدي إلى دخول الجراثيم، وعدم قص الظفر بشكل دائري أو منحني وخاصة إبهام القدم (الإصبع الكبير) لأنه يقود للإصابة بالظفر النامي (الناشب) في الجلد.
أما عند ظهور التقرحات في القدم فيلفت الطبيب إلى وجود بعض المستحضرات التي تساعد في علاجها، وكذلك العلاج بما يسمى 'الخيمة الأكسجينية' الذي قد يكون له دور في شفاء بعض التقرحات.
ويشرح الدكتور محمد أبو فارة، أخصائي الطب الباطني والمحاضر في كلية طب جامعة مؤتة في الأردن، أن داء السكري هو أحد أشكال الأمراض الاستقلابية التي تؤدي لارتفاع تركيز السكر في الدم، مما يقود لتأثيرات على أجهزة الجسم المختلفة وخاصة الجهاز العصبي والجهاز الوعائي والعيون والكلى. أما بالنسبة لقدم السكري فيؤدي الاعتلال العصبي المزمن والتهاب الأعصاب الطرفية إلى عدم القدرة على الإحساس بالمؤثرات الخارجية من سخونة أو برودة أو الإحساس بالألم في حال وجود جروح أو التهابات، بالإضافة إلى نقص التروية الدموية الذي يقلل من فرصة التئام الجروح ورفد أنسجة القدم بكمية الأكسجين اللازمة للعمليات الحيوية في نسيج القدم.
ويلفت أبو فارة في حديث للجزيرة نت، إلى أن الذكور أكثر عرضة للإصابة من الإناث بقدم السكري، كما أن التقدم في العمر يزيد من فرصة الإصابة، وهو أمر ينطبق أيضا على مرضى السكري غير المنتظم أو غير المسيطر عليه. كما أن التدخين وتعاطي الخمور يرفع من احتمالية الإصابة، التي يفاقمها كذلك وجود أمراض مزمنة أخرى مصاحبة للسكري وغير مسيطر عليها كارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وارتفاع الكولسترول في الدم.
وحول مضاعفات قدم السكري يشرح الأخصائي أنها تشمل حدوث الإنتانات الجرثومية والأخماج، إذ تعتبر قدم السكري بيئة خصبة لتكاثر الجراثيم، فإذا لم تعالج بالشكل الصحيح فسيؤدي ذلك إلى التهاب الجلد المحيط وتفاقم القرحة، وقد يصل الالتهاب إلى نخاع العظم مما يزيد من صعوبة علاج الحالة أو السيطرة عليها. أما في مرحلة لاحقة فقد تصاب الأنسجة بالتموت، وفي هذه الحالة يتم التدخل الجراحي للتخلص من الجلد والأنسجة الميتة وتنظيف مكان القرحة والجرح وذلك للوقاية من حدوث الإنتانات وإعطاء فرصة للجلد والأنسجة السليمة للنمو من جديد وبالشكل الصحيح.
مضاعفات خطيرة
أما إذا تفاقمت الحالة فقد تتطور المضاعفات لتصل إلى بتر العضو المصاب، الذي قد يكون الأصبع المصاب أو جزءا من القدم أو القدم كلها، ويتم اللجوء إلى هذا الخيار إذا لم تكن هناك استجابة للعلاج بأي من السبل، وذلك حفاظا على حياة المريض ومنعا لحدوث مضاعفات خطيرة كتسمم الدم.
وعن الوقاية ينصح أخصائي الباطني بضبط معدل سكر الدم ضمن المستوى الطبيعي أو قريبا منه، وفحص المريض لقدميه بشكل يومي من حيث وجود تغير في لون الجلد أو وجود رائحة معينة أو جروح أو تشققات أو تقرحات، واختيار الحذاء المناسب بحيث لا يكون ضيقا ويوفر تهوية جيدة وبطانة لينة للقدمين، وارتداء الجوارب القطنية المناسبة، والحفاظ على نظافة القدمين بشكل يومي بغسلهما وتجفيفهما جيدا، وتقليم أظافر القدمين بشكل سليم، وتجنب المشي حافي القدمين مهما كانت الظروف، والتوقف عن التدخين، ومراجعة الطبيب المختص عند وجود أي شكوى بالنسبة للقدم وذلك للتدخل المبكر.
ولدى سؤالنا عن كيفية فحص مريض السكري قدمه في المنزل، خاصة إذا كان يعاني من تراجع إحساسه بأطرافه، أجاب الدكتور أبو فارة بأن ذلك يتم عبر تخصيص المريض وقتا معينا بشكل يومي لفحص قدميه، إما بنفسه مستعينا بمرآة، وإما بالاستعانة بأحد أفراد عائلته. ويشمل الفحص تفقد جميع الأصابع بداية من رأس كل أصبع مرورا بأطراف وباطن الأصابع وما بينها، وتفقد الكعب والجزء الخلفي لكل قدم. وإذا لاحظ المريض تغير لون الجلد أو ظهور رائحة معينة (بسبب وجود فطريات أو إنتانات أو غيرها) أو ظهور تشققات أو جروح أو تقرحات في القدم أو وجود فقاعات أو أكياس مائية أو خراجات، فيجب عليه التوجه للطبيب أو طلب المساعدة الطبية في الحال.
كما ينبه الطبيب إلى ضرورة عناية مريض السكري بقدمه أثناء الاستحمام، وذلك عبر غسل القدمين بالماء الفاتر وأخذ الاحتياطات اللازمة لضمان عدم تعرض القدم للماء مباشرة قبل أن يتأكد المريض من درجة حرارتها, إذ قد يكون الماء ساخنا جدا ولا يشعر المريض بحرارته بسبب تراجع الإحساس، وتكون النتيجة حدوث حروق وتقرحات في القدم.
وبالنسبة لتقليم الأظافر، فيجب قصها بشكل مستقيم مع استخدام المبرد لإزالة الأطراف الحادة وتنعيم الحواف، ومنعا لحدوث الجروح يستحسن تقليم الأظافر بعد الحمام مباشرة لأن الأظافر تكون وقتها أكثر ليونة. أما إذا كانت الأظافر سميكة فيجب الذهاب إلى عيادة قدم السكري للتعامل معها من قبل المختصين.
الجزيرة