• ×

أعندك مراهق؟ لا تصرخ عليه

0
0
759
 
قد يظن بعض الآباء أن الصراخ على المراهق أو تعنيفه بصوت مرتفع أمر طبيعي ولا يؤثر عليه، ولكن دراسة أميركية حديثة قد توصلت إلى أن الصراخ على المراهقين يؤثّر بشكل سلبي عليهم بشكل مماثل تماما لضربهم.

ونشرت نتائج الدراسة في دورية 'نمو الطفل'، ووجدت أن غالبية الأهالي يستخدمون التعنيف الكلامي لتهذيب أولادهم في مرحلة المراهقة، كما استنتجت أن استخدام الألفاظ القاسية يساهم في تأزيم سلوك المراهقين عوضا عن تصويبه.

وأجرى الباحث الأساسي في الدراسة، مينغ تي وانغ -البروفيسور المساعد في علم النفس بجامعة بيتسبيرغ- وسارة كيني -من معهد الأبحاث الاجتماعية في جامعة ميشيغان- دراسة استمرت عامين على 967 مراهقا وأهاليهم في عشر مدارس متوسطة حكومية في شرق ولاية بنسلفانيا.

ووجد الباحثان أن المراهقين الذين استخدم أهلوهم التعنيف الكلامي لتأديبهم عانوا من معدلات مرتفعة من عوارض الكآبة، وكانوا أكثر عرضة للمعاناة من مشكلات سلوكية، مثل السرقة والسلوك العدائي المعادي للمجتمع.

كما وجد وانغ وكيني، أن الآثار السلبية للتأديب الكلامي يمكن مقارنتها بالآثار التي ظهرت لدى مراهقين آخرين في دراسات ركزت على آثار التأديب الجسدي.

وعلق وانغ على نتائج الدراسة قائلا إنه يمكننا أن نفهم أن هذه النتائج ستدوم مثلما تدوم آثار الضرب، لأن آثار التأديب اللفظي مشابهة لآثار التأديب الجسدي، متوقعا أن تبقى هذه الآثار في المراهقين على المدى الطويل.

كما وجد الباحثان أن الحنان الأبوي، أو قوة الرابط بين الوالد والطفل، لم يخفف من وطأة التأديب اللفظي، إذ إن فكرة صراخ الأهالي على أولادهم بدافع الحب أو من أجل مصلحتهم لم يخفف من حدة الضرر اللاحق بأطفالهم جراء صراخهم.

ولاحظ الباحثان أن المراهقين كانوا يتلقون تأديبا كلاميا عند إظهارهم مشكلة سلوكية، مشيرين إلى أنه من المرجح أن تستمر هذه المشكلات السلوكية عند سماع المراهقين للألفاظ القاسية.

ووصف وانغ المسألة بالحلقة المفرغة، معتبرا أنها مسألة يصعب اتخاذ قرار فيها، إذ إن المشكلات السلوكية للأطفال تدفع الأهالي إلى تعنيفهم كلاميا، في حين أن هذا التعنيف قد يدفع المراهقين باتجاه هذه المشكلات السلوكية عينها.

الجزيرة