أكبر مشروع لتحلية المياه بالطاقة الشمسية في العالم
01-25-2010 07:58 صباحاً
0
0
1189
المملكة تطلق أكبر مشروع لتحلية المياه بالطاقة الشمسية في العالم..
مدينة الملك عبدالعزيز تتولى تنفيذه و 129 مليون ريال تكلفة مرحلته الأولى..
مدينة الملك عبدالعزيز تتولى تنفيذه و 129 مليون ريال تكلفة مرحلته الأولى..
أعلن تحالف لعدة وزارات وجهات حكومية أمس عن إطلاق أكبر مشروع لتحلية المياه بالطاقة الشمسية في العالم وبدء التنفيذ الفعلي للمرحلة الأولى منه بداية هذا العام الجاري وتقوم عليه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بمشاركة عدة جهات وبدعم ورعاية من لدن خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.
وأكد وزيرا المالية والمياه والكهرباء ورئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وسمو نائب رئيس المدينة للمعاهد والبحوث وممثلو وزير التجارة والصناعة وصندوق الاستثمارات العامة ومحافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في مؤتمر صحفي مشترك عقدوه بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أمس أن خادم الحرمين اطلع على تفاصيل المبادرة الوطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية وحظيت بدعمه واهتمامه الكبير.
وقال وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف في حديثه لوسائل الإعلام خلال المؤتمر إن هذا المشروع المهم يشعرنا بالفخر جميعاً وسيلمس المواطن نتائجه، معرباً عن التطلع لتطوير هذه الصناعة في المملكة لتكون مركز التصنيع لكل ما يتعلق بهذه الطاقة. ونوه في سياق حديثه بتكلفة المتر المكعب من المياه التي تقل عن ريال واحد، وأكد العساف أن وزارة المالية ستكون داعما رئيسا لهذا التوجه الواعد بإذن الله. ووصف وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين إطلاق هذه المبادرة المهمة أمس بأنها يوم مشهود في تاريخ صناعتي المياه والكهرباء بالنظر للطلب المتزايد على هذين المنتجين سنوياً بنسبة 7% ونسبة النمو السكاني الهائلة جداً كما يقول والتي أضحت عبئاً مالياً كبيراً وكذلك عبئاً على مصادر الطاقة حيث أن جزءا كبيرا من إنتاج الطاقة يذهب لإنتاج المياه والكهرباء والمستخدم حالياً يقارب مليونا ونصف المليون برميل نفط ويزداد سنوياً.
وشدد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل على أهمية هذه المبادرة في خلق صناعة محلية تغطي كل الاحتياجات، كاشفاً عن تنفيذ هذا المشروع الضخم على ثلاث مراحل.. (المرحلة الأولى): بناء محطة لتحلية المياه المالحة بطاقة إنتاج تبلغ 30 ألف متر مكعب يومياً لسد احتياجات 100 ألف من سكان مدينة الخفجي من مياه الشرب وذلك من خلال بناء محطة لإنتاج الطاقة الشمسية بطاقة 10 ميجاوات وأغشية التناضح العكسي باستخدام أحدث التقنيات المتطورة خلال ثلاث سنوات، مشيرا إلى أنه بدء فعلياً تنفيذ هذه المرحلة مع بداية العام الحالي.
وأوضح د.السويل أن (المرحلة الثانية) سيتم فيها بناء محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية بطاقة إنتاج 300 ألف متر مكعب يومياً في منطقة يتم اختيارها لاحقاً ويستغرق تنفيذ هذه المرحلة ثلاث سنوات بعد استكمال المرحلة الأولى وبإنتاج يبلغ عشرة أضعاف إنتاج محطة المرحلة الأولى، في حين سيتم في (المرحلة الثالثة) بناء عدة محطات للتحلية لمناطق مختلفة من المملكة.
وكشف د.السويل أن تنفيذ هذه المشاريع سيتم من خلال تجمع صناعي في المملكة يسوق المنتجات على مستوى العالم بما يخدم ويعزز توجهات الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي تشرف عليها وزارة التجارة والصناعة.
