كيف تقوي ذاكرتك؟
09-16-2013 07:12 مساءً
0
0
889
اكتشف شاب ألماني إمكانية تقوية ذاكرته بالصدفة خلال مشاهدته لبرنامج تلفزيوني. وبقوة العزيمة وبتمارين خاصة تمكن من الفوز ببطولة العالم في قوة الذاكرة. ويكشف يوهانيس مالوف سر نجاحه بأنه يخترع قصصا شيقة للأشياء حتى يتمكن من حفظها.
نظر يوهانيس مالوف إلى 52 من ورق اللعب (كوتشينة)، وبعد أربعين ثانية فقط وضع مالوف - البالغ من العمر 32 عاما- هذه الأوراق جانبا ثم رتب أوراق لعب أخرى بنفس ترتيب الأوراق الأولى التي نظر إليها. وقد يقول المتابع لهذه العملية من الخارج إن هذا أمر مستحيل، ولكنه مجرد تدريب طبيعي جدا بالنسبة لبطل العالم في قوة الملاحظة والحفظ، الذي يجلس على مقعد متحرك.
وقد بدأت قصة مالوف بمشاهدة برنامج تلفزيوني قبل عشر سنوات رأى فيه كيف استطاعت إحدى المشاركات حفظ رقم من عشرين عددا، وعندها قال مالوف لنفسه 'إذا كانت هذه السيدة تستطيع ذلك فلا بد أن أستطيعه أنا أيضا'، وبدأ ينشغل بهذا الموضوع، كما اطلع على صفحة 'ميموري إكس إل' التي تهتم بتقنيات تقوية الذاكرة، وعثر هناك على مدرب إلكتروني على قوة الذاكرة.
وهكذا بدأ بطلنا -الذي كان طالبا آنذاك- في التدرب، وكانت النتيجة مفاجئة له، إذ تمكن من حفظ ترتيب 52 من ورق اللعب خلال 13 دقيقة. وأصبح مالوف بطل العالم الحالي في قوة الذاكرة، كما يحتفظ بالرقم القياسي في قوة الذاكرة بتصنيفاته الثلاثة.
تدريب يومي
ويستطيع مالوف حفظ 132 يوما تاريخيا خلال خمس دقائق، وحصد بالفعل أكثر من عشرين كأسا. وهو يتدرب لمدة ثلاثين دقيقة يوميا من أجل الحفاظ على قوة ذاكرته.
وعن سر نجاح مالوف قال يوهانيس بيرناردينغ من معهد القياسات الحيوية والمعلوماتية الطبية إن الانضباط غير العادي من أهم شروط نجاحه.
ولكن كيف يستطيع مالوف حفظ مثل هذا الكم في هذا الوقت القصير؟ عن هذا السؤال يجيب مالوف قائلا إنه يخترع قصصا لحفظ كل شيء، مؤكدا أن القصة لا بد أن تكون جديرة بالملاحظة.
ومن الممكن -حسب مالوف- استخدام أسلوب الطرق أو طريقة السبل في حفظ الأرقام والوجوه والأسماء والتواريخ أو الصور المطلقة. وخلال هذه الطريقة يسير الإنسان في طريق معروف له، كأن يتجول في شقته على سبيل المثال، وخلال سيره في هذه الطريق يربط نقاطا مع الأشياء التي يريد حفظها في ذاكرته. ولدى مالوف 30 من هذه المسارات في رأسه بالإضافة إلى عدة آلاف من النقاط.
ويوضح أندريه بريشمان أستاذ علم الأعصاب في معهد لايبنيتس الألماني أن رياضيي الذاكرة يستخدمون حيلة إستراتيجية تمثل فيها الأشياء أرقاما، مشيرا إلى أن باستطاعة الجميع تعلم هذه الحيلة لأنها تعتمد على استغلال قدرات يتمتع بها المخ بالفعل.
وتبين للأستاذ بريشمان في إحدى الدراسات أن الفروق ضئيلة في نشاط المخ لدى الذين يمارسون رياضة حفظ الأرقام والذين لا يمارسونها، ولكن تبين وجود نشاط أعلى في نظام المخ لدى ممارسي هذه الرياضة، وهو النظام الضروري أيضا في التجول بين الأرقام وذلك بسبب تقنية الطرق التي يستخدمها هؤلاء الرياضيون.
وهناك دافع آخر وراء اهتمام مالوف برياضة قوة الذاكرة، إذ لا يحتاج جسمه لممارسة هذه الرياضة، بل يحتاج رأسه فقط، وذلك وفقا لكلمات مالوف.
مرض ضعف العضلات
فمالوف أصيب منذ عامه الرابع عشر بمرض ضعف العضلات وانكماشها، لذلك فهو يلازم مقعده المتحرك منذ عام 2011، وعندما ساءت حالته الصحية بدأ في تدريب ذاكرته إلى أن أصبح العام الماضي بطل العالم في قوة الذاكرة.
وعن نجاحه يؤكد البطل أنه يتجاوز دائما وبقوة حدود قدراته الشخصية، ومع أنه يرتكب الكثير من الأخطاء في البداية، إلا أنه يناضل بعدها من أجل تفاديها. ويشير إلى أنه راض عن حياته، ويقول إنه لولا مرضه لما أصبح على الأرجح متقدما بهذا الشكل في هذه الرياضة.
ويحتاج مالوف لمخه أيضا على مستوى الوظيفة، فهو باحث في كلية الطب بجامعة ماغدبورغ، وهو بصدد كتابة رسالته للدكتوراه عن كيفية الوصول بصور أشعة الرنين المغناطيسي إلى أفضل مستوى لها.
ولا يفكر مالوف في التوقف عن نشاطه، إذ ينوي الاحتفاظ ببطولة العالم في قوة الذاكرة واكتشاف ما يمكنه فعله في هذا الاتجاه، مشيرا إلى أنه لم يعثر بعد على السقف الذي يحد من قدراته.
الجزيرة