الضمور الشبكي.. أعراضه وفرص علاجه
09-02-2013 04:00 صباحاً
0
0
1200
يعد الضمور الشبكي المرتبط بتقدم العمر من أمراض العيون الشائعة لدى كبار السن. ورغم أنه لا يمكن الشفاء من هذا المرض الذي يصيب شبكية العين، فإن اكتشاف هذا المرض -الذي يعرف أيضا باسم التنكس البقعي- وعلاجه في الوقت المناسب يمكن أن يساعد على إبطاء وتيرة تقدمه.
ويوضح البروفيسور بيرند بيرترام أن مرض الضمور الشبكي عبارة عن تآكل للبقعة التي تغطي مساحة بضعة مليمترات مربعة في منتصف الجزء الخلفي من شبكية العين. وفي هذه المنطقة توجد المخاريط في خلايا حسية متخصصة عالية الكثافة. وهذه المخاريط هي المسؤولة عن حدة الإبصار ورؤية الألوان.
ويضيف بيرترام -وهو رئيس الجمعية الألمانية لأطباء العيون بمدينة دوسلدورف- أن هذه الخلايا تتعرض على مدار العمر للإجهاد الشديد وتخضع لمراحل الشيخوخة.
وهناك نوعان من الضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر، أولهما النوع الجاف والآخر النوع الرطب، ويقول شتيفان هورله، المدير الطبي لمستشفى العيون أرتميس بمدينة ديلينبورغ، إنه في حالة النوع الجاف يتوقف نشاط الطبقة المغذية لخلايا شبكية العين، وبالتالي يتعذر إزالة السموم الناتجة عن عملية الأيض من شبكية العين بصورة سليمة، وعندئذ تموت الخلايا في شبكية العين تدريجيا. ويظهر النوع الجاف لدى 80% إلى 85% من المرضى الذين يعانون من الضمور الشبكي المرتبط بتقدم العمر.
الرطب ينتج عن الجاف
أما النوع الرطب فغالبا يكون ناتجا عن الإصابة بالنوع الجاف من الضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر. ويوضح بيرترام أن الجسم يحاول إجراء نوع من الإصلاح للشبكية، الذي ليس لها معنى، إذ يقوم بإنشاء خلايا جديدة من الطبقة الموجودة أسفل الخلايا البصرية التي تعرف باسم غلاف العين المشيمي، وتنمو هذه الخلايا الجديدة داخل الطبقة البصرية. ولكن دون فائدة. مما يؤدي إلى تضخم البقعة الشبكية. ويضيف البروفيسور أنه مع هذا النوع من الضمور الشبكي يفقد المرء حاسة البصر بشكل أسرع، وقد يحدث ذلك في غضون أسابيع أو شهور قليلة.
وغالبا ترجع التغيرات في شبكية العين إلى وجود خلل جيني، فضلا عن أن هناك العديد من عوامل الخطر الأخرى مثل التدخين وتعرض العين لإجهادات مكثفة بسبب الضوء أو الأشعة فوق البنفسجية أو ارتفاع ضغط الدم. ولم يتوصل الطب الحديث حتى الآن إلى وسائل تمنع ظهور هذا المرض.
ورغم عدم وجود علاج ناجع لكلا النوعين من مرض الضمور الشبكي المرتبط بتقدم العمر، يمكن التأثير على مراحل تطور المرض، لذلك فإن اكتشاف المرض مبكرا يعد من الأمور المهمة للغاية. وينصح بيرترام بالتوجه إلى طبيب العيون إذا لاحظ المرء أن الرؤية لديه أصبحت مشوشة أو إذا تعذرت عليه الرؤية المركزية باستمرار أو إذا تدهورت القدرة على الإبصار بوجه عام.