وقال رئيس مدينة الملك عبدالعزيز إن تحلية المياه المالحة هو الخيار الاستراتيجي لتأمين مياه الشرب للمملكة التي تنتج أكثر من 18% من الإنتاج العالمي للمياه المحلاة حيث تعد تكلفة الطاقة المستخدمة في محطات التحلية من أهم أسباب ارتفاع تكلفة الإنتاج لذا فإن العمل على خفض تكلفة إنتاج الطاقة سينعكس إيجاباً على خفض تكلفة الإنتاج، مشيرا الى ما تتمتع به المملكة من سطوع شمسي عال على مدار العام يقدر بألفي كيلوات متر مربع سنوياً وهو ما دعا المدينة لتنفيذ برامج بحث وتطوير في مجال نقل وتوطين تقنيات الطاقة الشمسية منذ مدة طويلة.
وتحدث نائب محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه للتخطيط والتطوير الدكتور عبدالله آل الشيخ ووكيل وزارة التجارة لشؤون الصناعة الدكتور خالد السليمان والأمين العام لصندوق الاستثمارات العامة منصور الميمان ونائب رئيس مدينة العلوم والتقنية لدعم البحث العلمي الدكتور عبدالله الرشيد خلال المؤتمر عن أهمية هذه المبادرة وأهدافها الاستراتيجية، في حين قدم صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث خلال المؤتمر عرضاً للحضور من المسؤولين والإعلاميين عن تفاصيل المبادرة، موضحا أنه يشارك في تنفيذها عدة جهات إلى جانب مدينة الملك عبدالعزيز هي وزارة المالية ووزارة المياه والكهرباء ووزارة التجارة والصناعة والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، مشيرا سموه إلى أن المدينة تتعاون مع شركة آي بي إم العالمية، وتهدف من خلال هذه المبادرة إلى التطبيق العملي للتقنيات متناهية الصغر المتطورة (النانو) في مجال إنتاج أنظمة الطاقة الشمسية والأغشية لتحلية المياه حيث تم تطوير هذه التقنيات، كما تهدف المبادرة لإيجاد حلول تقنية لمشاكل الطاقة والمياه بأقل التكاليف للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني وتحلية المياه المالحة بتكلفة لا تزيد على ريال ونصف الريال للمتر المكعب مقارنة بالتكلفة الحالية التي تتراوح من ريالين ونصف الى خمسة ريالات ونصف، موضحا ان تكلفة انتاج الطاقة الكهربائية باستخدام تقنيات الخلايا الشمسية التي تم تطويرها أقل من 30 هللة لكل كيلو وات ساعة، موضحا في هذاالصدد أن هذا هو أول مشروع على مستوى العالم واكبر من المحطة الإسرائيلية التي تستخدم أغشية التناضح العكسي في هذا المجال.
وحول مشاركة القطاع الخاص في هذه المبادرة أكد وزير المالية أن هنالك اسلوبين لطرح المبادرة منها الدخول المباشر مع القطاع الخاص، واستطرد قائلا: الدولة لا تنافس القطاع الخاص بل تعطي الدعم المالي والطمأنينة لمثل هذه المشاريع، لافتاً في معرض حديثه أن تطبيق هذه التقنية الحديثة في المنازل سيخفف الضغط على شركات الكهرباء في الدول المنتجة.
ولم يعط المشاركون في المؤتمر التكلفة الإجمالية للمشروع إلا أن الدكتور السويل أوضح أن تكلفة الإنشاء جزء من تكلفة التشغيل والصيانة وتكلفة المرحلة الأولى هي 129 مليون ريال، ونفى السويل القول ان هذا المشروع تأخر كثيرا مؤكدا ان طرح الابحاث والتطوير طويلة الامد وتتطلب وقتاً. وعن دور هذه التقنية في حل مشكلة انقطاعات المياه أكد الوزير الحصين أن منطقة مكة ومحافظة جدة تشهد تحسنا ملحوظا في ذلك ولم تعد تعاني من نقص المياه وقبل الصيف ستأخذ مكة والطائف ضعف حصتهما إن شاء الله.
محمدالغنيم، الرياض - الصحة والحياة talalzari