وفي البداية يقوم طبيب العيون بفحص العين، ويشرح الخبير الألماني شتيفان هورله أنه بعد ذلك يقوم طبيب العيون بوضع بعض القطرات في العين لتوسيع الحدقة (البؤبؤ)، ثم يقوم بفحص قاع العين بواسطة مجهر القرنية. وإذا كان هناك شك في أن التغيرات الواضحة في حاسة البصر ترجع للإصابة بالنوع الجاف من الضمور الشبكي المرتبط بتقدم العمر، عندئذ يجرى فحص صبغ العين أو التصوير المقطعي لطبقات شبكية العين (OCT) بشكل إضافي. ويتعلق الأمر هنا بطريقة فحص بالتصوير عن طريق أشعة الليزر.
وعند تشخيص حالة المريض بالنوع الجاف من الضمور الشبكي المرتبط بتقدم العمر، لا يمكن للمريض أن يفعل شيئا حيال هذا الأمر. ولكن ظهرت في الآونة الأخيرة اثنتان من الدراسات الأميركية الكبيرة اللتين أشارتا إلى أن المواد المضادة للأكسدة مثل الزنك وفيتامين 'C' و'E' والتي يمكن أن تكون مؤثرة عند درجات معينة من الإصابة بالنوع الجاف من مرض الضمور الشبكي المرتبط بتقدم العمر.
تحذير من المكملات الغذائية
ويوضح الخبير شتيفان هورله أن هذه الدراسات ساعدت على انتعاش مبيعات المكملات الغذائية، لكن هذه المنتجات تحتوي في بعض الأحيان على مكونات لم تختبر في الولايات المتحدة على الإطلاق، وعلى الجانب الآخر فإن الجرعة تكون مختلفة. ولذلك ينصح هورله المرضى بعدم تناول أي مكملات غذائية، مشددا على ضرورة اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
وعلى الجانب الآخر يوفر الطب الحديث العديد من الإمكانيات عند الإصابة بالنوع الرطب من الضمور الشبكي المرتبط بتقدم العمر، إذ توجد العديد من المستحضرات الطبية التي تحقن في تجويف الجسم الزجاجي للعين في ظل أجواء معقمة في غرف العمليات.
وتعمل هذه المستحضرات الطبية على منع نمو الأوعية خلف شبكية العين، وتؤدي في بعض الأحيان إلى ضمور الأوعية الموجودة بالفعل. وبهذه الطريقة يمكن أن تستقر حالة المريض أو أن تتحول الحالة من الإصابة بالنوع الرطب إلى النوع الجاف.
وعند الإصابة بالنوع الرطب والجاف من مرض الضمور الشبكي المرتبط بتقدم العمر يتعين على المرء مراعاة أن تلف الخلايا المخروطية يعني أنها فُقدت بشكل نهائي. غير أن الإصابة بالضمور الشبكي المرتبط بتقدم العمر لا تعني فقدان حاسة البصر تماما، حيث يظل المرء محتفظا بمجال الرؤية الخارجي.
وبالنسبة للمرضى تتغير الحياة بشكل كامل، ويقول فرانز بادورا، رئيس جمعية المساعدة الذاتية 'برو ريتينا ألمانيا' بمدينة آخن، إنه يمكن استخدام وسائل المساعدة التقنية على نطاق محدود للغاية، مثل النظارات المكبرة وأجهزة قراءة التلفاز أو حتى برامج اللغة.
ومع ذلك فإن فقدان حدة الإبصار تعني أكثر من مجرد انعدام القدرة على تمييز بطاقات الأسعار في المتاجر أو التعرف على المواعيد في جدول الحافلات. ويضيف بادورا أنه عندما يفقد المرء مستوى كاملا من عمليات التواصل غير اللفظية، أو عندما يتعذر عليه رؤية تعابير الوجه بالشخص الذي أمامه أو أنه لم يعد بإمكانه التعرف على الجيران عندما يمرون في الشارع من أمامه، فإن هذه الأمور تتسبب في ظهور حالة من السخط والضيق، وفي الحالات القصوى قد تؤدي إلى حالة من العزلة الاجتماعية.
الجزيرة